كان من عادات العرب قديمًا أنهم حين يُرزقون بالذكور فإنهم يبعثونهم ويرسلونهم إلى النساء في البوادي كي يرضعنهم؛ وذلك لاشتهارهن بكثرة الحليب، وأيضًا من أسباب إرسالهم إلى هناك أن يتعلموا الأخلاق النبيلة من مروءة وشجاعة، كما أنهم يهتمون بذلك لتعليمهم الفصاحة والبلاغة في الكلام أيضًا، فمن المعروف أن أهل البادية يتميزون بلسان أكثر فصاحة من أهل المدينة، وكان النبي صلى الله عليه وسلم قد بُعث إلى البادية عند ولادته، فكانت له ثلاث مرضعات أرضعنه غير أمه آمنة بنت وهب، وهن ثويبة مولاة أبي لهب، وحليمة السعدية، وأم أيمن، وكان له عدة أخوة بالرضاعة من أبرزهم عمه حمزة، وأخته من الرضاعة شيماء، وسنأتي في هذا المقال على ذكر مرضعات الرسول بشيء من التفصيل.


1. أمه آمنة بنت وهب

فقد ولدت النبي صلى الله عليه وأرضعته سبعة أيام، ولم تكمل فترة الرضاعة لأنها أرسلته إلى البادية كما جرت العادة عند العرب قديمًا، وقد كانت من أشراف مكة والأشراف كانوا لا يرضعون أولادهم بل يرسلونهم إلى البوادي.[١]


2. ثويبة مولاة أبي لهب

وهي مولاة أبي لهب عم النبي صلى الله عليه وسلم، وقد أرضعته عدة أيام قبل أن ترضعه حليمة السعدية، وقد رضع بلبن ابن ثويبة الذي يقال له مسروح، وكانت قد أرضعت قبله عم النبي صلى الله عليه وسلم حمزة بن عبد المطلب وبعدهما أبا سلمة بن عبد الأسد المخزومي، وعلى هذا يكون للنبي ثلاثة إخوة من الرضاعة من ثويبة، وهم مسروح وعمه حمزة رضي الله عنه وأبو سلمة.[١]


3. حليمة السعدية

حليمة هي ثالث من أرضع النبي صلى الله عليه وسلم بعد آمنة وثويبة، وقد أدركت الخير والبركة التي صاحبت إرضاع النبي صلى الله عليه وسلم، فقد حلت البركة بقدومه؛ إذ كثر اللبن في الأغنام التي ترعاها حليمة، وكانت الأغنام لم تدر اللبن منذ مدة طويلة، هذا لأنها أخذته لإرضاعه حين رفضت بقية المرضعات ذلك لأنه يتيم؛ وذلك خوفًا من عدم الحصول على الأجرة، فحلت البركة في بيتها، وحليمة كانت من هوازن واسمها حليمة بنت أبي ذؤيب، وهي من قبيلة بني سعد بن بكر، وهي أشهر مرضعات النبي إذ إنها أكملت فترة إرضاعه كلها.[٢]


4. امرأة من بني سعد كانت مرضعة لحمزة عم النبي

وهي امرأة من بني سعد غير حليمة السعدية أرضعت النبي صلى الله عليه وسلم، وقد أرضعته صلى الله عليه وسلم وهو عند أمه آمنة بن وهب، وقيل إنها هي نفسها أم أيمن لكن هذا غير صحيح؛ إذ إن أم أيمن هي حاضنة للرسول صلى الله عليه وسلم وليست مرضعة، وبناءً على ما ذكر نفهم أنه كان للنبي صلى الله عليه وسلم إخوة من الرضاعة، وهم عمه حمزة بن عبد المطلب، ومسروح، وشيماء، وأبو سلمة.[٣]


المراجع

  1. ^ أ ب "مرضعات الرسول صلى الله عليه وسلم"، اسلام ويب. بتصرّف.
  2. "كتب مرضعات الرسول"، مكتبة نور. بتصرّف.
  3. "مرضعات النبي صلى الله عليه وسلم"، إسلام ويب. بتصرّف.