غزوة خيبر

تصالح النبيّ -عليه الصلاة والسلام- مع قريش في الحديبية، ثمّ سعى لحلّ مشكلة التجمعات اليهودية حول المدينة المنورة في منطقةٍ تسمّى خيبر ذات أسوارٍ ضخمةٍ عظيمةٍ، وفيها ما يقارب عشرة آلاف مقاتلٍ بعُدّتهم وعتادهم، وما ذلك إلّا لتحقيق الأمن والأمان للمسلمين في المدينة والتخلّص ممّا يعكّر صفو استقرار الدولة الإسلامية.[١]


ما هو تاريخ غزوة خيبر؟

وردت عدّة رواياتٍ وأقوالٍ تبيّن وتحدّد الوقت الذي وقعت فيه غزوة خيبر بيانها وذكر قائلها فيما يأتي:[٢]

  • قول ابن إسحاق: قال إنّ غزوة خيبر وقعت في شهر محرّم من السنة السابعة للهجرة، وهو ما رجّحه ابن حجر -رحمه الله-.
  • قول الواقدي: قال إنّها وقعت بعد غزوة الحديبية في شهر صفر أو شهر ربيع الأول من السنة السابعة للهجرة.
  • قول ابن سعد: قال إنّ غزوة خيبر وقعت في شهر جمادى الأولى في السنة السابعة.
  • قول الزهريّ ومالك: قالا إنّ غزوة خيبر وقعت في شهر محرّم من السنة السادسة للهجرة.


أهم أحداث غزوة خيبر

وقعت العديد من الأحداث المهمة في غزوة خيبر بيان وتفصيل البعض منها آتياً:[٣]

  • أعلن النبيّ -عليه الصلاة والسلام- الخروج للقتال يوم خيبر، وأراد الخروج مع مَن أراد القتال فعلاً، فخرج معه ألف وأربعمئة مقاتل.
  • عَلِم يهود خيبر بخروج النبيّ -عليه الصلاة والسلام- لقتالهم من المنافقين المُقيمين في المدينة المنورة، فقد أرسل زعيم المنافقين عبدالله بن أبي سلول إلى يهود خيبر يُخبرهم ويحذّرهم من خروج النبيّ -عليه السلام- لقتالهم، فأرسل يهود خيبر كلّاً من كنانة بن أبي الحقيق وهوذة بن قيس إلى غطفان يطلبون العون منهم إذ كانوا حلفاءهم.
  • سار النبيّ -عليه الصلاة والسلام- إلى خيبر من جهة الشمال ليمنع اليهود من الهروب إلى أراضي الشام، وكذلك فقد استعدّت قبيلة غطفان للقتال وسارت إلى خيبر إلّا أنّها لم تُكمل مسيرها؛ إذ عادت إلى مستقرّها خوفاً على أموالها وأراضيها من المسلمين.
  • أمضى المسلمون الليلة الأخيرة من مسيرهم قبل يوم بدء القتال في منطقةٍ قريبةٍ من خيبر، وقد اختار النبيّ -عليه الصلاة والسلام- مسكر القتال فأشار عليه الحبّاب بن المنذر بموضعٍ آخرٍ يحمي المسلمين ويصونهم فتحوّل النبيّ -عليه السلام- إليه، وباشر المسلمون القتال في اليوم التالي بقيادة علي بن أبي طالب -رضي الله عنه-، وكان قد دعا اليهود للدخول في الإسلام إلّا أنّهم رفضوا واختاروا القتال، وطلب مَلِكهم المبارزة فقتله علي -رضي الله عنه-.
  • بدأ المسلمون بقيادة علي بن أبي طالب بفتح حصون خيبر واحداً تلو الآخر، وانتهى القتال باستشهاد ستة عشر من المسلمين، وقتل ثلاثة وتسعين من اليهود.
  • عاد النبيّ -عليه الصلاة والسلام- مع المسلمين إلى المدينة المنورة بعد انتهاء القتال وفتح الحصون في أواخر شهر صفر من السنة السابعة للهجرة، وقيل في شهر ربيع الأول.


المراجع

  1. مصطفى السباعي، كتاب السيرة النبوية دروس وعبر، صفحة 96. بتصرّف.
  2. أمير بن محمد المدري، غزوة خيبر دروس وعبر، صفحة 8-9. بتصرّف.
  3. صفي الرحمن المباركفوري، الرحيق المختوم مع زيادات، صفحة 300-315. بتصرّف.