من هو خطيب الرسول؟
خطيب الرسول ثابت بن قيس
خطيب الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- هو الصحابيّ الجليل ثابت بن قيس بن شمّاس -رضي الله عنه-، وهو من الأنصار، ولذلك فقد لُقّب بخطيب الأنصار أيضاً إضافةً إلى أنّه خطيب الرسول -عليه السلام-،[١] إذ كان جهوريّ الصوت، وقد استُشهد في معركة اليمامة بعد أن جعله أبو بكرٍ الصدّيق -رضي الله عنه- أميراً على جيش المسلمين مع خالد بن الوليد -رضي الله عنه-، إذ ورد عن أنس بن مالك -رضي الله عنه-: (أن ثابتَ بنَ قيسِ بنِ شماسٍ جاء يومَ اليمامةِ وقد نشر أكفانَه وتحنَّط قال اللهمَّ إني أبرأُ إليك مما جاء به هؤلاءِ وأعتذرُ مما صنع هؤلاءِ فقُتِل وكانت له درعٌ فسُرِقَت فرآه رجلٌ فيما يرَى النائمُ فقال إن دِرعِي في قدرٍ تحتَ الكانونِ في مكانِ كذا وكذا ووصاه بوصايا فطلبوا الدرعَ فوجدوها وأنفَذوا الوصَايا)،[٢] وقد شَهِدَ له الرسول -عليه السلام- بالجنة.[٣]
أبرز مواقف خطيب الرسول ثابت بن قيس
برزت عدّة مواقف لثابت بن قيس خطيب الرسول -عليه الصلاة والسلام- يُذكر منها:
- استعان النبيّ -عليه الصلاة والسلام- بخطيبه ثابت بن قيس -رضي الله عنه- في عدّة مواقف لتأييد رسالة الإسلام ونُصرتها، منها: إلقاؤه خطبةً فصيحةً بليغةً حينما ذهب وفدٌ من بني تميمٍ إلى النبيّ -عليه الصلاة والسلام- ومعهم خطيبهم وشاعرهم يريدون إعلان إسلامهم ومبايعته، وقد أرادوا قبل ذلك مفاخرته بما لديهم من شِعْر الزبرقان بن بدر، وفصاحة خطيبهم حاجب بن زرارة، فجمع الرسول -عليه السلام- الناس في المسجد وألقى خطيبهم خطبته، ثمّ طلب النبيّ من ثابت بن قيس إلقاء خُطبةً ففعل، فكانت خطبته تلك لا مثيل لها في فصاحتها وشدّتها، وقد غلب بها خطبة الزبرقان، وبعد ذلك أعلن بنو تميم إسلامهم وبايعوا الرسول -عليه الصلاة والسلام-.[٤]
- ظنّ ثابت بن قيس -رضي الله عنه- أنّه المقصود بقول الله -تعالى-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلَا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَن تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنتُمْ لَا تَشْعُرُونَ)،[٥] فاعتزل الناس ومكث في بيته إلى أن بشّره النبيّ -عليه السلام- بالجنة، فقد ثبت في صحيح البخاري عن أنس بن مالك -رضي الله عنه-: (أنَّ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ افْتَقَدَ ثَابِتَ بنَ قَيْسٍ، فَقالَ رَجُلٌ: يا رَسولَ اللَّهِ، أَنَا أَعْلَمُ لكَ عِلْمَهُ، فأتَاهُ فَوَجَدَهُ جَالِسًا في بَيْتِهِ مُنَكِّسًا رَأْسَهُ، فَقالَ: ما شَأْنُكَ؟ فَقالَ: شَرٌّ؛ كانَ يَرْفَعُ صَوْتَهُ فَوْقَ صَوْتِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ، وهو مِن أَهْلِ النَّارِ، فأتَى الرَّجُلُ فأخْبَرَهُ أنَّهُ قالَ كَذَا وكَذَا. [وفي رِوايةٍ:] فَرَجَعَ المَرَّةَ الآخِرَةَ ببِشَارَةٍ عَظِيمَةٍ، فَقالَ: اذْهَبْ إلَيْهِ، فَقُلْ له: إنَّكَ لَسْتَ مِن أَهْلِ النَّارِ، ولَكِنْ مِن أَهْلِ الجَنَّةِ).[٦][٧]
المراجع
- ↑ مجموعة من المؤلفين، كتاب فتاوى الشبكة الإسلامية [مجموعة من المؤلفين]، صفحة 421. بتصرّف.
- ↑ رواه الهيثمي، في مجمع الزوائد، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم:9/325، رجاله رجال الصحيح.
- ↑ إسماعيل الأصبهاني، كتاب سير السلف الصالحين، صفحة 302.
- ↑ عائض القرني، دروس الشيخ عائض القرني، صفحة 12. بتصرّف.
- ↑ سورة الحجرات، آية:2
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم:3613، صحيح.
- ↑ عائض القرني، لا تحزن، صفحة 443. بتصرّف.