غزوة أحد

وقعت غزوة أُحد في شهر شوّال من السنة الثالثة للهجرة، أي بعد عامٍ واحدٍ من وقوع غزوة بدرٍ التي انتصر فيها المسلمون وهُزم المشركون هزيمةً ساحقةً، وكانت غزوة أُحد من أعظم الغزوات التي وقعت زمن النبيّ -عليه الصلاة والسلام-، فرغم خسارة المسلمين فيها إلّا أنّها عظيمةٌ في عبرها ودروسها وأحداثها.[١]


لماذا هزم المسلمون في غزوة أحد؟

يرجع السبب الرئيسي لهزيمة المسلمين في غزوة أُحد إلى مخالفة أوامر الرسول -عليه الصلاة والسلام-، والطمع بالدنيا والزُهد بالآخرة، فأراد الله -سبحانه- أن يُلفت أنظارهم إلى أهمية تطبيق أوامر الرسول -عليه السلام- ويبيّن لهم سوء عاقبة المعصية، قال -تعالى-: (وَلَقَدْ صَدَقَكُمُ اللَّـهُ وَعْدَهُ إِذْ تَحُسُّونَهُم بِإِذْنِهِ حَتَّىٰ إِذَا فَشِلْتُمْ وَتَنَازَعْتُمْ فِي الْأَمْرِ وَعَصَيْتُم مِّن بَعْدِ مَا أَرَاكُم مَّا تُحِبُّونَ مِنكُم مَّن يُرِيدُ الدُّنْيَا وَمِنكُم مَّن يُرِيدُ الْآخِرَةَ ثُمَّ صَرَفَكُمْ عَنْهُمْ لِيَبْتَلِيَكُمْ وَلَقَدْ عَفَا عَنكُمْ وَاللَّـهُ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ)،[٢][٣] إذ جعل النبيّ -عليه الصلاة والسلام- عدداً من رُماة الأسهم على جبلٍ لحماية المسلمين، وأمرهم بالبقاء في موضعهم، وحذّرهم من النزول عن الجبل، إلّا أنّ البعض منهم خالفوا أوامره طمعاً بالغنائم حينما بدأ جيش المشركين بالانسحاب من أرض المعركة، وقد استغلّ خالد بن الوليد ذلك الموقف وكان حينها مشركاً، إذ التفّ على المسلمين من وراء الجبل وقاتل ومَن معه بشراسةٍ فانقلب نصر المسلمين لخسارةٍ.[٤]


أسباب وأحداث ووقائع غزوة أحد

وقعت غزوة أحدٍ نتيجةً لعدّة أسبابٍ وعوامل فيما يأتي بيانها وبيان أهمّ أحداثها ووقائعها:[٥]

  • أرادت قريش قتال المسلمين بعد هزيمتهم الساحقة له في غزوة بدرٍ، رغبةً منها في استعادة مكانتها الرفيعة بين القبائل العربية، والثأر من المسلمين وإلحاق الخسائر بهم كما فعلوا بهم يوم بدرٍ، وتأمين طرقها التجارية إلى الشام، فقد تأثرت قريش كثيراً من السرايا التي كان يبعثها النبيّ -عليه الصلاة والسلام- لتتّبع قوافلها والتعرّض لها واعتراض طريقها.
  • حرّض أبو سفيان المشركين على قتال الرسول -عليه الصلاة والسلام- وجمع لذلك ثلاثة آلاف مقاتلٍ، وحينها أخبر العبّاس بن عبد المطّلب وكان حينها مشركاً الرسول -عليه الصلاة والسلام- بتوجّه قريش لقتاله، وأخبره بقدرة الجيش وعدد المقاتلين وعدّتهم، فأرسل -عليه السلام- الحبّاب بن المنذر -رضي الله عنه- ليستطلع الأمور، فأكّد له رسالة العبّاس.
  • خرج النبيّ -عليه الصلاة والسلام- لملاقاة جيش المشركين مع ألفٍ من المسلمين إلّا أنّ الثُلث منهم انسحبوا مع زعيمهم عبد الله بن أبي سلول وكانوا من المنافقين.
  • وصل النبيّ -عليه السلام- إلى أرض المعركة قبل المشركين وقسّم الجيش ووضع الخُطط المُحكمة، وجعل خمسين منهم على جبلٍ بقيادة عبدالله بن جُبير لحماية المسلمين ورشق المشركين بالسهام، وأمرهم بعد النزول عن الجبل أبداً.
  • بدأ القتال بين الفريقين، وبدأت ملامح النصر تظهر للمسلمين قبل أن يخالف الرماة أمر الرسول -عليه الصلاة والسلام- وينزلوا عن الجبل؛ طمعاً في نيل الغنائم والأموال، فقد انقلب الفوز ليكون من نصيب المشركين بعد أن استغلّ خالد بن الوليد لحظة نزول الرماة والإغارة على المسلمين -كما تمّ بيانه سابقاً-، وقد انتهت الغزوة باستشهاد سبعين من الصحابة، وجرح الكثير منهم.


المراجع

  1. إبراهيم بن محمد الحقيل (2013/2/12)، "غزوة أحد.. الآيات والكرامات والمعجزات"، قصة الإسلام، اطّلع عليه بتاريخ 28/7/2021. بتصرّف.
  2. سورة آل عمران، آية:152
  3. "سبب الهزيمة في غزوة أحد"، إسلام ويب، 13/5/2000، اطّلع عليه بتاريخ 28/7/2021. بتصرّف.
  4. راغب السرجاني، السيرة النبوية، صفحة 13. بتصرّف.
  5. "غزوة أحد"، إسلام ويب، 03/5/2006، اطّلع عليه بتاريخ 28/7/2021. بتصرّف.