غزوات الرسول

شَهِد عصر الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- عدّة غزواتٍ كانت ردّاً على عدوان ومؤامرات المشركين، كان ذلك بعد الهجرة النبوية إلى المدينة المنوّرة، حيثُ شُرع القتال، فتمثّلت مرحلةً جديدةً من مراحل الدعوة الإسلاميّة،[١] وبيان تعريف الغزوة لغةً واصطلاحاً آتياً:

  • الغزوة لغةً: اسم مرّة من الغَزْو ، والجمع منها: غزوات، وغزا العدو: أيّ هاجمه وسارَ إلى قتاله.[٢]
  • الغزوة اصطلاحاً: مواجهة الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- للكفّار بنفسه أو بجيشٍ المسلمين.[٣]


ترتيب غزوات الرسول

غزوة الأبواء (ودان)

هي أوّل غزوةٍ غزاها الرسول -صلّى الله عليه وسلّم-، وقعت في شهر صَفَر بعد اثني عشر شهراً من الهجرة بين المسلمين وبني ضمرة، وحمل لواء المسلمين يومها حمزة بن عبد المطلب -رضي الله عنه-، ولم يقع أي قتالٍ بين الطرفَين فقد عقدوا صُلحاً بينهم.[٤]


غزوة بواط

وقعت في شهر ربيع الأول من العام الثاني للهجرة، وقد خرج المسلمون يومها لاعتراض قافلةٍ لقبيلة قريش إلّا أنّهم لم يجدوها فلم يقع أي قتالٍ بين الطرفَين، ورجع النبيّ -عليه الصلاة والسلام- مع مَن معه من الصحابة إلى المدينة المنورة.[٤]


غزوة سفوان

يُطلق عليها غزوة كرز بن جابر الفهريّ إذ خرج النبيّ -عليه الصلاة والسلام- في طلبه في شهر ربيع الأول من السنة الثانية للهجرة، إلّا أنّه لم يُدركه، فرجع -عليه السلام- إلى المدينة.[٤]


غزوة العشيرة

وقعت في شهر جمادى الآخرة من العام الثاني للهجرة، حيث خرج الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- مع مئةٍ وخمسين من الصحابة لاعتراض قافلةٍ لقريش في طريقها إلى الشام، وعَلِمت قريش بخروج الرسول فخرجت دفاعاً عن القافلة، ووقع القتال بين الطرفَين وقُتل عددٌ من قريش.[٤]


غزوة بدر الكبرى

وقعت في العام الثاني للهجرة، ويرجع سببها إلى أنّ الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- سَمِع بقدوم قوافل تجاريةٍ لقريش من الشام، فحثّ المسلمين على الخروج لاعتراضها مقابل أموالهم التي سُلبت في مكة المكرمة، وأثار أبي سفيان الذي كان يقود القافلة قريشاً حتى يخرجوا لقتال المسلمين، وبلغ عددهم يومها ألف مقاتلٍ في حين كان عدد المسلمين ثلاثمئةٍ وأربعة عشر رجلاً، وانتهى القتال بنصر المسلمين بتأييدٍ من الله -سبحانه-.[١]


غزوة بني قينقاع

وقعت في العام الثاني للهجرة بسبب نقض يهود بني قينقاع العهد مع الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- فحاصرهم خمس عشرة ليلةً إلى أن نزلوا على حكمه وخضعوا لشروطه، ثمّ أطلقهم بعدما شفع لهم عبدالله بن أبيّ.[٤]


غزوة السويق

وقعت في شهر ذي الحجة من العام الثاني للهجرة بعدما بعث أبي سفيان رجالاً إلى المدينة فحرقوا من نخيلها وقتلوا رجُلين، فخرج الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- في لطلبهم إلّا أنّه لم يُدركهم.[٥]


غزوة بني سليم

وقعت في شهر محرّم من العام الثاني للهجرة بعدما خرجت قبيلة بني قفطان وقبيلة بني سليم لغزو المدينة المنورة، إلّا أنّهم ولّوا هاربين بعد رؤيتهم جموع المسلمين.[٥]


