عبد المطلب

هو جدّ النبي -صلّى الله عليه وسلّم-، اسمه عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن سعد بن عدنان، أمه هي سلمى بنت زيد النجارية، يُلقّب بشيبة الحمد، وذلك لشيبة كانت في رأسه منذ ولادته، والحمد رجاء أن يحمده الناس، وكان لطيف الإحساس، رفيقاً بالحيوان، فسُمّي بمُطعم الطير، والفيّاض، كما كان سيّداً شريفاً في قريش، يفزعون إليه في النوائب، وكان يحثّ أبنائه على مكارم الأخلاق، وترك البغي والظلم، وقد رفض في نهاية حياته أن يعبد الأصنام، وهو الذي حفر بئر زمزم، وأقام السقاية للحجيج، وقد وُصِف بأنَّه كان طويلاً، أبيض، وجهه حسن، يُعرف في جبينه عزّ المُلك، ونور النّبوّة.[١]


كفالة عبد المطلب للرسول

محبّة عبد المطلب لوالد الرسول

كان عبد المطلب يحب ابنه عبد الله حُبّاً شديداً، فهو أحب أبنائه إلى قلبه، وكانت منزلته عنده جليلة، فقد كان أصغر أبنائه، وكان قد نذر عبد المطلب أن ينحر أحد أبنائه إذا رُزق بعشرة منهم، وعندما رزقه الله بهم قام بعمل قرعة بينهم، فوقعت القرعة على ابنه عبد الله والد الرسول -صلّى الله عليه وسلّم-، فحزن عبد المطّلب وقام بعمل قرعة بينه وبين مائة من الإبل، فوقعت القرعة على الإبل، وبهذا حفِظ الله تعالى عبد الله ليُنجب الرسول الكريم.[٢]


زواج عبد الله

اختار عبد المطلب آمنة بنت وهب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب لتكون زوجة لابنه عبد الله، فكانت حينها من أفضل نساء قريش موضعاً ونسبًا وشرفاً، فوالدها هو سيّد بني زهرة، فتزوّجها عبد الله في مكة، وخرج بعد عدّة أشهر في رحلة تجارةٍ إلى الشام، ثمَّ مرِض وتوفي وعادت القافلة بدونه، وكان ذلك قبل ولادة ابنه محمد -عليه الصلاة والسلام-.[٢]


ولادة الرسول

أنجبت آمنة طفلها وأرسلته إلى جده عبد المطلب تبشّرُه به، فدخل الكعبة مستبشراً به، وشكر الله ودعاه، وسمّاه محمد، ولم يكن في حينها اسمه مألوفاً عند العرب، وعندما سُئل عبد المطلب عن سبب تسميته قال: "أردت أن يحمده الله في السماء، وأن يحمده الخلق في الأرض".[٢]


وفاة والدته ومحبّة جدّه

توفيت آمنة بنت وهب وتركت النبي -صلّى الله عليه وسلّم- في رعاية جدّه، فكَفِله واعتنى به، فقد كان يحبّ حفيده حبّاً عظيماً، ويلازمه ملازمةً شديدةً، وقد رُوي أنَّه كان لا يأكل طعاماً إلا وهو معه، وإن غاب عنه طلبَه،[٣] وكان يقرّبُه منه، ولا يحبّ أن يدخل أحدٌ عليه إن كان نائماً، ولا ينام إلا وهو بجانبه، وإذا خرج من البيت كان معه، وجعل له مجلساً لا يجلس عليه أحد غيره.[٢]


تقديمه على أبنائه

كان عبد المطلب يقدّم حفيده على أبنائه في كل شيء، يقول ابنُ إسحاقَ‏:‏ "وكان رسولُ الله -صلّى الله عليه وسلّم- مع جدِّه عبد المطلب بن هاشم -يعني: بعدَ موتِ أُمِّه آمنةَ بنتِ وَهبٍ-، فكان يُوضَعُ لعبد المطلب فِراشٌ في ظلِّ الكعبة، وكان بَنوه يَجلِسون حول فِراشِه ذلك حتى يَخرُج إليه، لا يَجلِسُ عليه أحدٌ مِن بنيه إجلالًا له، فكان رسولُ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يأتي وهو غُلامٌ جَفْرٌ -أي: ممُتلئٌ قويٌّ- حتى يَجلِسَ عليه، فيأخذُه أعمامُه ليؤخِّروه عنه، فيقول عبدُ المطلب إذا رَأى ذلك منهم‏:‏ دَعوا ابني، فوالله إنَّ له لَشأنًا، ثمَّ يُجلِسُه معه على فِراشِه، ويَمسَحُ ظهرَه بيدِه، ويَسُرُّه ما يراه يَصنَعُ‏"،[٣] ويروي أبو يعلى بأنَّه قد أرسله يوماً في إثر إبلٍ ضلّت، فلمّا تأخّر حزِن عبد المطلب حزناً شديداً، وعنما رجع بالإبل أقسم جدّه أن لا يرسله في حاجةٍ أبداً، وأن لا يفارقه أبدًا. [٢]


وصيّته لأبي طالب

عندما دنى أجَل عبد المطلب وحضرته الوفاة، أوصى ابنه أبو طالبٍ بالنبي -صلّى الله عليه وسلّم- وطلب منه أن يرعاه ويحفظه ويحيطه بعنايته.[٣]


المراجع

  1. محمد رضا، محمد صلى الله عليه وسلم، صفحة 7-9. بتصرّف.
  2. ^ أ ب ت ث ج فريق موقع إسلام ويب (12/3/2006)، "عبد المطلب جد الرسول صلى الله عليه وسلم"، إسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 16/6/2021. بتصرّف.
  3. ^ أ ب ت فريق موقع طريق الإسلام (29/10/2019)، "كفالة عبد المطلب رسول الله ﷺ ومعرفته بشأنه "، طريق الإسلام، اطّلع عليه بتاريخ 16/6/2021. بتصرّف.