غزوة أحد

وقعت أحداث غزوة أحد في شهر شوّال من السنة الثالثة للهجرة بالقُرب من جبل أُحد الواقع إلى الشمال من المدينة المنورة؛ ولذلك سُميّت بغزوة أُحد، وقد كان وقوعها لاحقاً لغزوة بدر؛ إذ إنّ أسبابها متعلّقةٌ بغزوة بدر كما سيتمّ بيانه.[١]


لماذا وقعت غزوة أحد؟

وقعت غزوة أُحد بسبب عدّة أمورٍ بيانها وتفصيلها آتياً:[٢][٣]

  • رغبة قريش بالثأر من المسلمين بعد انهزامها وخسارتها الفادحة يوم غزوة بدر أمامهم، إذ قُتل عدداً من زعمائهم ووجهائهم.
  • سعي قريش لتأمين طرق تجارتها إلى الشام والسيطرة عليها بعد أن أغلق المسلمون عليها جميع الطرق والمخارج المؤديّة إلى الشام، فتجارة قريش إلى الشام وقوافلها بمثابة شريانها، أي أنّ الاستمرار في حصار طريق تجارة قريش سيؤدي إلى القضاء عليها سياسياً واقتصادياً.
  • العمل على استعادة المكانة التي كانت لقريش بين القبائل العربية بعدما انكسرت شوكتها وذلّت.


أهم أحداث غزوة أحد

وقعت العديد من الأحداث والوقائع التي كان لها تأثيراً بالغاً في غزوة أُحد يُذكر منها:[٤]

  • حرّض أبو سفيان مَن حوله من القبائل على قتال الرسول -عليه الصلاة والسلام-، وجمع ما يملك من العدد والعُدّة، وأمر المقاتلين بأخذ أطفالهم ونسائهم وأموالهم للقتال؛ ليكون ذلك دافعاً لهم للقتال بشراسةٍ.
  • عَلِم النبيّ -عليه الصلاة والسلام- باستعداد قريش لقتاله، وشاور أصحابه -رضي الله عنهم- بالخروج لملاقاتهم وقتالهم أو البقاء في المدينة المنوّرة والتحصّن بها، فاختار البعض البقاء في المدينة وهو ما رَغِب به النبيّ -عليه السلام-، وتحمّس الآخرون للقتال وأصرّوا على النبيّ فأخذ برأيهم.
  • سار النبيّ -عليه الصلاة والسلام- مع جُند المسلمين وكانوا ألفاً، إلّا أنّ زعيم المنافقين عبدالله بن أبي سلول انسحب مع أتباعه وعادوا أدراجهم إلى المدينة المنورة وكانوا ثُلث جيش المسلمين، وذُرت الحادثة في قول الله -تعالى-: (وَمَا أَصَابَكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ فَبِإِذْنِ اللَّـهِ وَلِيَعْلَمَ الْمُؤْمِنِينَ*وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ نَافَقُوا وَقِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا قَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّـهِ أَوِ ادْفَعُوا قَالُوا لَوْ نَعْلَمُ قِتَالًا لَّاتَّبَعْنَاكُمْ هُمْ لِلْكُفْرِ يَوْمَئِذٍ أَقْرَبُ مِنْهُمْ لِلْإِيمَانِ يَقُولُونَ بِأَفْوَاهِهِم مَّا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ وَاللَّـهُ أَعْلَمُ بِمَا يَكْتُمُونَ).[٥]
  • وصل جيش المسلمين إلى أرض المعركة قبل جيش المشركين، وحدّد النبيّ -عليه الصلاة والسلام- ساحة المعركة، وقسّم جيش المسلمين وجعل عدداً منهم على جبلٍ لحماية باقي الجُند.
  • بدأ القتال بين الفريقين وحَمِي الوطيس بينهما حتى بدت ملامح النصر للمسلمين، فظّن الجند الذين جعلهم النبيّ -عليه السلام- على الجبل انتهاء القتال وتحقيق النصر فنزلوا عن الجبل، وأخذوا في جمع الغنائم، إلّا أنّ النصر انقلب لصالح المشركين بعدما نزل الرُماة عن الجبل واستغلّ خالد بن الوليد الموقف، وكان يومها مُشركاً، فسار مع جماعةٍ من الجند وحاصر المسلمين من الطرفين.
  • انتهى القتال بين الطرفين باستشهاد سبعين من الصحابة -رضي الله عنهم-، وجَرْح الكثير منهم، وفوز المشركين.


المراجع

  1. "غزوة أحد"، طريق الإسلام، 2008/4/14، اطّلع عليه بتاريخ 26/7/2021. بتصرّف.
  2. أحمد أحمد غلوش، السيرة النبوية والدعوة في العهد المدني، صفحة 321. بتصرّف.
  3. د. مراد باخريصة (13/11/2013)، "غزوة أحد"، الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 26/7/2021. بتصرّف.
  4. "غزوة أحد"، إسلام ويب، 3/5/2006، اطّلع عليه بتاريخ 26/7/2021. بتصرّف.
  5. سورة آل عمران، آية:166-167