غزوة بدر

وقعت هذه الغزوة في السنة الثانية للهجرة، في السابع عشر من شهر رمضان المبارك، عندما خرج النبي -صلّى الله عليه وسلّم- مع بعض من أصحابه لاعتراض قافلة لقريش تتجه نحو الشام بقيادة أبي سفيان، وذلك بعدما علموا بأنَّ قريشاً قد استولت على أموالهم في مكة، ولاسترجاع ما أخذته منهم قبل الهجرة وأثناءها، وكان عدد المسلمين ثلاثمائة وأربعة عشر رجلاً، ولم يكن معهم سوى فرسين، وسبعين بعيرًا كانوا يتعاقبون على ركوبها، وعندما علِم أبو سفيان بخبرهم هرب من طريق الساحل وأرسل إلى أهل مكة، فتجهزوا وخرجوا بقيادة أبي جهل، وكان عددهم ألف وثلاثمائة مقاتل، ومعهم مائة فرس، وستمائة درع، وجمال لم يعرف عددها، فاستشار النبي -صلّى الله عليه وسلّم- أصحابه بالرجوع أو القتال، فكانت نتيجة الشورى هي ملاقاة قريش وقتالهم، ولم يزل رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- يُعدّل الصفوف ويدعوا الله بالنصر والتأييد حتى أيّده الله بنصره، وأرسل الملائكة تقاتل مع المسلمين حتى استشعر المسلمون ذلك، وانتهت المواجهة بنصر المسلمين وقد قتلوا عددًا من كبار قريش، وأسروا عددا كبيرًا منهم.[١]

بماذا تسمى غزوة بدر؟

الاسم الأشهر لهذه الغزوة هو غزوة بدر وذلك نسبةً إلى البئر الواقع بين مكة والمدينة وهو بئر بدر الذي وقعت الغزوة بالقرب منه،[٢] قال تعالى: {وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللهُ بِبَدْرٍ}،[٣] وتسمى أيضاً:


غزوة بدر الكبرى

سميت بهذا الاسم، لتمييزها عن غزوة أخرى في منطقة بدر وهي بدر الصغرى، التي وقعت في السنة الرابعة للهجرة، بعد عام من غزوة أحد، ومكث فيها المسلون ثمانية أيام ينتظرون قريش بقيادة أبي سفيان بناء على طلبه في نهاية غزوة أحد، ولكن الرعب دب في قلوبهم ونكصوا الموعد بحجة الجدب في ذلك العام، فانتصر عليهم المسلمون بالرعب والخوف، ووافق ذلك التوقيت سوقًا في بدر للبيع والشراء، فأحضر المسلمون معهم سلعاً للبيع، فربحوا ثمَّ عادوا إِلى المدينة منصورين غانمين دونما أدنى أذى.[٤]


غزوة الفرقان

تسمى بيوم الفرقان، وذلك لأنَّها قد فرقت بين الحق والباطل، قال تعالى: {وَمَا أَنْزَلْنَا عَلَى عَبْدِنَا يَوْمَ الفُرْقَانِ}،[٥] ولأنَّها تُعدُّ من أشهر الغزوات ضد الكفار التي قادها رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-، فهي معركة فاصلة في التاريخ الإسلامي كله، ففي يوم الفرقان أعزَّ الله الإسلام وأهله، ودحر الشرك وأهله، وأيَّد المسلمين بنصره مع قلة عددهم يومئذ،[٢] وقد جاءت هذه التسمية القرآنية لغزوة بدر في سورة الأنفال، فقال تعالى: {وَمَا أَنزَلْنَا عَلَى عَبْدِنَا يَوْمَ الْفُرْقَانِ}،[٦] أي في غزوة بدر التي فرق فيها بين الحق والباطل، ثم قال: {يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ}،[٦] أي لقاء أهل الإيمان وأهل الكفر من غير ترتيب، وقال بعدها: {وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}،[٦] بقدرته تعالى جمع بين الفريقين، وبقدرته أنزل النصر والتأييد للمسلمين، وبقدرته فرّق بين الحق والباطل.[٧]


المراجع

  1. هشام عبد المنعم (26/2/2014)، "غزوة بدر"، قصة الإسلام، اطّلع عليه بتاريخ 29/5/2021. بتصرّف.
  2. ^ أ ب فريق موقع اسلام ويب (30/4/2017)، "شهداء غزوة بدر"، اسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 22/5/2021. بتصرّف.
  3. سورة ال عمران، آية:123
  4. محمد بن صامل السلمي، صحيح الأثر وجميل العبر من سيرة خير البشر صلى الله عليه وسلم، صفحة 221. بتصرّف.
  5. سورة الفرقان، آية:41
  6. ^ أ ب ت سورة الأنفال، آية:41
  7. صالح المغامسي، أعلام القرآن، صفحة 15. بتصرّف.