حلف الفضول

حلف الفُضُول هو ميثاقٌ كريم يدعو إلى حماية المُستضعفين والدفاع عن حقوقهم، تم الاتفاق عليه في الجاهلية بين عدة قبائل من قريش،[١] وذلك قبل بعثة النبي -صلى الله عليه وسلم- بعشرين عاماً، وهو من أعظم الأعمال التي قام بها العرب قبل الإسلام، وقد حضره النبي -صلى الله عليه وسلم- وكان عمره عشرين سنة، وأول من دعا إلى هذا الحلف وتكلم فيه، هو الزبير بن عبد المطلب، عم النبي -صلى الله عليه وسلم-،[٢] وكان هذا الحلف أشرف حلفٍ وأكرم حلفٍ تعاهد عليه العرب، وقد وقع في شهر ذي القعدة، بعد انتهاء حرب الفِجَار بشهر، وقيل بأربع شهر،[٣] وقد مدح النبي -صلى الله عليه وسلم- هذا الحلف بعد بعثته، وأثنى عليه قائلاً: (لقدْ شَهِدْتُ في دارِ عبدِ اللهِ بنِ جُدْعانَ حِلْفًا، لو دُعِيتُ به في الإسلامِ لأَجَبْتُ).[٤]


شروط حلف الفضول

اجتمع بنو هاشم، وبنو المطلب، وأسد بن عبد العزى، وزُهرة بن كلاب، وتيم بن مرة، في دار عبد الله بن جدعان التيمي، الذي تم اختياره لكبر سنه ومنزلته بين الناس، فاتفقوا وتعهادوا فيما بينهم على ما يلي:[٥][٢]

  • نُصرة المظلوم أياً كان، فإذا ما وجدوا مظلوماً في مكة فيجب عليهم أن يقفوا معه، وأن يعينوه على أخذ حقه ممن ظلمه.
  • الأخذ على يد الظالم، وإجبارهُ على التراجع عن ظُلمه.
  • إعادة الحق لصاحبه.
  • مساعدة الفقير والمحتاج ومؤاخاته.
  • التوحد والتعاون على تنفيذ هذا الميثاق.
  • عدم التراجع عن هذا الميثاق مهما حدث.


سبب قيام حلف الفضول

كان سبب قيام حلف الفضول هو أن رجلاً يمنياً جاء إلى مكة متاجراً ببضاعته، فباعها إلى العاص بن وائل السهمي، لكنه رفض أن يدفع له ثمنها، فطلب الرجل المساعدة من أهل قريش بمختلف بطونهم، وهم عبد الدار، ومخزوم، وجمح، وسهم، وعدي بن كعب، وذلك ليستردوا له حقه من العاص، لكنهم خذلوه ورفضوا مساعدته، وردوا عليه بكلام قاس، فلما رأى الرجل ذلك الشر الكبير الذي يواجهه، ولا يُنقذه منه أحد، صعد على جبل أبي قبيس المُطل على الكعبة، وكان الناس حول الكعبة في ذلك الوقت من الصباح الباكر، فأخذ يستنجد بهم، ويصرخ عليهم بأعلى صوته، ويقول:

يَا آلَ فِهْرٍ لِمَظْلُومٍ بِضاعَتَهُ... بِبَطْنِ مَكَّةَ نَائِي الدَّارِ وَالنَّفَرِ

إِنَّ الحَرَامَ لِمَنْ تَمَّتْ كَرَامَتُهُ... ولَا حَرَامَ لِثَوْبِ الفَاجِرِ الغَدِرِ

فقام الزبير بن عبد المطلب وقال لأهل قريش بأنه يجب عليهم ألا يتركوا هذا الرجل وحده، وأن يقوموا بنُصرته ونجدته، فذهبوا إلى العاص، وأخذوا منه البضاعة وأعادوها إلى الرجل.[٦]


سبب تسمية حلف الفضول

سمي هذا الحلف بحلف الفضول لأن أهل قريش قالوا بأن أصحاب هذا الحلف دخلوا في فضل من الأمر، أي في خير، فكلمة فضول هي جمع لكلمة فضل، وقيل بأن سبب التسمية هو أن أول ثلاثة أشخاص دُعُوا لهذا الحلف كان اسم كل واحد منهم الفضل، وهم: الفضل بن فُضالة، والفضل بن وَدَاعة، والفضل بن الحارث.[٧]


المراجع

  1. محمد الطيب النجار، القول المبين في سيرة سيد المرسلين، صفحة 99. بتصرّف.
  2. ^ أ ب أحمد غلوش، السيرة النبوية والدعوة في العهد المكي، صفحة 228. بتصرّف.
  3. العازمي، اللؤلؤ المكنون، صفحة 117. بتصرّف.
  4. رواه ابن الملقن، في البدر المنير، عن محمد وعبدالرحمن بن أبي بكر، الصفحة أو الرقم:325، حديث صحيح.
  5. المباركفوري، الرحيق المختوم، صفحة 50. بتصرّف.
  6. محمد أبو شهبة، السيرة النبوية على ضوء القرآن والسنة، صفحة 213. بتصرّف.
  7. العازمي، اللؤلؤ المكنون، صفحة 118. بتصرّف.