معنى غزوة

معنى غزوة لغةً

الغزوة في اللغة اسمٌ يُراد به: المرة الواحدة من الغزو، والغزو اسمٌ من المصدر اللغوي غزا الذي يدلّ على السير إلى العدو لقتاله، أو السيطرة على دولةٍ أو منطقةٍ ما، فيُقال: غزا غزواُ وغزواناً، ويُقال أيضاً: غزا الشيء؛ أي أنّه أراده وطلبه، فغزو العدو؛ أي مهاجمته والسير لقتاله، وتُجمع غزوة على غزواتٍ.[١]


معنى غزوة اصطلاحاً

الغَزْو في الاصطلاح يُراد به: قتال الأعداء، أمّا في الشَّرع فيدلّ خصيصاً على قتال المشركين، وعرّفه علماء السيرة بأنّه جيش المسلمين القاصد قتال المشركين بقيادة النبيّ -عليه الصلاة والسلام-.[٢] وقد بلغ عدد الغزوات التي خاضها -عليه السلام- هنّ: الأبواء، وبواط، والعشيرة، وبدر الكبرى، وبنو سليم، والسويق، وغطفان، وبحران، وأحد، وبنو قينقاع، وحمراء الأسد، وبنو النضير، والخندق، وذات الرقاع، وبدر الآخرة، ودومة الجندل، والخندق، وبنو قريظة، وبنو لحيان، وذو قرد، وبنو المصطلق، والحديبية، وخيبر، ومؤتة، والفتح، وحُنين، والطائف، وتبوك.[٣]


ما الفرق بين الغزوة والسرية؟

يُفرّق بين الغزوة والسريّة من حيث خروج النبيّ -عليه الصلاة والسلام- فيها-؛ فالغزوة هي التي خرج فيها النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- وقاد المسلمين فيها بنفسه، وكان يستخلف أحد الصحابة -رضي الله عنهم- على المدينة المنورة لتدبير أمورها حين غيابه عنها، أمّا السريّة فكان يُرسل المسلمين فيها ويجعل أحد الصحابة -رضي الله عنهم- قائداً عليهم ويبقى هو في المدينة المنورة فلا يخرج معهم،[٤] وسُميّت السريّة سريةً؛ لأنّها كانت تُرسل ليلاً غالب الأحيان، فيُقال: فلان سرى؛ أي أنّه سار ليلاً، وتُسمّى أيضاً بالبعث عند أكثر أهل التاريخ، وقال الآخرون إنّ البعث مجموعة الجُند التي يُرسلها قائد السرية،[٥] وتُستثنى من ذلك غزوة مؤتة؛ فرغم أنّ النبيّ -عليه الصلاة والسلام- لم يخرج فيها إلّا أنّها سُميت غزوة؛ ويرجع ذلك لمكانتها وشأنها وعدد المسلمين الكبير فيها، والقتال العظيم الذي وقع فيها.[٦]


وللغزوات والسرايا العديد من الحِكم والغايات التي يُذكر منها:[٧]

  • تدريب الصحابة -رضي الله عنهم- على القتال وفنونه وما يتعلّق به من ركوب الخيل وغيره، والعمل على كسر حاجز الخوف والضعف إن وُجد في بعض النفوس.
  • التعرّف على كلّ الطرق المؤدية إلى المدينة المنورة والتعرّف على نقاط القوة والضعف في المنطقة وما حولها، ممّا يساعد في حمايتها وتحقيق الأمان لها، والتعرّف على القبائل المحيطة في المدينة ومعرفة عُدّتها وقوّتها.
  • إظهار قوة المسلمين وقدرتهم على القتال والحرب وخاصةً لدى القبائل المحيطة في المدينة المنورة ممّا ساهم لاحقاً بعقد المعاهدات والتحالف مع تلك القبائل، ومنها: المعاهدة التي عقدها الرسول -عليه الصلاة والسلام- مع بني ضمرة في غزوة الأبواء، والمعاهدة التي عقدها مع بني مدلج في غزوة ذي العشيرة.
  • إعلان قدرة المسلمين على قتال مشركي قريش، ممّا ساهم في التأثير النفسيّ على أهل مكة.

المراجع

  1. "تعريف ومعنى غزوة في معجم المعاني الجامع"، معجم المعاني الجامع، اطّلع عليه بتاريخ 15/7/2021. بتصرّف.
  2. محمد علي التهانوي، القاصد لقتال الكفار الذي كان النبي - صلى الله عليه وسلم - فيه،&source=bl&ots=8x8R0s44Jt&sig=gkK9r4zzMoFxVEfrT3XnMmo1n94&hl=ar&sa=X&ved=0ahUKEwjDoeOhporZAhUmSo8KHeKACDIQ6AEIJjAA#v=onepage&q=الجيش القاصد لقتال الكفار الذي كان النبي - صلى الله عليه وسلم - فيه،&f=false موسوعة كشّاف اصطلاحات الفنون والعلوم، صفحة 1253. بتصرّف.
  3. راغب السرجاني (2020/1/13)، "غزوات الرسول"، قصة الإسلام، اطّلع عليه بتاريخ 15/7/2021. بتصرّف.
  4. راغب السرجاني، السيرة النبوية، صفحة 6. بتصرّف.
  5. صالح المغامسي، الأيام النضرة في السيرة العطرة، صفحة 13. بتصرّف.
  6. محمد صالح المنجد (9/10/2019)، "غزوات النبي صلى الله عليه وسلم"، إسلام سؤال وجواب، اطّلع عليه بتاريخ 15/7/2021. بتصرّف.
  7. راغب السرجاني (2010/4/17)، "سرايا الرسول وفوائدها"، قصة الإسلام، اطّلع عليه بتاريخ 15/7/2021. بتصرّف.