عندما شاهد الرسول صلى الله عليه وسلم البلاء والعذاب الذي يتعرض له أصحابه من أهل قريش، أمرهم بأن يخرجوا من مكة المكرمة ويهاجروا إلى الحبشة؛ لأن ملك الحبشة معروف بالعدالة ولا يظلم عنده أي شخص، فخرج جزء من الصحابة إلى الحبشة، وكان ذلك في السنة الخامسة من البعثة النبوية، وكانت هجرتهم في الليل المظلم كي لا تعلم قريش بذلك، وقد ذهبوا إلى البحر ثم أبحروا إلى الحبشة على ظهر سفينتين تجاريتين، وعندما علمت قريش برحيلهم اتبعت أثرهم ولكنها لم تستطع الإمساك بهم؛ لأن السفينتين كانتا قد غادرتا الشاطئ حيث الحبشة بلد الأمن والأمان، وفي مقالنا هذا سنتعرف على النتائج المترتبة على الهجرة إلى الحبشة.[١]


ما هي نتائج الهجرة إلى الحبشة؟

إن للهجرة إلى الحبشة نتائج كثيرة ومهمة، منها ما يلي:[١]

  1. أظهرت هذه الهجرة شفقة الرسول صلى الله عليه وسلم على أصحابه، وحرصه على أمن وأمان وراحة أصحابه، وهذا ما دل عليه اختيار النبي صلى الله عليه وسلم للحبشة بالتحديد؛ لأن ملكها النجاشي ملك عادل لا يظلم أحدًا.
  2. عززت الهجرة إلى الحبشة أدب الحوار والحكمة في دعوة الرسول صلى الله عليه وسلم إلى عبادة الله سبحانه وتعالى.
  3. أظهرت الهجرة ظلم أهل قريش وبشاعتهم عند ملك الحبشة، كما أظهرت صفات الرسول صلى الله عليه وسلم من أمانة وصدق وعدل، وغيرها من الصفات التي تحلى بها الرسول صلى الله عليه وسلم.
  4. أبرزت محاسن الدين الإسلامي وأخلاق هذا الدين لملك الحبشة النجاشي.
  5. حمت الهجرة الصحابة والمسلمين من أذى قريش الذي كانوا يتعرضون له بسبب إسلامهم.
  6. ساهمت في نشر الدين الإسلامي، وتوسعه عن الحدود الضيقة التي كان بها.
  7. ساعدت الصحابة والمسلمين في الحفاظ على دينهم.


مميزات الهجرة إلى الحبشة

وقع الاختيار في الهجرة على الحبشة دون غيرها لعدة أسباب، منها ما يلي:[٢][٣]

  1. وجود ملك عادل فيها وهو النجاشي، وكان معروفًا بأنه لا يظلم أحدًا.
  2. تميُّز أهل الحبشة عن غيرهم بأنهم أهل كتاب، إذ إنهم كانوا نصارى، وقد أحس الرسول صلى الله عليه وسلم بأن أهل الحبشة سيكونون أقرب إلى المسلمين من غيرهم، كما أنهم سيكونون أكثر تعاطفًا مع المسلمين.
  3. بُعد الحبشة عن مكة، إذ إن الحبشة تقع على بعد مسافة كبيرة من مكة المكرمة، وهذا يبقي المسلمين بعيدين عن الأذى.
  4. قوة الحبشة كدولة في ذلك الوقت، وتمتعها بمكانة رفيعة بين البلدان.
  5. قوة الاقتصاد والتجارة في الحبشة، وهذا يجعلها أكثر ترحيبًا بالمهاجرين، لأنهم لن يهددوا اقتصادها ولن يسببوا أزمة فيها.


أسباب نجاح الهجرة إلى الحبشة

إن نجاح الهجرة إلى الحبشة له أسباب، وفيما يلي ذكر لهذه الأسباب:[٢]

  1. خروج المسلمين بالسر دون أن يُعلموا أحدًا بالأمر.
  2. خروج المسلمين بشكل متفرق؛ وذلك كي لا يلفتوا نظر أحد إليهم.
  3. تعيين الرسول صلى الله عليه وسلم عثمان بن مظعون أميرًا على المهاجرين إلى الحبشة؛ وذلك لكي لا يحصل خلاف بينهم.
  4. توزيع الرسول صلى الله عليه وسلم المهاجرين على القبائل، دون محاباة قبيلة واحدة أو تفضيلها على غيرها بالمهاجرين؛ وبذلك إذن صلى الله عليه وسلم بالهجرة لشخص على الأقل من كل قبيلة، وقد أفاد ذلك في زيادة حيرة قريش وعدم قدرتها على معاداة قبيلة محددة.


المراجع

  1. ^ أ ب " الهجرة إلى الحبشة دروس وعبر "، إسلام ويب. بتصرّف.
  2. ^ أ ب " الهجرة الأولى إلى الحبشة "، قصة إسلام. بتصرّف.
  3. راغب السرجاني، كتاب السيرة النبوية، صفحة 6-8. بتصرّف.