قصة حمل آمنة برسول الله

ورد في كتب السير والتراجم العديد من الأخبار التي تحدّثت عن قصة حمل آمنة بنت وهب بالنبي -صلى الله عليه وسلم-، وما كان يعتريها أثناء هذا الحمل، وقد ورد الكثير من الروايات في هذا الشأن، والتي لا يُمكن الجزم بصحّة بعض ما جاء فيها؛ ومن أشهر ما نُقل في ذلك:[١]

  • إنّ آمنة لمّا حملت بالرسول -صلى الله عليه وسلم- لم تجد شيئاً من الثقل، كما لم تصب بالمشقة والتململ من هذا الحمل، ولم تجد ما يعرض للمرأة الحامل من أحوال.
  • إنّ مناديّاً أتى آمنة والدة النبي -صلى الله عليه وسلم- وهي بين اليقظة والمنام؛ ليُخبرها بأنّها حملت بسيّد ونبي هذه الأمة.
  • إنّ هذا المنادي أتى آمنة وهي تلد النبي -صلى الله عليه وسلم-؛ وقال له أن تعوّذه بالله الواحد من كل سوء، وأن تسميه محمد.
  • إنّ آمنة كانت ترى فيما يراه النائم لمّا حملت بالنبي -صلى الله عليه وسلم-، أنّ نوراً ساطعاً خرج منها، حتى أضاء الأرض، ورأت منه قصور الشام،[٢] وقيل إنّ هذا النور خرج عند ولادتها؛ بدلالة قول النبي -صلى الله عليه وسلم- عن دلائل كونه خاتم النبيين: (... رؤيا أمِّي الَّتي رأَتْ حينَ وضَعَتْني أنَّه خرَج منها نورٌ أضاءَتْ لها منه قصورُ الشَّامِ).[٣][٤]
  • نُقل عن ابن عباس -رضي الله عنه- أنّ الليلة التي حملت بها آمنة بالنبي -صلى الله عليه وسلم-، لم يبقَ دابة لقريش إلا نطقت؛ فعلمت آمنة بأنّ شأن حملها عظيم.[٥]
  • رُوي في الكتب القديمة عدّة روايات تبيّن دلالة حمل آمنة بآخر الأنبياء والمرسلين؛ منها أنّ أصنام الأرض أصبحت منكوسة، بالإضافة إلى اهتزاز ملك الملوك وكراسيّ حكمهم، وقيل إنّ هذه الروايات نُقلت عن أهل الكتاب، نقلها كعب الأحبار.[٥]


مدّة حمل آمنة برسول الله

تعددت الأقوال الواردة في مدّة حمل آمنة بالنبي -صلى الله عليه وسلم-؛ فقيل تسعة أشهر كاملة لم تشك فيها والدته وجعاً ولا ألماً، حتى أنّها كانت ترى من حملها هذا بركة عظيمة؛ وقيل بقي حملها عشرة أشهر، وقيل ستة أشهر، وقيل سبعة، وقيل ثمانية؛ وقيل أقل من ذلك بكثير، وكلّها روايات لا يُعلم مدى صحّتها من عدم ذلك؛ إنّما نقلها المصنفون في كتبهم.[٦]


وأضافوا أنّ السنة التي حمل فيها برسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقال لها سنة الفتح والابتهاج؛ إذ إنّ قريش كانت بجدب وقحط، وضيق عظيم؛ فلمّا حملت آمنة بالنبي -صلى الله عليه وسلم- اخضرت الأرض، وكثرت الأشجار، وأتاهم الخير والبركة.[٧]


ولادة رسول الله

اتفق المؤرخون على أنّ ولادة النبي -صلى الله عليه وسلم- كانت في عام الفيل؛ ولكنّ الآراء تعددت في تحديد اليوم والشهر الذي كانت به هذه الولادة العظيمة؛ ولقد فسّر بعضهم السبب وراء هذا التعدد أنّ الأضواء لم تتسلط على النبي -صلى الله عليه وسلم- منذ ولادته.[٨]


إذ لم يكن لأحدٍ أن يتوقع أنّ هذا المولود هو خاتم الأنبياء والمرسلين؛ فلمّا كانت البعثة والتكليف بالرسالة؛ أخذ الناس يراجعون الأحداث، ويتذكرون ما كان بشأنه -صلى الله عليه وسلم-.[٨]


ويكاد يُجمع المؤرخون على أنّ ولادة النبي -صلى الله عليه وسلم- كانت في النصف الأول من شهر ربيع الأول عام الفيل، صبيحة يوم الاثنين -بلا شكّ في ذلك-؛ قبل الهجرة النبويّة على الأرجح بثلاثة وخمسين عاماً.[٨]

المراجع

  1. ابن حبيب الحلبي، المقتفى من سيرة المصطفى، صفحة 29. بتصرّف.
  2. محمد أبو شهبة، السيرة النبوية على ضوء القرآن والسنة، صفحة 165، جزء 1. بتصرّف.
  3. رواه ابن حبان، في صحيح ابن حبان، عن العرباض بن سارية، الصفحة أو الرقم:6404، قال ابن كثير إسناده جيد قوي وحسنه الذهبي .
  4. ابن كثير، البداية والنهاية، صفحة 413، جزء 3. بتصرّف.
  5. ^ أ ب نور الدين الحلبي، السيرة الحلبية إنسان العيون في سيرة الأمين المأمون، صفحة 69-70. بتصرّف.
  6. نور الدين الحلبي، السيرة الحلبية إنسان العيون في سيرة الأمين المأمون، صفحة 71، جزء 1. بتصرّف.
  7. القسطلاني، المواهب اللدنية بالمنح المحمدية، صفحة 72، جزء 1. بتصرّف.
  8. ^ أ ب ت محمد الطيب النجار، القول المبين في سيرة سيد المرسلين، صفحة 78-79. بتصرّف.