غزوة ذي أمر

وتسمّى أيضاً غزوة غطفان وغزوة أنمار، وقد وقعت في شهر ربيع الأول من السنة الثالثة للهجرة، إذ خرج بنو ثعلبة وبنو محارب لغزو المسلمين، إلّا أنّهم انصرفوا عن القتال بعدما رأوا جموع المسلمين.[٥]


غزوة أحد

وقعت في العام الثالث للهجرة بسبب رغبة قريش بالثأر من المسلمين بسبب ما حدث يوم بدرٍ من انتصار المسلمين عليهم، وقد بلغ عدد الكفّار يومها ثلاثة آلاف مقاتلٍ أمّا المسلمين فبلغ عددهم ألف مقاتلٍ، وانتهت الغزوة بخسارة المسلمين.[٦]


غزوة حمراء الأسد

وقعت في العام الثالث للهجرة في اليوم التالي لغزوة أحد، فقد خرج الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- مع المسلمين إلى معسكر العدو لئلا يقاتلهم ثانيةً ظنّاً منه بضعفهم.[٥]


غزوة بني النضير

وقعت في شهر ربيع الأول من السنة الرابعة للهجرة، فقد خرج الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- لمواجهة يهود بني النضير بسبب غدرهم به ومحاولتهم قتله، فطلب منهم الخروج ولكنّهم رفضوا وكان قد ساندهم عبدالله بن أبي سلول زعيم المنافقين الذي خذلهم لاحقاً، فحاصرهم المسلمون حتى استسلموا وخضعوا لأوامر الرسول -عليه الصلاة والسلام-.[١]


غزوة بدر الآخرة

وقعت في شهر ذي القعدة من العام الرابع للهجرة حيث خرج أبو سفيان مع أهل مكّة إلى منطقة ظهران، فعَلِم الرسول -عليه الصلاة والسلام- بخروجه، فعاد أبو سفيان ولم تحدث أي مواجهةِ بين الطرفَين.[٥]


غزوة ذات الرقاع

وقعت في السنة الرابعة للهجرة بعدما عزم الرسول -عليه الصلاة والسلام- على غزو بني محارب وبني ثعلبة في نجد، وسمّيت بذات الرِّقاع؛ لأنّ جلود أقدام الصحابة أصبحت رقيقةً آنذاك فأخذوا يلفّونها بالقماش.[٤]


غزوة دومة الجندل

وقعت في العام الخامس للهجرة، إذ خرج الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- مع ألفٍ من المسمين بعدما بلغه أنّ فيها جمعاً يريدون غزو المدينة، إلّا أنّهم ولّوا هاربين بعدما وصل المسلمون إليهم، فلم يقع أي قتالٍ بين الطرفين.[٤]


غزوة بني المصطلق

وقعت أحداثها في شهر ربيع الأول من العام الخامس للهجرة، فقد خرج النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- إليها مع ألفٍ من المسلمين بعد أن عَلِم بوجود جمعٍ اقتربوا من المدينة المنورة، إلّا أنّه لم يقع أي قتالٍ بين الطرفَين، إذ نزل الرسول إلى ساحتهم فلم يجد أحداً.[٤]


غزوة الخندق (الأحزاب)

وقعت في السنة الخامسة للهجرة بسبب تحالف اليهود مع قريش على قتال المسلمين فبلغ عددهم عشرة آلاف مقاتلٍ، وأشار سلمان الفارسيّ على النبيّ -عليه الصلاة والسلام- بحفر خندقٍ حول المدينة المنورة يحول بين الطرفَين، وانتهت بانسحاب اليهود والمشركين.[١]


غزوة بني قريظة

أرسل الله -تعالى- جبريل -عليه السلام- إلى الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- يأمره بغزو بني قريظة، فحاصرهم الرسول حتى قذف الله في قلوبهم الرُّعب وخضعوا لأوامر الرسول.[١]


