فاطمة ابنة الرسول

فاطمة ابنة الرسول -عليه الصلاة والسلام- من زوجته خديجة بنت خويلد بن أسد بن عبد العزّى بن قُصي -رضي الله عنها-، وقد وُلدت فاطمة قبل بعثة النبيّ بخمس سنواتٍ، وكانت قريش حينها تُعيد بناء الكعبة المشرّفة،[١] وقد تزوّجت -رضي الله عنها- من علي بن أبي طالب ابن عمّ أبيها، وأنجبت منه الحسن والحسين ومحسن وأم كلثوم وزينب، وقد أظهر لهم النبيّ -عليه الصلاة والسلام- الرعاية والعناية والاهتمام.[٢]


ما هو لقب فاطمة ابنة الرسول؟

فاطمة الزهراء

لُقّبت فاطمة ابنة الرسول -عليه الصلاة والسلام- بالزهراء كما أورد ذلك أكثر من واحدٍ من العلماء؛ منهم: ابن حبّان البستي، والخطيب البغدادي، وابن عبد البر، وابن الأثير، وابن حجر، وغيرهم، ويُراد بلقب الزهراء أنّ فاطمة -رضي الله عنها- بيضاء مشرقةٌ مستنيرةٌ، فكان يُقال للنبيّ -عليه الصلاة والسلام- أزهر اللون؛ أي أنّه أبيض مستنير، كما ثبت في الصحيح عن أنس بن مالك -رضي الله عنه-: (كانَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ أَزْهَرَ اللَّوْنِ)،[٣] وقد أُطلق لقب الزهراء على فاطمة لأنّها كأبيها في اللون والجمال وحُسن الوجه، وتجدر الإشارة إلى أنّه لم يرد أي دليلٍ شرعيّ ينصّ على إطلاق لقب الزهراء على فاطمة -رضي الله عنها-، ولا يصحّ أنّها لُقّبت بالزهراء لأنّ وجهها كان يُزهر لزوجها علي بن أبي طالب -رضي الله عنه-، أو لأنّها كانت لا تحيض فكلّ ذلك باطلٌ لا أصل له.[٤]


فاطمة أمّ أبيها

كانت فاطمة -رضي الله عنها- تُكنّى بأمّ أبيها كما ورد عن عددٍ من علماء التاريخ، منهم: الطبراني والذهبي الذي قال: (فاطمة -رضي الله عنها- وهي سيدة نساء هذه الأمة كُنيتها فيما بلغنا: أمّ أبيها)، وقال ابن حجر أيضاً: (فاطمة الزّهراء بنت إمام المتقين رسول اللَّه محمد بن عبد اللَّه بن عبد المطلب بن هاشم الهاشميّة، صلّى اللَّه على أبيها وآله وسلّم ورضي عنها كانت تكنى أمَّ أبيها)، ورغم ذلك فلم يرد أي دليلٍ صحيحٍ يثبت أنّ النبيّ -عليه الصلاة والسلام- كنّاها بأمّ أبيها.[٥]


فاطمة البتول

لُقّبت فاطمة -رضي الله عنها- بالبتول، وكانت قد لُقّبت به أيضاً مريم ابنة عمران -عليها الصلاة والسلام-، وقد فسّر لقب البتول بعدّة معانٍ، منها: الانقطاع عن النساء والتفرّغ للعبادات والطاعات وترك الزواج، وقد أُطلق عليهما لقب البتول لتميّزهما عن نساء زمانهما بالدِّن والفضل والمكانة والزهد في الحياة الدنيا والرغبة بالآخرة، فقد قال الإمام النووي -رحمه الله-: (التبتّل هو الانقطاع عن النساء وترك النكاح انقطاعاً إلى عبادة الله، وأصل التبتّل القطع، ومنه مريم البتول وفاطمة البتول؛ لانقطاعهما عن نساء زمانهما دِيناً وفضلاً ورغبةً في الآخرة)، وقال ابن حجر أيضاً: (وقيل لفاطمة البتول؛ إمّا لانقطاعها عن الأزواج غير علي أو لانقطاعها عن نظرائها في الحُسن والشرف).[٦]

المراجع

  1. ابن سعد، الطبقات الكبرى ط العلمية، صفحة 16. بتصرّف.
  2. عبد الستار الشيخ، فاطمة الزهراء رضي الله عنها بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم وأم الحسنين رضي الله عنهما، صفحة 43-44. بتصرّف.
  3. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم:2330، صحيح.
  4. محمد صالح المنجد (17/9/2014)، "لماذا يطلق على فاطمة رضي الله عنها لقب " الزهراء " ؟"، إسلام سؤال وجواب، اطّلع عليه بتاريخ 1/8/2021. بتصرّف.
  5. محمد صالح المنجد (27/5/2021)، "هل كنّى النبي صلى الله عليه وسلم فاطمة رضي الله عنها بكنية: " أم أبيها"؟"، إسلام سؤال وجواب، اطّلع عليه بتاريخ 1/8/2021. بتصرّف.
  6. "سبب تسمية فاطمة رضي الله عنها بالزهراء والبتول"، إسلام ويب، 29/5/2008، اطّلع عليه بتاريخ 1/8/2021. بتصرّف.