صفات حمزة بن عبد المطلب الجسدية

لم تذكر كتب السِّيَر والتراجم معلوماتٍ مفصَّلةٍ عن صفات الصحابي الكريم حمزة بن عبد المطلب -رضي الله عنه-، وقد ذُكِر فيها أنّه كان متوسِّط الطول، فهو ليس بالقصير ولا بالطويل،[١] ولكنّ النّاظر في سيرته وقصصه يُدرك أنّه كان رجلاً شجاعاً قويّ الجسم، فقد كانت قريش تهابه لقوّته وجرأته في الحق.


وممّا يُروى في ذلك أنّ أبا جهل آذى النبيّ -صلى الله عليه وسلم- وشتمه، ولم يكن حمزة -رضي الله عنه- موجوداً، فلمّا رجع إلى بيته أخبرته زوجته عمّا دار بين النبي الكريم وأبي جهل، فغضب حمزة -رضي الله عنه- وخرج من بيته مسرعاً إلى ناحية بيت الله، فوجد أبا جهل جالساً مع قومه، فقدِم إليه واقترب منه، وضربه بقوسه وشجّ رأسه.[٢]


ثمّ قام رجال قريش إلى حمزة -رضي الله عنه- ليُناصروا أبا جهل، وقالوا له: "ما نراك يا حمزة إلا قد صبأت"، فقال لهم حمزة: "وما يمنعني، وقد استبان لي منه ذلك؟ أنا أشهد أَنَّهُ رَسُول اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وأن الذي يقول الحق، فوالله لا أنزع، فامنعوني إن كنتم صادقين"، فقال أبو جهل: "دعوا أبا عمارة، فإني والله لقد سببت ابن أخيه سبًا قبيحًا".[٢]


وعاش حمزة -رضي الله عنه- حياته معروفاً ومشهوراً بين الناس بقوّته وحزمه وشجاعته وقوّته، وكان أحد أبطال المسلمين وقادتهم، وأمضى حياته في الجهاد في سبيل الله ونصرة النبي -صلى الله عليه وسلم- وإعلاء كلمة الله، وأبلى بلاءً حسناً في جميع الغزوات التي خاضها، وكانت الأعداء تهابه وتخاف منه خوفاً شديداً.[٣]


صفات حمزة بن عبد المطلب الأخلاقية

تميّز الصحابي الجليل حمزة بن عبد المطلب -رضي الله عنه- بالقوة والشجاعة، ورجاحة الرأي والعقل، والقيادة الماهرة، والتضحية في سبيل إعلاء كلمة الله، وقد سلك مع النبي -صلى الله عليه وسلم- طريقاً طويلاً في الصبر والثبات والكِفاح في مكّة المكرمة وفي المدينة كذلك.[٤]


ومن ذلك كفاحه مع النبي الكريم داخل شعب بني هاشم عندما حاصرهم المشركون، وكفاحه أثناء الهجرة إلى المدينة، وكذلك بعد تأسيس الدولة، وفي غزوة بدر، إذْ كانت له مواقف عظيمة في هذه الغزوة تُنبئ عن شجاعته ومهارته وقوّته وذكائه، فقد كان يقول المشركون: "من هذا الذي كان معلماً بريشة في صدره"؟ فيقول الناس لهم: إنه حمزة، فيقول المشركون: "هذا الذي فعل بنا الأفاعيل".[٤]


نبذة عن الصحابي حمزة بن عبد المطلب

هو حمزة بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف القرشي الهاشمي، ويُكنّى بأبي عمارة، وهو عمّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وأخوه من الرّضاعة، فقد أرضعته ثويبة مولاة أبي لهب، وأرضعت النبي الكريم كذلك، وقد وُلِد حمزة -رضي الله عنه- قبل مولد النبي الكريم بسنتين، وقيل: بأربع سنوات.[٥]


وأسلم حمزة -رضي الله عنه- في السنة الثانية من بعثة النبي الكريم، وظلّ معه يُناصره ويُدافع عنه، وهاجر معه إلى المدينة، وآخى النبي الكريم بينه وبين زيد بن حارثة -رضوان الله عليهما-، وشهد غزوة بدر وقاتل فيها قتالاً شديداً، واستُشهِد -رضي الله عنه- في غزوة أحد في السنة الثالثة من الهجرة، ويُلقّب بأسد الله، وسيّد الشهداء.[٥]

المراجع

  1. ابن سعد، الطبقات الكبرى، صفحة 6، جزء 3. بتصرّف.
  2. ^ أ ب ابن الأثير، أسد الغابة في معرفة الصحابة، صفحة 67، جزء 2. بتصرّف.
  3. ماجد إبراهيم العامري، سيد الشهداء حمزة بن عبد المطلب رضي الله عنه، صفحة 14. بتصرّف.
  4. ^ أ ب راغب السرجاني، السيرة النبوية، صفحة 11، جزء 26. بتصرّف.
  5. ^ أ ب ابن حجر العسقلاني، الإصابة في تمييز الصحابة، صفحة 105، جزء 2. بتصرّف.