غزوة بدر

وقعت غزوة بدر في السابع عشر من رمضان في العام الثاني من الهجرة، وسميت بهذا الاسم نسبةً إلى منطقة بدر التي وقعت فيها المعركة، وبدر بئرٌ مشهورةٌ تقع بين مكة والمدينة المنورة، ومن أسماءها غزوة بدر الكبرى، ويوم الفرقان، وقد تفوّق فيها المشركون على المسلمين بالعدد والعدّة، فقد كان عدد المسلمين في غزوة بدر ثلاثمائة وبضعة عشر رجلاً، وفي المقابل كان عدد جيش قريش ألف رجلٍ معهم مائتا فرس حيث كانوا يشكِّلون ثلاثة أضعاف جيش المسلمين من حيث العدد تقريباً.[١]


ما هي أحداث غزوة بدر؟

سبب الغزوة

سبب غزوة بدر الكبرى هو أنَّّ الصحابة -رضي الله عنهم- تعرّضوا لقوافل قريش التي تمرّ بالقرب من المدينة في طريقها إلى الشام، وقد علموا أنَّ هنالك قافلة كبيرة لقريش بقيادة أبي سفيان متجهة إلى الشام، فخرج لها ثلاثمائة وتسعة عشر رجلاً من الصحابة -رضي الله عنهم- معهم سبعون بعيراً يتعاقبون على ركوبها، وهم أرادوا القافلة وما معها من غنائم وأموال وأراد الله تعالى لحكمته البالغة القتال، قال الله -سبحانه وتعالى-: {وَإِذْ يَعِدُكُمُ اللَّهُ إِحْدَى الطَّائِفَتَيْنِ أَنَّهَا لَكُمْ وَتَوَدُّونَ أَنَّ غَيْرَ ذَاتِ الشَّوْكَةِ تَكُونُ لَكُمْ وَيُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُحِقَّ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ وَيَقْطَعَ دَابِرَ الْكَافِرِينَ}.[٢]


بدء القتال

وقد حصلت مبارزة بين المشركين والمسلمين قبل التحام الجيشين، وكان طلب المشركين أن تتم المبارزة من أقربائهم فقط، حيث خرج من المشركين ثلاثة رجال، هم: شيبة بن ربيعة، وعتبة بن ربيعة، والوليد بن عتبة، وخرج إليهم حمزة بن عبد المطلب، وعلي بن أبي طالب، وعبيدة بن الحارث، وانتهى القتال بقتل المسلمين للمشركين ثلاثتهم جميعًا.[٣]


التحم الجيشان بعد المبارزة التي حدثت، وبعد تحريض الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- المسلمين على القتال، وقد أنزل الله -تعالى- ملائكةً تقاتل مع المسلمين، وبدأ المشركون يشعرون بالهزيمة ويتساقطون، وقد أنزل الله -تعالى- في ذلك قوله: {إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى الْمَلَائِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُوا الَّذِينَ آمَنُوا ۚ سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ فَاضْرِبُوا فَوْقَ الْأَعْنَاقِ وَاضْرِبُوا مِنْهُمْ كُلَّ بَنَانٍ}،[٤] وقد هُزم المشركون بفضل من الله، وقد أنزل الله -تعالى- في ذلك قوله: {فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ قَتَلَهُمْ ۚ وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ رَمَى ۚ وَلِيُبْلِيَ الْمُؤْمِنِينَ مِنْهُ بَلَاءً حَسَنًا ۚ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ}.[٥]


نتائج الغزوة

انتهت غزوة بدر بانتصار المسلمين على قريش وقد قُتل قائدهم عمرو بن هشام، وكان عدد من قُتل من الكفّار في غزوة بدر سبعين رجلاً، وعدد الأسرى سبعون آخرون، أمّا المسلمون فقد استُشهد منهم أربعة عشر رجلاً.[٦]


دروس وعبر مستفادة من غزوة بدر

من أهمّ الدروس المستفادة من غزوة بدر الكبرى ما يأتي:[٧]

  •  صدق الصحابة في موالاتهم للمؤمنين، كما قال الله تعالى: {لا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُوْلَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمْ الإِيمَانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُوْلَئِكَ حِزْبُ اللّـهِ أَلا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمْ الْمُفْلِحُونَ}.[٨]
  • أنَّ التوكل على الله من أعظم أسباب النصر، قال -سبحانه وتعالى-: {إنْ يَنْصُرْكُمْ اللَّهُ فَلا غَالِبَ لَكُمْ وَإِنْ يَخْذُلْكُمْ فَمَنْ ذَا الَّذِي يَنْصُرُكُمْ مِنْ بَعْدِهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلْ الْمُؤْمِنُونَ}.[٩]
  • منزلة الدعاء العظيمة وأنّه من أعظم أسباب النصر على الأعداء، قال -سبحانه وتعالى-: {إذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُمْ بِأَلْفٍ مِنْ الْمَلائِكَةِ مُرْدِفِين}.[١٠]
  • فضل الجهاد وأنَّه من أفضل الأعمال، وهو ذروة سنام الدين.
  • فضل الإيمان والعمل الصالح وأنّهما من أعظم أسباب النصر، كما قال تعالى: {إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الأَشْهَادُ}.[١١]
  • طاعة الله ورسوله -صلى الله عليه وسلم- والمحافظة على وحدة وتماسك المسلمين وعدم تنازعهم واختلافهم؛ هو من أعظم أسباب النّصر.


المراجع

  1. "غزوة بدر الكبرى 2هـ"، إسلام ويب، 12/10/2013، اطّلع عليه بتاريخ 2/6/2021. بتصرّف.
  2. سورة الأنفال، آية:7
  3. ابراهيم العلي، صحيح السيرة النبوية، صفحة 174. بتصرّف.
  4. سورة الأنفال، آية:12
  5. سورة الأنفال، آية:17
  6. "غزوة بدر الكبرى 2هـ"، إسلام ويب، 12/10/2003، اطّلع عليه بتاريخ 1/6/2021. بتصرّف.
  7. "الدروس العامة المستفادة من معركة بدر (1)"، الألوكة، 6/5/2015، اطّلع عليه بتاريخ 1/6/2021. بتصرّف.
  8. سورة المجادلة، آية:22
  9. سورة آل عمران، آية:160
  10. سورة الأنفال، آية:9
  11. سورة غافر، آية:51