غزوة الخندق

وقعت غزوة الخندق في السنة الخامسة للهجرة، فبعد أن قام المسلمون بإخراج بني قريضة من المدينة ازداد غيظ اليهود وحقدهم على المسلمين، فبدؤوا بإحاكة المؤامرات، والاستعانة بقريش وغيرهم من القبائل لمهاجمة المسلمين، وقد وافقت قريش وغيرها على ذلك، وعندما وصل الخبر للنبي -صلّى الله عليه وسلّم- استشار أصحابه، فأشار عليه سلمان الفارسي -رضي الله عنه- بحفر خندق كبير حول المدينة لمنع المشركين من الوصول إليهم، فأُعجب النبي -صلّى الله عليه وسلّم- باقتراحه وبدأ المسلمون بحفر الخندق، وأكملوا بنائه خلال عشرين يوم فقط، وعندما وصل المشركون وحلفاؤهم تفاجؤوا بوجود الخندق، فقرروا محاصرة المدينة، وحاولوا الدخول أكثر من مرة ولم يتمكنوا من ذلك، وظلّت المناوشات قائمةً بين الفريقين حتى طال الحصار على المسلمين، واشتدَّ بهم البلاء، فأرسل الله رياحاً شديدةً اقتلعت خيام الكفار، وشتتهم، ودبّ الرعب في قلوبهم، فانسحب الكفار فارّين مرعوبين، وانتصر المسلمون في هذه الغزوة.[١]


بماذا تسمى غزوة الخندق؟

غزوة الأحزاب

سمّيت غزوة الخندق بغزوة الأحزاب، وذلك لاجتماع جموع المشركين من قريش وغيرهم من القبائل لمحاربة المسلمين، ومحاصرتهم للمدينة، وتآمر اليهود معهم وغدرهم بالمسلمين، وكذلك لخذلان المنافقين للمسلمين وإرجافهم.[٢]


تجمّع الأحزاب

خرجت مجموعة من اليهود إلى مكة وهم يحملون في قلوبهم الكراهية والحقد على المسلمين، وذلك لتحريضهم على غزو المسلمين في المدينة للقضاء عليهم، وبالفعل استطاعوا التعاهد معهم، ثمَّ انطلقوا نحو قبيلة غطفان لاقناعهم بالانضمام إلى عقد الأحزاب، ثمَّ بدأت مجموعات أخرى من القبائل بالانضمام إليهم، فانضمّ إلى قريش من الجنوب بنو كنانة، وبنو سليم، وأهل تهامة، وانضم لقبائل غطفان من الشرق بنو أسد، فتجمّع منهم جيش عظيم وصل عددهم عشرة آلاف مقاتل، واتجهوا بقيادة أبي سفيان إلى المدينة.[٣]


دوافع تجمّع الأحزاب

كانت قريش تحاول إيجاد تعويضٍ لها عن هزيمتها في غزوة بدر، ومحاولة تسكين جراحها، وإعادة هيبتها أمام العرب، كما كانت تخاف من تعاظم شوكة المسلمين، وتأسيس دولة إسلامية في المدينة، فهي العدو الأول، وصاحبة المصلحة الأولى في القضاء على المسلمين، فقد أفقدهم المسلمون هيبتهم، وشعروا بالخطر الشديد على مصالحهم الخاصة بالبيت الحرام، فهم سدنة البيت، يتحكّمون في زواره، ويستفيدون من مواسم الحج ويتاجرون فيها، ويبيعون الأصنام، فخافوا من دخول العرب في الإسلام، وبالتالي فقدان طاعة العرب لهم، وكذلك كان اليهود بعد طردهم من المدينة على إثر خيانتهم مُصرّين على القضاء على فكرة وجود المسلمين في المدينة، كما كانوا يريدون ترسيخ فكرة أفضليتهم على بقية العرب وذلك لأنَّهم أهل الكتاب، وقد حاولوا من قبل ذلك أن يثيروا النزاعات بين الأوس والخزرج لإضعاف قوة المسلمين ونخرّ قوتهم الداخلية، وحاولوا أن يسيطروا على المال والسلاح، وأن يستخدموا الرِّبا في تعاملاتهم بهدف السيطرة على الأفراد وعلى الزعماء، واستخدموا الزنا لإشاعة الفاحشة بين الناس.[٤]


المراجع

  1. فريق موقع إسلام ويب (11/7/2007)، "غزوة الخندق وعبقريّة التفكير"، إسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 23/6/2021. بتصرّف.
  2. د. إبراهيم بن محمد الحقيل (26/11/2007)، "غزوة الخندق"، شبكة الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 22/6/2021. بتصرّف.
  3. فريق موقع إسلام ويب (24/2/2010)، "دروس وعبر من غزوة الأحزاب (الخندق)"، إسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 22/6/2021. بتصرّف.
  4. إسلام عبد التواب (26/3/2012)، "غزوة الأحزاب .. قراءة معاصرة"، قصة الإسلام، اطّلع عليه بتاريخ 22/6/2021. بتصرّف.