كان الاسترقاق منتشرًا قبل الإسلام، كما أن الكتب السماوية كلها ذكرت الاسترقاق، إذ إن هاجر زوجة النبي إبراهيم عليه السلام كانت جارية، وقد ذكر الله سبحانه وتعالى الاسترقاق في كتابه الكريم، وذلك في قوله: "وَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تُقْسِطُوا فِي الْيَتَامَى فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلاثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ذَلِكَ أَدْنَى أَلَّا تَعُولُوا"،[١] وفي مقالنا هذا سنتعرف على جواري النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وكذلك سنتعرف على بعض الأمور التي تتعلق بالجواري والاسترقاق.[٢]


عدد جواري الرسول

لم ينكح النبي محمد صلى الله عليه وسلم أيًّا من جواريه قبل إعتاقهن؛ وذلك لأن الإسلام حرم على الرجل الزواج من الرقيق إلا في حالة واحدة، وهي أن يكون الرجل غير قادر على الزواج من الحرة وفي الوقت نفسه يخاف على نفسه من الوقوع في الفواحش والزنا، ولقد تزوج النبي محمد صلى الله عليه وسلم من جاريتين من جواريه بعد أن أعتقهما من الرق، وهما جويرية بنت الحارث وصفية بنت حيي بن أخطب، أما الجواري اللاتي أخذهن النبي صلى الله عليه وسلم بملك اليمين فيقال إنهن أربعة، وهن مارية القبطية، وريحانة وهب من بني قريظة، وجارية أهدتها زينب بنت جحش للنبي صلى الله عليه وسلم، والرابعة جارية أخذها النبي محمد صلى الله عليه وسلم في السبي.[٣]


هل ملك اليمين موجود إلى اليوم؟

إن الرق لم يكن فقط في الإسلام، فقد شهد العالم الرق قبل الإسلام وفي الشرائع السماوية جميعها، إلا أن الإسلام ضيق منابع الرق ونظر إلى هذه الظاهرة نظرة مختلفة عن باقي الشرائع الإسلامية، فجعل كل الناس أحرارًا، ولا يصلح الرق إلا في حالة الأسر في القتال، وهذا كان السبب الوحيد لوجود الرق في الإسلام، إذ رغب الإسلام بالحرية، ووسع مجالات التحرر من خلال فتح أبواب العتق؛ وذلك من خلال المخالفات الشرعية التي يقع بها المسلم، إذ إن أغلب الكفارات تبدأ بتحرير رقبة، مثل كفارة الإفطار في رمضان، وكفارة القتل الخطأ وغيرها، كما أمر الله سبحانه وتعالى من يملك العبد بتحريره إذا طلب ذلك، ومن الضروري أن نشير في هذا السياق إلى أن أخلاق الرسول محمد صلى الله عليه وسلم كانت تشتمل على رفقه بالرق وعطفه عليهم.[٤]


أسباب تحرير العبد

جعل الإسلام لتحرير العبد أسبابًا تكون باختيار المالك أو دون اختياره؛ فمن جرح عبدًا يجب عليه تحريره، وإذا كان العبد مملوكًا لشخصين وأعتقه أحدهما فإنه يصبح حرًّا، إلى جانب الكثير من الأسباب الأخرى التي تؤدي إلى تحرير العبد من مالكه، وهذا كله يؤدي إلى تضييق دائرة الرق والعبودية، أما فيما يخص وجود الرق وملك اليمين في وقت الحاضر فغالبًا لا يوجد؛ فمنذ زمن النبي صلى الله عليه وسلم ضُيّقت هذه الدائرة، والأرجح أن تكون قد اختفت، ولكن من المحتمل أن تكون موجودة بعدد قليل في قليل من الدول والله أعلم.[٥]


المراجع

  1. سورة النساء، آية:3
  2. " الجواري في الإسلام"، الألوكة. بتصرّف.
  3. "أزواجه عليه الصلاة والسلام اللاتي كن في الرق "، إسلام ويب. بتصرّف.
  4. "تضييق الإسلام لمنابع الرق "، طريق الإسلام . بتصرّف.
  5. " هل ملك اليمين موجود إلى اليوم؟"، الإسلام سؤال وجواب. بتصرّف.