ما هو عام الفيل؟
عام الفيل هو العام الذي قرّر فيه أبرهة الحبشي غزو مكة من أجل هدم الكعبة المشرفة، ولكن كانت مشيئة الله تعالى، أن يهزم جيش أبرهة بمعجزة ربانية لم يتدخل فيه أي بشر، وارتبط عام الفيل بمولد النبي صلى الله عليه وسلم، إذ إن أغلب الروايات التي سندها قوي تقول أنه صلى الله عليه وسلم ولد بعد حادثة الفيل بخمسين يومًا، وكان ذلك في الثاني عشر من ربيع الأول في عام الفيل، وذهب أغلب العلماء إلى تفسير اجتماع هذين الحدثين في عام واحد له دلالاته التي أراد الله -سبحانه وتعالى- أن يبينها للبشرية، وسوف نتناول خلال هذا المقال بعض أبرز هذه الدلالات، ونسرد موجز أحداث عام الفيل.[١][٢]
موجز عن حادثة الفيل
كانت العرب في الجزيرة العربية تؤرخ بالأحداث العظيمة التي يمرون بها، فلم يكن لديهم تقويم كبقية الحضارات، لذلك يعد العام الذي وقعت في حادثة الفيل أحد الأحداث التي يستند لها بالتاريخ، وجاءت حادثة الفيل بعد أن تعاظم في قلوب قادة الحبشة النصارى الغيرة من العرب والكعبة المشرفة، لكونها كانت قبلة يتجه لها أمم من جزيرة العرب، لذلك قام أبرهة ببناء كنسية في اليمن، وظن أنها ستصبح قبلة لسكان الجزيرة العربية، ولتحقيق ظنه، أراد أن يهدم قبلتهم المقدسة وهي الكعبة.[٣][٤]
جهّز أبرهة جيشاً كبيراً لا قِبل للعرب به، وكان من ضمن الجيش الفيلة التي لم يعرفها ويألفها العرب من قبل، فدبّ ذلك في قلوبهم الرعب، وامتنع أغلبهم عن مواجهة أبرهة إلا قلّة قليلة هُزمت في مناوشات أثناء زحف جيش أبرهة نحو الكعبة، ولكن كانت مشيئة الله أن تمتنع الفيلة من التقدم إلى الكعبة لمَّا وصل الجيش إلى منطقة وادي محسر بين مِنة ومزدلفة، وهنا جاءت المعجزة الإلهية بأن أرسل الله عليهم طيوراً تحمل حجارة في أفواهها وأقدامها، وكانت الحجارة تقطعهم لمَّا تنزل عليهم حتى قضي على الجيش بالكامل.[٣][٤]
من الأحداث التي وثقت خلال واقعة الفيل، أن عبد المطلب جد رسول الله صلى الله عليه وسلم ذهب إلى أبرهة يطلب منه أن يعيد له الإبل التي سلبها جيشه، فتعجب منه أبرهة كيف يحدثه بالإبل، ولا يحدثه عن الكعبة وهو سيد من سادات قريش والعرب، فما كان من عبد المطلب إلا أن قال للبيت رب يحميه، وروي أن أهل مكة هربوا إلى الجبال ليحتموا بها من جيش أبرهة، ولكن عبد المطلب بقي في بيت الله وأبا أن يتركه حتى نصره الله.[٣][٤]
دلالات مولد النبي بعام الفيل
حاول عدد من علماء المسلمين استخلاص الدلالات المرتبطة بولادة رسولنا الكريم بعام الفيل، وفيما يلي بعض أهم هذه الدلالات والحِكم الإلهية:[١][٤]
- لا شك أن ولادة خاتم الأنبياء والمرسلين حدث عظيم، إذ إنه بنوره الذي جعله الله في نبوءته والرسالة التي يحملها سينتقل العالم من ظلمات الجاهلية إلى نور التوحيد، ولمَّا كان العرب يوثقون تاريخهم بالأحداث العظيمة، فجاء عام الفيل كي يوثق مولد أفضل الخلق، والله أعلم.
- كانت العرب قبل بعثة رسول الله غارقة في ظلمات الجاهلية، وحتى يمهد الله -سبحانه وتعالى- لبعثة نبيه، كان لا بد من حدوث أمر خارق للعادة لا يستطيعه بشر يلفت انتباه العرب والعالم إلى وجود قدرات إلهية، بالإضافة إلى إظهار حرمة بيت الله وعظمته، فكانت حادثة هزيمة جيش أبرهة أفضل حدث يمهد لبعثة رسول الله، ويبين حرمة بيت الله، والله أعلم.
- إن تأييد الله -عز وجل- لأهل قريش بحادثة الفيل وهم أهل شرك ووثنية على النصارى وهم خير منهم بالعقيدة في ذلك الوقت، له دلالة أن التأييد لم يكن لقريش كما هو في ظاهر الأمر، بل كان لإظهار حرمة بيت الله، ولنبيه الذي سوف يبعث فيهم، والله أعلم.
المراجع
- ^ أ ب "أهم الأحداث التي سبقت مولد المصطفى صلى الله عليه وسلم"، إسلام اون لاين، اطّلع عليه بتاريخ 5/11/2023. بتصرّف.
- ↑ "مولده صلى الله عليه وسلم عام الفيل"، بوابة السيرة النبوية، اطّلع عليه بتاريخ 5/11/2023. بتصرّف.
- ^ أ ب ت "حادثة الفيل"، إسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 5/11/2023. بتصرّف.
- ^ أ ب ت ث "سر المولد في عام الفيل"، دار الإفتاء الادنية، اطّلع عليه بتاريخ 5/11/2023. بتصرّف.