اهتم الصحابة وعلماء السيرة بحياة النبي صلى الله عليه وسلم خلال بعثته وقبلها، فنقلوا إلينا حياته صلى الله عليه وسلم منذ مولده حتى وفاته، وأهم الأحداث التي رافقت مولده وقبل مولده أيضًا، كما نقلوا لنا ما عاشه في طفولته صلى الله عليه وسلم، وأهم الأحداث التي عاشها صلى الله عليه وسلم في حياته قبل بعثته وبعدها، وموقفه ومكانته في قومه قبل بعثته وبعدها أيضًا، فهذا رسول الله خير معلم وقدوة لنا، وهو الذي اختاره الله عز وجل في حمل الرسالة ليكون آخر الأنبياء مبلغًا ونذيرًا في قومه، وسنتحدث في مقالنا عن العصر الذي وُلِد فيه النبي صلى الله عليه وسلم والأحداث التي رافقت ولادته.


في أي عصر ولد الرسول؟

وُلِد النبي صلى الله عليه وسلم في يوم الإثنين وهو اليوم الثاني عشر من شهر ربيع الأول من عام الفيل، وتجدر الإشارة إلى أن عام الفيل هو القول الأرجح لولادته صلى الله عليه وسلم؛ وذلك لقول قيس بن مخرمة أنه وُلد هو ورسول الله في عام الفيل، ويصادف ميلاد النبي صلى الله عليه وسلم بالتاريخ الميلادي العام 571، وقد سُمي عام الفيل بذلك نسبةً إلى حدث جلل اهتم العرب بتأريخه وحفظه، وهو حين قرر أبرهة الأشرم هدم الكعبة محضرًا فيلًا، فسلط الله عليهم طيورًا تحمل حجارة، وبذلك حفظ الله عز وجل البيت الحرام، ومات أبرهة وجنوده، وقد حفظ القرآن الكريم هذه الواقعة بسورة خاصة وهي سورة الفيل، إذ قد قال فيها الله عز وجل: "أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ، أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍ، وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْرًا أَبَابِيلَ، تَرْمِيهِم بِحِجَارَةٍ مِّن سِجِّيلٍ، فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَّأْكُولٍ"،[١] .[٢]


أين ولد الرسول؟

وُلِد رسول الله صلى الله عليه وسلم في شِعب بني هاشم، تحديدًا في بيت أبيه عبد الله في مكة المكرمة بين جده وأعمامه، وقد وُِلد صلى الله عليه وسلم يتيم الأب،[٣] وحينها أرسلت أمه آمنة بنت وهب تبشرهم بولادته صلى الله عليه وسلم، ففرح جده عبد المطلب وأخذه إلى الكعبة وسماه محمدًا، ولم تكن العرب تسمي أحدًا بذلك من قبل، وقد قال إنه سماه بذلك ليحمده من في الأرض والسماء، كما أعتق عمه أبو لهب الجارية التي بشرت بولادته صلى الله عليه وسلم فرحًا بولادة ابن أخيه، وعم الفرح بين أعمام الرسول كلهم.[٤]


كيف ولد الرسول؟

ورد عن آمنة بنت وهب أم الرسول صلى الله عليه وسلم أنها لم يصبها التعب أو المشقة في حمله أو ولادته صلى الله عليه وسلم، كما قالت أنها حين وضعته رافقه بعض النور الذي خرج منه، وقد نزل على الأرض على يديه ونظره نحو السماء، وتجدر الإشارة إلى وجود العديد من الدلالات والأحاديث التي رافقت مولد النبي صلى الله عليه وسلم؛ مثل وقوع أربع عشرة شرفة من قصر كسرى، لكنها أحاديث ضعيفة لم يأخذ بها العلماء، وهي أيضًا لا تزيد من قدر رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي رفعه الله وباركه دون ذلك كله.[٥]


المراجع

  1. سورة الفيل ، آية:1-5
  2. أبي الحسن الندوي، كتاب السيرة النبوية لأبي الحسن الندوي، صفحة 157. بتصرّف.
  3. أحمد أحمد غلوش، كتاب السيرة النبوية والدعوة في العهد المكي، صفحة 184. بتصرّف.
  4. أحمد أحمد غلوش، السيرة النبوية والدعوة في العهد المكي، صفحة 153-154. بتصرّف.