إن الفرح والسرور والضحك لا يتنافى مع خوف الإنسان المسلم من الله سبحانه وتعالى ولا يتنافى مع تقواه، فالله سبحانه وتعالى قد فطر النفس البشرية على الضحك والحزن والبكاء، فالإنسان معرض للضحك والبكاء، ولقد قال الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم: "وَأَنَّهُ هُوَ أَضْحَكَ وَأَبْكَى"،[١] ويصاحب الضحك انبساط في الوجه مع ظهور الأسنان من شدة السرور، ويخرج مع هذه الملامح صوت ربما تصاحبه قهقهة، أما السرور الذي لا يصاحبه صوت يسمى التبسم، فالضحك أشمل وأعم من التبسم، فكل متبسم ضاحك، وليس كل ضاحك متبسمًا، وفي مقالنا هذا سنتعرف على واحدة من صفات الرسول وهي ضحك أشرف البشر النبي محمد صلى الله عليه وسلم.[٢]
صفات ضحك النبي
إن النبي محمدًا صلى الله عليه وسلم لم يكن في يوم من الأيام عبوس الوجه، بل كان دائمًا يحرص الحرص الشديد على أن يضحك ويتبسم، فالضحك هو أمر فطر الله عليه الإنسان، فكان النبي محمد صلى الله عليه وسلم إذا تحدث بحديث صاحبه التبسم، وهذا التبسم غير مفتعل بقصد، وفيما يلي وصف لصفات ضحك النبي محمد صلى الله عليه وسلم:[٣]
- كانت ضحكة النبي محمد صلى الله عليه وسلم غير مفتعلة.
- كانت ضحكة النبي صلى الله عليه وسلم غير منافية لصفات كماله، إذ إن ضحكته كانت ضحكة تبسم مثل باقي الأنبياء والرسل.
- كان أقصى ضحك للنبي تظهر فيه نواجذه وهي آخر الأضراس من الحنك.[٤]
- كان النبي عندما يضحك لا تكون ضحكته مصحوبة بصوت عالٍ أو قهقهة.
- كان النبي محمد صلى الله عليه وسلم يضع يده على فمه عندما يضحك؛ كي لا يظهر شيء من جوف فمه صلى الله عليه وسلم.
- كان النبي محمد صلى الله عليه وسلم لا يضحك إلا تبسمًا، وهذا لا يخالف الروايات التي روت أن النبي محمد صلى الله عليه وسلم أنه كان أكثر الناس ضحكًا؛ لأن التبسم هو الغالب في المواقف والأحوال.
الضحك والتبسم عند النبي
كان النبي محمد صلى الله عليه وسلم يكثر من التبسم ويحذر من الإكثار من الضحك لأنه يميت القلب، ولقد ورد حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم بهذا الشأن، فلقد قال أبو هريرة رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لَا تُكْثِرُوا الضَّحِكَ، فَإِنَّ كَثْرَةَ الضَّحِكِ تُمِيتُ الْقَلْبَ"،[٥][٦]، ولقد حث النبي محمد صلى الله عليه وسلم على الابتسامة؛ لأنها هي الطريق للوصول إلى قلوب الناس والأقرب إلى نفوسهم، وهي من باب الاستحسان والمديح والمصاحبة، كما أنها تسهل التواصل مع الأشخاص، وقد كان النبي محمد صلى الله عليه وسلم يتبسم مع الناس كلهم، ولم يخص ابتسامته لشخص معين؛ فقد ابتسم مع الأطفال، وابتسم مع الكبار، وابتسم مع الأسود، وابتسم مع الأبيض، لذلك يجب علينا أن نحرص على التبسم؛ لما يولده من إيجابية في المجتمع، ولأن النبي محمدًا صلى الله عليه وسلم كان يتبسم، لذلك يجب أن نقتدي به.[٧]
المراجع
- ↑ سورة النجم، آية:43
- ↑ "ضحك النبي صلى الله عليه وسلم"، طريق الإسلام . بتصرّف.
- ↑ " ضحك وبكاء النبي صلى الله عليه وسلم"، الألوكة. بتصرّف.
- ↑ ينب...-,"النَّواجذ: أَقصى الأَضراس، وهي أَربعة في أَقصى الأَسنان بعد,بدت نواجذه إِذا استغرق فيه. "تعريف و معنى نواجذ في معجم المعاني الجامع"، المعاني. بتصرّف.
- ↑ رواه البوصيري ، في مصباح الزجاجة، عن أبو هريرة ، الصفحة أو الرقم:4/233، إسناده صحيح.
- ↑ "الإكثار من التبسم في وجوه الناس"، صيد الفوائد. بتصرّف.
- ↑ " تبسمك في وجه أخيك صدقة "، إسلام ويب. بتصرّف.