غزوة حنين

تناقلت القبائل العربية خبر فتح مكّة المكرمة ونصر المسلمين، وما كان من قبلتي هوازن وثقيف إلّا أن تحشد عُدتها وعتادها لغزو المسلمين قبل أن يغزوهم للقضاء على قوتهم ومُباغتتهم وعدم تمكينهم من إرساء قواعد الإسلام في شبه الجزيرة العربية وتوحيد قبائلها تحت رايته، وبالفعل فقد حشد المشركون كلّ ما يملكون من قوةٍ في واد أوطاس أو ما يُسمّى بوادي حُنين،[١] وقد وقع القتال في اليوم الخامس من شوّال من العام الثامن للهجرة، أي في العام الذي فُتحت فيه مكّة في الشهر التالي من فتحها،[٢] وقد كان المسلمون مستعدّين لمثل ذلك الحدث قبل وقوعه.[٣]


كم عدد الشهداء في غزوة حنين؟

لم تلحق المسلمين الكثير من الخسائر في غزوة حُنين؛ فقد استُشهد منهم أربعةٌ وجُرح آخرون كما ثبت عن ابن إسحاق والطبري وخليفة بن الخياط والواقدي وغيرهم، فبالرغم من شدّة وطأة القتال وخطورته إلّا أنّ خسائر المسلمين لم تبلغ حداً كبيراً.[٤]


أبرز أحداث غزوة حنين

برزت العديد من الأحداث في غزوة حُنين، من أهمّها:[٥]

  • وقعت أحداث غزوة حُنين بين قبيلتي هوازن وثقيف بقيادة مالك بن عوف من جهةٍ وبين المسلمين بقيادة خالد بن الوليد من جهةٍ، وقد بلغ عدد المشركين حينها عشرين ألفاً وقد ساقوا معهم النساء والأطفال والأموال، أمّا المسلمين فقد بلغ تعدادهم أكثر من عشرة آلافٍ.
  • استقرّ المشركون في وادي حنين ونظموا صفوفهم وخططهم قبل وصول المسلمين إليه.
  • تراجع المشركون في بداية القتال ثمّ تداركوا الموقف برشق المسلمين بوابلٍ من السهام.
  • فرّ المسلمون من أرض المعركة بعد رشقهم بالسهام ولم يثبت إلّا النبيّ -عليه الصلاة والسلام- مع عددٍ قليلٍ من الصحابة -رضي الله عنهم-، وأخذ -عليه السلام- يُنادي المسلمين قائلاً: (أنا النبيّ لا كذب أنا ابن عبدالمطّلب)، وأمر العباس بن عبد المطلب أيضاً بأن ينادي بهم.
  • تدارك المسلمون الموقف وثبتوا مع النبيّ -عليه الصلاة والسلام- واشتدّ القتال من جديدٍ، قال -تعالى-: (لَقَد نَصَرَكُمُ اللَّـهُ في مَواطِنَ كَثيرَةٍ وَيَومَ حُنَينٍ إِذ أَعجَبَتكُم كَثرَتُكُم فَلَم تُغنِ عَنكُم شَيئًا وَضاقَت عَلَيكُمُ الأَرضُ بِما رَحُبَت ثُمَّ وَلَّيتُم مُدبِرينَ*ثُمَّ أَنزَلَ اللَّـهُ سَكينَتَهُ عَلى رَسولِهِ وَعَلَى المُؤمِنينَ وَأَنزَلَ جُنودًا لَم تَرَوها وَعَذَّبَ الَّذينَ كَفَروا وَذلِكَ جَزاءُ الكافِرينَ).[٦]
  • نصر الله -تعالى- المسلمين بعد أن فرّ المشركون من أرض المعركة منهزمين بعد أن بلغ عدد القتلى منهم اثنين وسبعين قتيلاً في أرض المعركة بالإضافة إلى ثلاثمئة قتيلٍ وقت الفِرار، وغير ذلك من الغنائم.
  • فرّ من بقي من المشركين مع قائدهم مالك بن عوف إلى الطائف وتحصّنوا فيها، وحاصرهم المسلمون بضع عشرة ليلةً قبل أن يدعهم الرسول -عليه الصلاة والسلام- وشأنهم عائداً لتقسيم غنائم حُنين، فما كان منهم إلّا أن أتوا النبيّ -عليه السلام- مُعلنين إسلامهم ومبايعتهم له.


المراجع

  1. محمود شيت خطاب، الرسول القائد، صفحة 361-364. بتصرّف.
  2. محمد الطيب النجار، القول المبين في سيرة سيد المرسلين، صفحة 341. بتصرّف.
  3. محمد الطيب النجار، القول المبين في سيرة سيد المرسلين، صفحة 353. بتصرّف.
  4. إبراهيم بن إبراهيم قريبي، مرويات غزوة حنين وحصار الطائف، صفحة 242-245. بتصرّف.
  5. مجموعة من المؤلفين، كتاب التعريف بالإسلام [مجموعة من المؤلفين]، صفحة 265-266. بتصرّف.
  6. سورة التوبة، آية:25-26