يُعد حلف الفضول أحد الأحلاف التي اتفقت عليها قريش قبل الإسلام في مكة المكرمة، وكان ذلك في شهر ذي القعدة من العام 591 من الميلاد، أي بعد أربعة أشهر من انتهاء حرب الفجار، وهي حرب نشبت بين بني كنانة وقيس عيلان، وقد اجتمع على هذا الحلف بنو هاشم من قريش، وهم أجداد النبي صلى الله عليه وسلم، ومعهم بنو زهرة وهم أخوال النبي صلى الله عليه وسلم، وبنو تيم كذلك، وقد نص الحلف على منع الظلم في مكة، ورد حق المظلوم، والوقوف في وجه الظالم أيًّا كان، وقد شهد النبي صلى الله عليه وسلم حلف الفضول برفقة أعمامه، إذ كان يبلغ من العمر حينها عشرين عامًا، وسنتحدث في هذا المقال عن أول من دعا إلى حلف الفضول والأسباب التي أدت إلى انعقاده.[١]


من أول من دعا إلى حلف الفضول؟

يُشار إلى أن عم النبي صلى الله عليه وسلم الزبير بن عبد المطلب هو أول من دعا إلى حلف الفضول وجمع الناس عليه، وهو أكبر أعمام النبي صلى الله عليه وسلم، كما أنه شقيق والده عبد الله من جهة والده عبد المطلب ومن جهة الأم فاطمة بنت عمرو أيضًا، وقد كان كبير بني هاشم بعد أبيه عبد المطلب، وكان يُكنى بأبي الطاهر، وقد كان الزبير شاعرًا ينشد للنبي صلى الله عليه وسلم في صغره، لكنه لم يدرك بعثته.[٢][٣]


سبب عقد حلف الفضول

ورد أن سبب عقد الحلف هو أن رجلًا من زبيد قد قدم ومعه بضاعة لبيعها، فأخذها منه العاص بن وائل ولم يعطه ثمنها، فحاول الرجل رد حقه من العاص، ولكن لم يساعده أحد في ذلك، ولم يهب أحد لرفع الظلم الذي وقع عليه؛ وذلك لمكانة العاص بن وائل بينهم، فذهب ذلك الرجل يطلب النجدة من أهل الحق عند الكعبة، حتى نهض الزبير بن عبد المطلب وجمع بني هاشم وزهرة وتيم، واجتمعوا في بيت عبد الله بن جدعان وهو أحد سادات قريش حينها، وقد صنع لهم الطعام وتولى ضيافتهم، وانطلقوا نحو العاص بن وائل، وردوا للزبيدي بضاعته وحقه، واتفقوا حينها على إنشاء حلف الفضول، الذي سمي بذلك تأثرًا بأول حلف أقامته قبيلة جرهم للهدف نفسه؛ إذ أنشأه عدة أشخاص يحملون اسم الفضل، وهم الفضل بن الحارث، والفضل بن وداعة، والفضل بن فضالة، وقيل كانت التسمية لسبب آخر، وهو أن قريشًا حين سمعت بذلك الحلف، قالت ذلك فضل أي من الفضل والإحسان، كما قيل إنه سمي بذلك لأنهم كانوا يتبرعون فيه بفضول أموالهم أي الزائد منها، وقد اجتمعوا على هذا الحلف في شهر حرام وهو ذو القعدة.[٤][٥][٦]


مقتطفات حول حلف الفضول

يعد حلف الفضول إشارةً ودليلًا قاطعًا على أنه لا بد من وجود أشخاص ينصرون الحق، ويمحقون الباطل مهما ساءت حال مجتمعاتهم، واختلفت ثوابتهم الدينية مثل حلف الفضول في عصر الجاهلية، الذي كان قبل بعثة النبي محمد صلى الله عليه وسلم بنحو عشرين عامًا، ومن الضروري الإشارة هنا إلى أن الإسلام قد رفع العادات الحميدة التي عُرفت عند العرب من قبل وشجع عليها، مثل نصرة المظلوم، ومنع الظالم، كما أنه ركز على مبادئ التعاون على البر والتقوى والتماسك بين أفراد المجتمع.[٧]


المراجع

  1. "وِلادةُ خيرِ الأَنام ﷺ إلى بَيْعةُ العَقبةِ الأولى. - حلف الفضول"، طريق الإسلام. بتصرّف.
  2. البلاذري، كتاب أنساب الأشراف للبلاذري، صفحة 11، جزء 2. بتصرّف.
  3. السهيلي، كتاب الروض الأنف ت الوكيل، صفحة 437. بتصرّف.
  4. "حلف الفضول"، إسلام ويب. بتصرّف.
  5. البلاذري، كتاب أنساب الأشراف للبلاذري، صفحة 12، جزء 2. بتصرّف.
  6. سعيد حوى، كتاب الأساس في السنة وفقهها، صفحة 171. بتصرّف.
  7. سعيد حوى، كتاب الأساس في السنة وفقهها السيرة النبوية، صفحة 171، جزء 1. بتصرّف.