ولادة الرسول ونشأته

هو محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر، فهو ينتسب إلى أسرة عريقة نسبها عظيم بين العرب، وأجداده من أشرافهم، وقد عرفوا بسيرتهم الحسنة، وُلد -صلّى الله عليه وسلّم- في عام الفيل، توفي والده عبد الله في فترة حمل أمه آمنة بنت وهب به، فوُلد يتيماً فقيراً، وكان من عادة العرب أن يرسلوا أبنائهم إلى مرضعات في البادية، لتنشأ أجسادهم قويةً، ويتقنوا اللغة العربية الفصيحة، فأرسلته أمه إلى مرضعةٍ من بني سعد اسمها حليمة السعدية، وعندما بلغ عمره ست سنوات توفيت أمه، فرعاه جدّه عبد المطلب، وبعد وفاته كفله عمه أبو طالب.[١]


كم عدد إخوة الرسول؟

إخوة الرسول من النّسب

لم يُعثر لا في التّراجم ولا في كتب السيرة على ما فيه دليل لوجود أي إخوة أو أخوات للرسول -صلّى الله عليه وسلّم-، بل ثبت أنَّ والده توفي وأمه حامل به ولم يكن له إخوة أكبر منه، وتوفيت أمه وعمره سبع سنين، يقول ابن القيم: "واختلف في وفاة أبيه عبد الله هل توفي ورسول الله صلى الله عليه وسلم حَمْلُ، أو توفي بعد ولادته، على قولين: أصحهما أنَّه توفي ورسول الله حمل، والثاني أنَّه توفي بعد ولادته بسبعة أشهر، ولا خلاف أنَّ أمه ماتت بين مكة والمدينة بالأبواء منصرفة من المدينة من زيارة أخواله، ولم يستكمل آنذاك سبع سنين".[٢]


إخوة الرسول من الرضاع

من المعلوم أنَّه لا يوجد للرسول -صلّى الله عليه وسلّم- إخوة من النّسب، ولكن له إخوة من الرضاع، وقد ذكر ذلك ابن إسحاق في سيرته، وعدّ أسماءهم، كما ذكر ابن كثير بأنَّ إخوته -صلّى الله عليه وسلّم- من الرضاع هم: عبد الله بن الحارث، وأنيسة بنت الحارث، وحذافة بنت الحارث وهي نفسها الشيماء، كما ثبت في الصحيح بأنَّ أبا سلمة بن عبد الأسد وحمزة بن عبد المطلب -رضي الله عنهما- كانا أخويه من الرضاع، وذكر ابن القيم أنَّ ابن عمه أبو سفيان بن الحارث قد رضع معه من حليمة، وبذلك يكون عدد إخوته من الرضاع ستة، وهم:[٣]

