أم الرسول محمد -صلى الله عليه وسلم- هي آمنة بنت وهب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب بن مرة القرشية.


تزوجت آمنة من والد النبي -صلى الله عليه وسلم- وهو عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة، فهي تلتقي معه في النسب، وحملت آمنة بالنبي -صلى الله عليه وسلم- وتوفي زوجها قبل أن تلد، فلم يرَ النبي -صلى الله عليه وسلم- والده فهو يتيم الأب، وقد وُلدَ النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- يوم الاثنين في شعب بني هاشم في مكة في شهر ربيع الأول من عام الفيل،[١] قال -صلى الله عليه وسلم-: (إنِّي عندَ اللَّهِ لمَكتوبٌ خاتمِ النَّبيِّينَ وإنَّ آدمَ لمنجَدلٌ في طينتِهِ سأنبئِّكُم بأوَّلِ أمري دعوةُ أبي إبراهيمَ وبُشرى عيسى ورُؤيا أمِّيَ رأَت حينَ ولدَتني كأنها خرجَ منها نورٌ أضاءَتْ لَه قصورُ الشَّامِ).[٢][٣]


نشأة رسول الله

وُلد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يتيماً، فقد مات أبوه وهو في بطن أمه، قال -تعالى-: {أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فَآوَى}،[٤] فهيأ الله له من يرعاه ويعتني به، فكفله جده عبد المطلب وتولى أمره، واعتنى به ورعاه جيداً، وكان يحبه حباً جماً، فهو الذي سماه محمداً، واختار له حليمة السعدية لترضعه، وأرسله إلى البادية كعادة العرب في إرسال أبنائهم إليها لصفائها وهدوئها، وليتعلموا الفصاحة والبلاغة والفراسة والذكاء، وليكتسبوا قوة الجسم والفروسية، فعاش في بني سعد قرابة خمس سنوات، ثمَّ أعادته حليمة إلى أمه بسبب خوفها على حياته، بعد حادثة شق الصدر.[٥]


حادثة شق الصدر

ثبت في السنة النبوية من حديث أنس بن مالك: (أنَّ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ أتاهُ جِبْرِيلُ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ وهو يَلْعَبُ مع الغِلْمانِ، فأخَذَهُ فَصَرَعَهُ، فَشَقَّ عن قَلْبِهِ، فاسْتَخْرَجَ القَلْبَ، فاسْتَخْرَجَ منه عَلَقَةً، فقالَ: هذا حَظُّ الشَّيْطانِ مِنْكَ، ثُمَّ غَسَلَهُ في طَسْتٍ مِن ذَهَبٍ بماءِ زَمْزَمَ، ثُمَّ لأَمَهُ، ثُمَّ أعادَهُ في مَكانِهِ، وجاءَ الغِلْمانُ يَسْعَوْنَ إلى أُمِّهِ، يَعْنِي ظِئْرَهُ، فقالوا: إنَّ مُحَمَّدًا قدْ قُتِلَ، فاسْتَقْبَلُوهُ وهو مُنْتَقِعُ اللَّوْنِ، قالَ أنَسٌ: وقدْ كُنْتُ أرَى أثَرَ ذلكَ المِخْيَطِ في صَدْرِهِ).[٦]


وفاة آمنة أم الرسول

توفيت آمنة بنت وهب عندما كان عمر النبي -صلّى الله عليه وسلم- ست سنين، في مكان بين مكة والمدينة يسمى الأبواء، وكانت في طريقها إلى مكة راجعة من زيارة أخوال النبي -صلى الله عليه وسلم- من بني النجار، وكان النبي -صلى الله عليه وسلم- معها، فأصبح يتيم الأب والأم، جاء في الحديث: (زَارَ النبيُّ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ قَبْرَ أُمِّهِ، فَبَكَى وَأَبْكَى مَن حَوْلَهُ، فَقالَ: اسْتَأْذَنْتُ رَبِّي في أَنْ أَسْتَغْفِرَ لَهَا فَلَمْ يُؤْذَنْ لِي، وَاسْتَأْذَنْتُهُ في أَنْ أَزُورَ قَبْرَهَا فَأُذِنَ لِي، فَزُورُوا القُبُورَ فإنَّهَا تُذَكِّرُ المَوْتَ).[٧][٨]


المراجع

  1. موسى العازمي، اللؤلؤ المكنون في سيرة النبي المكنون، صفحة 70-75.
  2. رواه ابن تيمية، في الرد على البكري، عن العرباض بن سارية، الصفحة أو الرقم:61، حديث إسناده حسن.
  3. ابن هشام، السيرة النبوية، صفحة 54-55.
  4. سورة الضحى، آية:6
  5. قصة الإسلام (13/11/2019)، "كيف نشأ النبي صلى الله عليه وسلم؟"، قصة الإسلام، اطّلع عليه بتاريخ 11/5/2021. بتصرّف.
  6. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم:162، حديث صحيح.
  7. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:976، حديث صحيح.
  8. ابن هشام، السيرة النبوية، صفحة 168. بتصرّف.