وفاة والد الرسول

روى بعض أصحاب السير والتراجم أنّ والد النبي -صلى الله عليه وسلم- توفي وهو يبلغ من العمر خمس وعشرين سنة؛ لمّا كان النبي -صلى الله عليه وسلم- جنيناً في بطن أمّه، وقيل كان عمر النبي -صلى الله عليه وسلم- عندما توفيّ والده شهرين، ويُقال أكثر من ذلك؛ بأن كان عمره ثمانية وعشرين شهراً، أو سبعة أشهر، وأكثر أهل العلم على أنّه -صلى الله عليه وسلم- كان قي المهد عند وفاة والده عبد الله.[١]


وفيما رُوي في مرض عبد الله بن عبد المطلب ووفاته؛ أنّه كان خارجاً إلى بلاد الشام في تجارةٍ لقريش، فلمّا فرغ ومن معه من تجارته أصابه مرض شديد، ممّا جعله يمكث عند أخواله من بني عدي بن النجار، وقد انطلق القافلة من دونه؛ فلمّا وصلوا إلى مكة المكرمة أخبروا عبد المطلب بما كان من أمر ابنه عبد الله، فأرسل إليه أخيه الحارث، ولمّا وصل وجده قد توفيّ، ودُفن في المدينة، في دار النابغة أحد رجال بني عديّ بن النجار، وانصرف بعدها الحارث إلى أبيه وقومه ليعلمهم بوفاة عبد الله، وقد حزن عليه عبد المطلب وإخوته وأخواته حزناً شديداً.[١]


زواج والد الرسول

تذكر الروايات أنّ أمّ النبي -صلى الله عليه وسلم- آمنة بنت وهب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب كانت تحت رعاية عمّها وُهيب بن عبد مناف بن زهرة، فذهب عبد المطلب إليه مع ابنه عبد الله والد النبي -صلى الله عليه وسلم- فخطبها منه، وخطب عبد المطلب لنفسه في ذات المجلس هالة بنت وُهيب فزوجها له وُهيب، وبذلك تزّوج عبد الله وعبد المطلب في مجلس واحد، وفي الفترة ذاتها؛ فلمّا تزوج عبد الله بآمنة أنجبت له سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم-، وأنجبت هالة بن وُهيب لعبد المطلب حمزة عمّ النبي -صلى الله عليه وسلم-، لذا كان حمزة عمّ النبي -صلى الله عليه وسلم-، وأخاه في الرضاعة -رضي الله عنه-.[٢]


وفاة أم الرسول

لمّا بلغ النبي -صلى الله عليه وسلم- ست سنوات، خرج مع أمه آمنة بنت وهب إلى بيت أخواله من بني عدي بن النجار، وقد كانت معها أم أيمن وصيفة عبد المطلب؛ كانت تساعد آمنة بحضانة النبي -صلى الله عليه وسلم-، وقد لبثوا في المدينة شهراً، وقد كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يذكر بعض أموره وأحواله التي كانت في مقامه هذا؛ من ملاعبة الصغار، والعوم في بعض الآبار، وزيارة قبر أبيه.[٣]


وعندما انتهت أم النبي -صلى الله عليه وسلم- من الزيارة، وهمّوا بالعودة إلى مكة المكرمة توفيت أم النبي -صلى الله عليه وسلم- آمنة بنت وهب في الأبواء؛ وهو مكان بين مكة المكرمة والمدينة المنورة، فعادت أم أيمن بالنبي -صلى الله عليه وسلم- إلى جدّه عبد المطلب. وفي عمرة الحديبية مرّ النبي -صلى الله عليه وسلم- بالأبواء، استأذن النبي -صلى الله عليه وسلم- من الله -تعالى- أن يزور قبر أمّه؛ فأذن الله -تعالى- له، فلمّا وصله بكى وأبكى من حوله -صلى الله عليه وسلم- وقال: (اسْتَأْذَنْتُ رَبِّي في أَنْ أَسْتَغْفِرَ لَهَا، فَلَمْ يُؤْذَنْ لِي، وَاسْتَأْذَنْتُهُ في أَنْ أَزُورَ قَبْرَهَا، فَأُذِنَ لِي، فَزُورُوا القُبُورَ؛ فإنَّهَا تُذَكِّرُ المَوْتَ).[٤][٣]

المراجع

  1. ^ أ ب النويري، شهاب الدين، نهاية الأرب في فنون الأدب، صفحة 66، جزء 16. بتصرّف.
  2. محمد إلياس الفالوذة، الموسوعة في صحيح السيرة النبوية العهد المكي، صفحة 96. بتصرّف.
  3. ^ أ ب ابن سعد، الطبقات الكبرى، صفحة 95، جزء 1. بتصرّف.
  4. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:976، صحيح.