  • حمزة بن عبد المطلب: أرضعته ثويبة مولاة أبي لهب قبل أن ترضع الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- وقد كانت مرضعته قبل حليمة، ويروي ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا أنَّ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال فِي بِنْتِ حَمْزَةَ: (لا تَحِلُّ لِي، يَحْرُمُ مِنَ الرَّضَاعِ ما يَحْرُمُ مِنَ النَّسَبِ، هي بنْتُ أخِي مِنَ الرَّضَاعَةِ)،[٤][٥] قال البلاذري: "أرضعته صلى الله عليه وسلم أيامًا قلائل، قبل أن تأخذه حليمة، وأرضعت قبله حمزة، وبعده أبا سلمة".[٦]
  • أبو سلمة: اسمه عبد الله بن عبد الأسد بن هلال بن عبد الله بن عمر بن مخزوم المخزومي، ابن عمّة النبي -صلّى الله عليه وسلّم- برّة بنت عبد المطلب، من الأولائل في الإسلام، شهد بدراً، وتوفي في حياة رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-، بعد وفاته تزوج رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- بزوجته أم سلمة، أرضعته ثويبة مولاة أبي لهب بعد النبي -صلّى الله عليه وسلّم-،[٥] فعن أم حبيبة -رضي الله عنها- قالت: (قُلتُ يا رَسولَ اللَّهِ، انْكِحْ أُخْتي بنْتَ أبِي سُفْيَانَ، قالَ: وتُحِبِّينَ؟ قُلتُ: نَعَمْ، لَسْتُ لكَ بمُخْلِيَةٍ، وأَحَبُّ مَن شَارَكَنِي في خَيْرٍ أُخْتِي، فَقالَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: إنَّ ذَلِكِ لا يَحِلُّ لِي، قُلتُ: يا رَسولَ اللَّهِ، فَوَاللَّهِ إنَّا لَنَتَحَدَّثُ أنَّكَ تُرِيدُ أنْ تَنْكِحَ دُرَّةَ بنْتَ أبِي سَلَمَةَ، قالَ: بنْتَ أُمِّ سَلَمَةَ، فَقُلتُ: نَعَمْ، قالَ: فَوَاللَّهِ لو لَمْ تَكُنْ في حَجْرِي ما حَلَّتْ لِي، إنَّهَا لَابْنَةُ أخِي مِنَ الرَّضَاعَةِ، أرْضَعَتْنِي وأَبَا سَلَمَةَ ثُوَيْبَةُ، فلا تَعْرِضْنَ عَلَيَّ بَنَاتِكُنَّ ولَا أخَوَاتِكُنَّ).[٧]
  • الشّيماء: هي الشَّيْمَاء بِنْت الْحَارِث بْن عَبْد الْعُزَّى بْن رِفَاعَة، اسْمهَا خِذَامَة، وقيل جِدَامَة، والبعض يَقُول حُذَافَة، هي ابنة حليمة السعدية، وهي التي كانت تَحضُنه مع أمه حليمة وتُورّكه، وقد أسلمت -رضي الله عنها-.[٥]
  • عبد الله بن الحارث: وهو أيضاً أخو النبي -صلّى الله عليه وسلّم- من الرضاعة، وأبوه هو الحارث زوج حليمة السعدية،[٥] اسمه عبد الله بن الحارث بن عبد العزى السعدي، ويروى في حديث ضعيف أنَّه قال للنبيِّ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- بعد النُّبوَّةِ : (أترى أنه يكون بَعْثٌ؟ فقال له النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وآلِه وسلَّمَ: أما والذي نفسي بيده لآخذنَّ بيدِك يومَ القيامةِ ولأعرفنَّكَ، قال: فلما آمن بعدُ بالنَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وآلِه وسلَّمَ كان يجلسُ فيبكي ويقول: أنا أرجو أن يأخذ النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وآلِه وسلَّمَ بيدي يومَ القيامةِ).[٨][٩]
  • أنيسة بنت الحارث: وهي كذلك أخته من أمه حليمة السعدية، وأبوها الحارث بن عبد العزى بن رفاعة السَّعدي زوج حليمة.[٥]
  • أبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب: هو ابن عم الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- فوالده الحارث بن عبد المطلب أخو عبد الله بن عبد المطلب، أسلم في عام الفتح وحسُن إسلامه، وهو غير أبو سفيان المعروف بصخر بن حرب،[١٠] أرضعته حليمة السعدية هو والنبي -صلّى الله عليه وسلّم- مع أبنائها: عبد الله، وأنيسة، والشيماء.[٦]


المراجع

  1. إيهاب كمال أحمد (25/4/2013)، "مولد النبي صلى الله عليه وسلم وبيئته ونشأته والعناية الإلهية قبل بعثته"، شبكة الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 7/6/2021. بتصرّف.
  2. فريق موقع اسلام ويب (11/12/2003)، "ليس للنبي صلى الله عليه وسلم إخوة من النسب"، اسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 4/6/2021. بتصرّف.
  3. فريق موقع إسلام ويب (27/1/2011)، "إخوة النبي صلى الله عليه وسلم من الرضاع"، إسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 4/6/2021. بتصرّف.
  4. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبد الله بن عباس، الصفحة أو الرقم:2645 ، حديث صحيح.
  5. ^ أ ب ت ث ج محمد سعد عبدالدايم، "إخوة الرسول صلى الله عليه وسلم من الرضاعة"، صيد الفوائد، اطّلع عليه بتاريخ 4/6/2021. بتصرّف.
  6. ^ أ ب أ. صالح بن أحمد الشامي (13/2/2017)، "إخوة النبي صلى الله عليه وسلم من الرضاعة"، شبكة الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 4/6/2021. بتصرّف.
  7. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أم حبيبة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:5107، حديث صحيح.
  8. رواه ابن حجر العسقلاني، في الإصابة، عن إسحاق بن عبد الله ، الصفحة أو الرقم:283، حديث مرسل.
  9. فريق موقع صحابة رسول الله ، "عبد الله بن الحارث بن عبد العز? بن رفاعة السعدي أخو النبي صل?"، صحابة رسول الله ، اطّلع عليه بتاريخ 5/6/2021. بتصرّف.
  10. الامام ابن باز، "ما قرابة أبي سفيان بن الحارث بالنبي ﷺ؟"، موقع الامام ابن باز ، اطّلع عليه بتاريخ 5/6/2021. بتصرّف.