غزوة بني لحيان

وقعت في العام السادس الهجري لتأديب أهل الرجيع بعد قتلهم عشرة من الدعاة الأبرياء، ولم يقع أي قتالٍ بين الطرفَين إذ تفرّق العدو بعد وصول النبيّ -عليه الصلاة والسلام-.[٥]


غزوة ذي قرد

وقعت في العام السادس الهجري بسبب تعدّي خيلٍ لغطفان على المدينة المنورة وقتل رجلٍ وأَسْر زوجته، فخرج سلمة بني الأكوع يلحق بهم، ولحق به الرسول -صلّى الله عليه وسلّم-.[٥]


غزوة الحديبية

وقعت في السادسة للهجرة إذ أراد الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- أداء العمرة فمنعه المشركين من دخول مكّة، وتمّ صلح الحديبية بن الفريقَين بالاتّفاق على عدّة أمورٍ من أبرزها أن يؤدي الرسول العمرة في العام القادم، وأن يتوقّف القتال بينهم عشر سنواتٍ.[١]


غزوة خيبر

وقعت أحداثها في السابعة للهجرة إذ قرّر النبي -عليه الصلاة والسلام- التخلّص من تجمعات اليهود حول المدينة المنورة، فبدأ المسلمون بفتح حصونهم حتى استسلموا.[٧]


غزوة وادي القرى

وقعت في السنة السابعة للهجرة إذ لاقى الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- يهود وادي القرى وقتل منهم إحدى عشر رجلاً. [٥]


غزوة مؤتة

وقعت في السنة الثامنة للهجرة حيث بعث الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- ثلاثة أمراء على المسلمين فاستشهدوا فجعلوا عليهم خالد بن الوليد -رضي الله عنه- فكان نصر المسلمين بقيادته.[٤]


فتح مكة

فُتحت مكّة المكرّمة في السنة الثامنة للهجرة، بعد أن نقضت قريش صلح الحديبية مع المسلمين، فخرج الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- مع عشرة آلافٍ من المسلمين، ولم يقع أي قتالٍ بين الطرفَين.[١]


غزوة حُنين

وقعت في شهر شوّال من السنة الثامنة للهجرة، ويرجع سببها إلى ظنّ قبيلتي هوازن وثقيف أنّ الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- سيقاتلهم بعد أن فتح مكة، فبدأوه بالقتال وانتصروا في بداية المعركة ثمّ تحوّل النصر للمسلمين بسبب ثبات الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- وعددٍ من أصحابه.[٧]


غزوة الطائف

حدثت في السنة الثامنة للهجرة حيث نزل المسلمون بالقرب من الطائف لمحاربة ثقيف وانتهت بنصر المسلمين.[٨]


غزوة تبوك

حدثت في العام التاسع للهجرة إذ خرج المسلمون لملاقاة الروم بثلاثين ألفاً من الجند، وكانت رحلةً شاقّةً على المسلمين عانوا فيها الكثير، وقد انتهت دون قتالٍ إذ صالح الروم الرسول -عليه السلام- على دفع الجزية.[١]


المراجع

  1. ^ أ ب ت ث ج ح خ د محمد سعيد البوطي، فقه السيرة النبوية، صفحة 156-298. بتصرّف.
  2. "تعريف ومعنى غزوة"، معجم المعاني الجامع، 4/8/2021، اطّلع عليه بتاريخ 4/8/2021. بتصرّف.
  3. مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية، معجم مصطلحات العلوم الشرعية المجلد الثالث، صفحة 100. بتصرّف.
  4. ^ أ ب ت ث ج ح خ د ذ السيد الجميلي، غزوات النبي صلى الله عليه وسلم، صفحة 44. بتصرّف.
  5. ^ أ ب ت ث ج ح خ د قصة الإسلام (7/12/2014)، "غزوات الرسول صلى الله عليه وسلم"، قصة الإسلام، اطّلع عليه بتاريخ 23/8/20121. بتصرّف.
  6. صفي الرحمن المباركفوري، الرحيق المختوم، صفحة 224-226. بتصرّف.
  7. ^ أ ب مصطفى السباعي، السيرة النبوية دروس وعبر، صفحة 97. بتصرّف.