لقد أرسل الله سبحانه وتعالى رسلًا كثر، وكان آخر الرسل محمدًا صلى الله عليه وسلم، فهو خاتم الأنبياء والمرسلين، ولقد شهد له جميع الناس من المسلمين وغير المسلمين بخلقه العظيم وصفاته الجليلة، لدرجة أن رسولنا محمدًا صلى الله عليه وسلم يصنف بأنه من أعظم الشخصيات على وجه الأرض حسب التصنيفات العالمية، وقد كان معروفًا قبل بعثته بهذه الصفات والأخلاق، فهذه الميزات التي فيه لا يمتلكها أي إنسان عادي، وسنخصص مقالنا هذا لذكر جانب من الجوانب التي تتعلق بحياة النبي صلى الله عليه وسلم، إذ سنتحدث عن لقبه وعن كنيته صلى الله عليه وسلم.


لقب الرسول صلى الله عليه وسلم

لقد لقب النبي صلى الله عليه وسلم بالعديد من الألقاب، وقد كان أشهرها لقب الصادق الأمين، وكان هذا اللقب ملازمًا له قبل الإسلام أيام الجاهلية، فقد كان الجميع يصدقه في كل ما يقوله وكل ما يخبر به، كما أن الناس كانوا يضعون الأمانات عنده وكان يردها لهم، لدرجة أنه عند هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة ولى ابن عمه علي بن أبي طالب بإعادة الأمانات إلى أصحابها، وقد دل على ذلك الحديث الآتي: "فخرج رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ وأقام عليُّ بنُ أبي طالبٍ رضيَ اللهُ عنهُ ثلاثَ ليالٍ وأيامَها حتى أدَّى عن رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ الودائعَ التي كانت عنده للناسِ حتى إذا فرغَ منها لحِقَ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ".[١][٢]


كنية الرسول صلى الله عليه وسلم

إن كنية النبي صلى الله عليه وسلم التي كان الناس يكنونه بها هي "أبو القاسم" نسبةً إلى ابنه الأكبر القاسم، فمن هنا جاءت كنية الرسول صلى الله عليه وسلم، وقد نهى النبي صلى لله عليه وسلم أن ينادى أحد أو يكنى بأبي القاسم، والدليل على ذلك ما رواه حميد عن أنس بن مالك، فقد قال أنس: (نَادَى رَجُلٌ رَجُلًا بالبَقِيعِ يا أَبَا القَاسِمِ، فَالْتَفَتَ إلَيْهِ رَسولُ اللهِ، فَقالَ يا رَسولَ اللهِ إنِّي لَمْ أَعْنِكَ إنَّما دَعَوْتُ فُلَانًا، فَقالَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ: "تَسَمَّوْا باسْمِي وَلَا تَكَنَّوْا بكُنْيَتِي"[٣] فهذا الحديث يدل على نهي النبي صلى الله عليه وسلم أن يكنى أحد بكنيته أبي القاسم، ولكن بين بالدليل نفسه جواز التسمية باسمه صلى الله عليه وسلم، وإن العلة من منع التكنية بأبي القاسم انتفت بموته صلى الله عليه وسلم، لذلك يجوز للمسلمين تسمية أبنائهم "القاسم" ليتكنوا بكنية الرسول صلى الله عليه وسلم.[٤]


نسب الرسول صلى الله عليه وسلم

يعود نسب الرسول صلى الله عليه وسلم إلى قبيلة بني هاشم، فهو محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد المناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان.[٥]


المراجع

  1. رواه الألباني ، في إرواء الغليل ، عن رجال قوم عبدالرحمن بن عويم، الصفحة أو الرقم:5/384، إسناده حسن.
  2. "الصادق الأمين صلى الله عليه وسلم"، الألوكة. بتصرّف.
  3. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم:2131.
  4. " كنية النبي صلى الله عليه وسلم"، الألوكة. بتصرّف.
  5. " نسب سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم "، إسلام ويب. بتصرّف.