قصة عقد الرسول على عائشة

عائشة بنت أبي بكر

هي أم المؤمنين عائشة بنت أبي بكر الصدّيق، حبيبة النبي -صلّى الله عليه وسلّم- كانت تُكنى بأم عبد الله، كناها الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- بابن اختها عبد الله بن الزبير، وُلدت في السنة الرابعة من البعثة، وعقد عليها الرسول الكريم بعد وفاة خديجة بثلاث سنوات، كانت فقيهة ربانية، روت الكثير من الأحاديث، وروى عنها عدد كبير من الصحابة والتابعين، قيل أنَّها توفيت -رضي الله عنها- في السابع عشر من رمضان، واختلف في أي عام كانت وفاتها، فقال بعضهم في العام السادس والخمسين للهجرة، وقيل في السابع، وقيل في الثامن، وقد صلّى عليها أبو هريرة -رضي الله عنه- ودُفنت في البقيع.^[١]

قصة عقد الرسول على عائشة

رؤيته عائشة في المنام

تروي عائشة -رضي الله عنها- عن النبي -صلّى الله عليه وسلّم- أنَّه قال لها:^[١](أُرِيتُكِ في المَنَامِ ثَلَاثَ لَيَالٍ، جَاءَنِي بكِ المَلَكُ في سَرَقَةٍ مِن حَرِيرٍ، فيَقولُ: هذِه امْرَأَتُكَ، فأكْشِفُ عن وَجْهِكِ فَإِذَا أَنْتِ هي، فأقُولُ: إنْ يَكُ هذا مِن عِندِ اللهِ، يُمْضِهِ).^[٢]

العقد على عائشة

عَقَد النبي -صلّى الله عليه وسلّم- عليها في العام العاشر من البعثة، وكان عمرها ست سنوات، وفي العام الرابع عشرة من البعثة هاجر النبي -صلّى الله عليه وسلّم- إلى المدينة بصحبة والدها أبي بكر الصديق، وكان قد ترك النبي خلفه زوجته سودة -رضي الله عنها- وبناته أم كلثوم وفاطمة، وترك أبو بكر زوجته أم رومان، وبناته عائشة وأسماء، وعندما استقرَّت أوضاعهما في المدينة أرسلا من يحضر أهليهما إليهما.^[٣]

البناء بعائشة

تزوّج النبي -صلّى الله عليه وسلّم- بعائشة وبنى بها في العام الأول من الهجرة، فعندما وصلوا إلى المدينة كان عليه السلام يبني المسجد وبيوتاً حوله، فأسكن فيها زوجته وبناته، وبعد عدّة أيام عرضَ أبو بكر الصدّيق على رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- أن يبني بعائشة، فأخبره رسول الله بأنَّه لا يملك الصّدََاق، فأعطاه إياه أبو بكر -رضي الله عنه-، فبعث به النبي -صلّى الله عليه وسلّم- إلى عائشة، وجعل لها بيتاً بجانب المسجد، وبنى بها فيه، وجعل لنفسه باباً من المسجد مقابل باب عائشة، وتوفي في بيتها -عليه الصلاة والسلام-.^[٣]

أثر الزواج بعائشة

عندما تزوّج النبي -صلّى الله عليه وسلّم- بأم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- كانت في عُمر العاشرة أو الحادية عشرة، وكانت تنتقل حينها من مرحلة الطفولة إلى مرحلة الصِّبا، وقد نمت نموّاً جيداً، وأصبحت فتاةً رقيقةً، قسماتها حلوة، وعشرتها محببة، مرِحةً، تُحبّ اللهو واللعب، فكان لها رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- زوجاً رفيقاً، ووالِداً عطوفاً، يَسعَدُ بلهوها ولعبها، وكان في ذلك تسلِيةً له، وتخفيفاً عنه، وعوناً على العبء الذي يلقاه في دعوته، وفي تأسيس الدولة الجديدة في المدينة.^[٤]