التعريف بغزوة أحد

وقعت أحداث غزوة أُحد في شهر شوّال من السنة الثانية للهجرة إلى الشمال من المدينة المنورة عند جبلٍ يسمّى بجبل أُحد، وقد وقعت بسبب رغبة قريش بالثأر من المسلمين بسبب انهزامها أمامهم في غزوة بدر وقتل عددٍ من زعمائها ووجهائها، كما أرادت أيضاً تأمين طرق تجارتها من وإلى الشام والسيطرة والغلبة عليها وإنفاذها من أيدي المسلمين، وسعياً من قريش لاستعادة مكانتها ومنزلتها بين القبائل العربية بعد خسارتها الفادحة أمام المسلمين في غزوة بدر.[١]


العِبر المستفادة من غزوة أحد

دلّت أحداث ووقائع غزوة أحد على العديد من الدروس والعِبر فيما يأتي بيان وتفصيل البعض منها:[٢][٣]

  • بيان أهمية الشورى بين المسلمين في كلّ أمرٍ يحتمل التشاور، فقد حَرِص النبيّ -عليه الصلاة والسلام- على مشاورة أصحابه -رضي الله عنهم- ولم يُهمل جانبهم.
  • اختبار حقيقة الإيمان في القلوب والنفوس، وتمييز المؤمنين الصادقين عن غيرهم من المنافقين، يظهر ذلك جلّياً في رجوع زعيم المنافقين عبدالله بن أبي سلول مع ثلاثمئةٍ من أتباعه إلى المدينة بعد خروجهم للقتال مع النبيّ -عليه الصلاة والسلام-، ويُشار إلى أنّه رَجع إلى المدينة خوفاً من القتال والمواجهة ورغبةً في الركون إلى النفس وأهوائها.
  • أهمية الدعوة ونشر رسالة الإسلام وتكاثف الجهود في سبيل ذلك، فقد أراد كلٌّ من سُمرة بن جندب ورافع بن خُديج الخروج مع الرسول -عليه الصلاة والسلام- للقتال وقد كانا طفلين لم يتجاوزا الخمس عشرة سنةً.
  • ضرورة الاستعداد العسكري للقتال ووضع خطةٍ مُحكمةٍ له، فقد ظهرت البراعة العسكرية للرسول -عليه الصلاة والسلام- في تنظيم جيش المسلمين وتقسيمه وترتيبه، ووضع بعض رُماة الأسهم على الجبل؛ حمايةً للمسلمين.
  • ضرورة الالتزام بأوامر القائد وعدم التخلّف عنها مهما وقع من أحداث، فنزول الرُماة عن الجبل قبل انتهاء المعركة ومخالفتهم لأمر الرسول -عليه الصلاة والسلام- الذي أمرهم بعدم النزول من الأسباب التي أدّت إلى خسارتهم بعد أن كان النصر حليفهم.
  • لفت نظر المسلمين إلى حقيقة موت الرسول -عليه الصلاة والسلام- وأنّه كغيره من الأنبياء والرُسل لا بدّ أنّه ميتٌ إذ إنّه بشرٌ، فقد أُشيع خبر وفاته -عليه الصلاة والسلام- وتزعزعت صفوف المسلمين وثبت القليل منهم، فكان ذلك الخبر بمثابة التجربة لهم ليستفيقوا على حقيقة موت رسولهم وأنّ رسالته ليست مرتبطةً بحياته، قال -تعالى-: (وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَىٰ أَعْقَابِكُمْ وَمَن يَنقَلِبْ عَلَىٰ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضُرَّ اللَّـهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللَّـهُ الشَّاكِرِينَ).[٤]
  • العلم بأنّ الإيمان الحقيقة لا بدّ فيه من محبّة الله -تعالى- ثمّ محبّة رسوله -عليه الصلاة والسلام-، والسعي للتضحية بأيّ شيءٍ في سبيل ذلك، قال -عليه السلام-: (لَا يُؤْمِنُ أحَدُكُمْ، حتَّى أكُونَ أحَبَّ إلَيْهِ مِن والِدِهِ ووَلَدِهِ والنَّاسِ أجْمَعِينَ).[٥]


المراجع

  1. مجموعة من المؤلفين، التعريف بالإسلام، صفحة 234. بتصرّف.
  2. رمضان البوطي، فقه السيرة النبوية مع موجز لتاريخ الخلافة الراشدة، صفحة 177-182. بتصرّف.
  3. فريق الموقع (11/9/2011)، "دروس وعبر من غزوة أحد"، إسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 25/7/2021. بتصرّف.
  4. سورة التوبة، آية:144
  5. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم:15، صحيح.