عبد المطلب جد الرسول

هو أبو الحارث عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف، جد الرسول -صلى الله عليه وسلم-، كان زعيم قريش، وسيداً من سادات العرب، واسمه الحقيقي شيبة، أما عبد المطلب فهو لقبٌ اشتهر به، وقد ولد في يثرب ونشأ في مكة، وكان معروفاً بحكمته وعقله وفصاحته، وبنجدته وأناته، وكان محبوباً في قومه، ذا شأن ومنزلة، وكان رجلاً جميلاً ذا هيبة، أبيض اللون، طويل القامة، وهو أول من خضب شعره بالسواد من العرب، وكانت له السقاية والرفادة في المسجد الحرام، وكان له موقف عظيم عام الفيل، عندما دعا الله عند الكعبة أن يهزم الحبشة، وقد عاش حوالي ثمانين سنة أو أكثر،[١] ولم يعبد الأصنام، وكان يحرّم الزنا والخمر، ولم يطف بالكعبة عرياناً، وقد فرح لمولد الرسول -صلى الله عليه وسلم- وحمله ودخل به الكعبة، وشكر الله عليه، وقام بكفالته بعد وفاة أمه، والتمس له المراضع، وكان يحبه ويعطف ويخاف عليه كثيراً.[٢]


رؤيا عبد المطلب جد الرسول

رؤيا حفر بئر زمزم

رأى عبد المطلب جد الرسول -صلى الله عليه وسلم- في منامه رؤيا تأمره بحفر بئر زمزم، وقد روى ابن إسحاق هذه الرؤيا في سيرته بسنده، وهذا نص الرؤيا: (سمعتُ عليَّ بنَ أبي طالبٍ وهو يُحدِّثُ حديثَ زمزمَ قال : بينا عبدُ المطلبِ نائمٌ في الحِجرِ أُتِيَ فقيل له : احفُرْ بَرَّةً ، فقال : وما بَرَّةُ ؟ ثم ذهب عنه ، حتى إذا كان الغدُ نام في مضجعِه ذلك فأُتِيَ فقيل له : احفِرِ المضنونةَ ، قال : وما المضنونةُ ؟ ثم ذهب عنه ، حتى إذا كان الغدُ فنام في مضجعِه ذلك فأُتِيَ فقيل له : احفِرْ طَيْبَةَ ، فقال : وما طَيْبَةُ ؟ ثم ذهب عنه ، فلما كان الغدُ عاد لمضجعِه فنام فيه فأُتِيَ فقيل له : احفِرْ زمزمَ ، فقال : وما زمزمُ ؟ فقال : لا تُنزَفُ، ولا تُذمُّ . ثم نعت له موضعَها فقام يحفرُ حيثُ نُعِت).[٣][٤]


رؤيا البشارة بالبعثة النبوية

رُويت عن عبد المطلب جد الرسول -صلى الله عليه وسلم- رؤيا تبشّر بمبعثه -صلى الله عليه وسلم-، وخُلاصة هذه الرؤيا أن عبد المطلب رأى في منامه شجرة عظيمة، رأسها في السماء، وأغصانها تمتد في المشرق والمغرب، ويخرج منها نور عظيم، أعظم من نور الشمس، وأن العرب والعجم ساجدين لها، وأنها تزداد كل ساعة نوراً وارتفاعاً وعظمةً، وأنها تزهرُ ساعةً وتُخفي ساعة، وأن أناساً من قريش تعلقوا بأغصانها، وأن أناساً آخرين من قريش يريدون قطعها، وكلما اقتربوا منها أرجعهم شاب جميل، لم ير أجمل منه وجهاً، ولا أزكى منه رائحة، فيكسر أظهرهم ويقلع أعينهم، وأن عبد المطلب رفع يده ليأخذ من الشجرة شيئاً، فمنعه الشاب، فسأله عبد المطلب: لمن النصيب؟ فقال الشاب: "النصيب لهؤلاء الذين تعلقوا بها وسبقوك إليها"، وقد استيقظ عبد المطلب بعد رؤياه هذه مذعوراً، فذهب إلى كاهنةِ قريش، وقص عليها الرؤيا، فقالت له: "لئن صدقت رؤياك، ليخرجن من صلبك رجل يملك المشرق والمغرب، ويدين له الناس".[٥]


المراجع

  1. الزركلي، الأعلام، صفحة 154. بتصرّف.
  2. محمد أحمد درنيقة، معجم أعلام شعراء المدح النبوي، صفحة 246. بتصرّف.
  3. رواه الألباني، في إزالة الدهش، عن عبدالله بن زرير الغافقي، الصفحة أو الرقم:26، إسناده صحيح.
  4. محمد أبو شهبة، السيرة النبوية على ضوء القرآن والسنة، صفحة 155. بتصرّف.
  5. محمد إلياس الفالوذة، الموسوعة في صحيح السيرة النبوية العهد المكي، صفحة 90-91. بتصرّف.