كم عدد الكفار في غزوة الخندق؟

عدد الكفار في غزوة الخندق هو عشرة آلاف مقاتل، وقد كان هذا العدد الكبير نتيجة تجمع الكفار والمشركين وتحزبهم على حرب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- والعدوان على الإسلام والمسلمين، وقد حدثت غزوة الخندق في السنة الخامسة للهجرة النبوية، وسميت بغزوة الخندق نسبةً إلى الخندق الذي حفره المسلمون حول المدينة لصدَّ عدوان الأحزاب من الكفار والمشركين، وتسمى أيضاً بغزوة الأحزاب، وقد تحدّث عنها القرآن الكريم في سورة الأحزاب، قال -تعالى-: {وَلَمَّا رَأَى الْمُؤْمِنُونَ الْأَحْزَابَ قَالُوا هَذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ ۚ وَمَا زَادَهُمْ إِلَّا إِيمَانًا وَتَسْلِيمًا}،[١] وكان عدد المسلمين في هذه الغزوة ثلاثة آلاف مقاتل فقط، وقد نصرهم الله -تعالى- بلا قتال، بعد أن صمدوا في وجه الأحزاب ورابطوا وصبروا على الحصار وخيانة اليهود في المدينة، جاء في الحديث: (دَعَا رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ علَى الأحْزَابِ، فَقالَ: اللَّهُمَّ مُنْزِلَ الكِتَابِ، سَرِيعَ الحِسَابِ، اهْزِمِ الأحْزَابَ، اهْزِمْهُمْ وزَلْزِلْهُمْ).[٢][٣]


من هم الأحزاب؟ وماهي أهدافهم؟

هم كفار مكة ومعهم مجموعة من القبائل العربية والأعراب واليهود، الذين كانوا شرارة هذه الحرب، فهم الذين ألَّبُوا العرب وحرّضوهم على العدوان على المسلمين، فقد ذهب مجموعة من سادة يهود بني النضير وبني قنيقاع -بعد إجلائهم من المدينة المنورة إلى خيبر- إلى مكة واجتمعوا بسادتها وأقنعوهم بشنِّ حربٍ على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في المدينة، وقد كان هدف اليهود من هذا التحريض هو الثأر من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- والقضاء على الإسلام والمسلمين، وإخلاء المدينة والسيطرة عليها والعودة إليها، وقد التقت أهداف اليهود مع أهداف المشركين الذين كانوا يتحينون الفرصة المناسبة للنيل من المسلمين بعد سلسلة الهزائم التي لحقت بهم، وكانت القبائل العربية المشاركة في هذا الحلف؛ قريش ومعها كنانة وأهل تهامة وبنو سليم، وقبائل غطفان ومعهم بنو مرة وبنو أسد، وغيرهم من الأعراب، بالإضافة إلى اليهود.[٤]


دروس وعبر من غزوة الخندق

كان لغزوة الخندق أثر كبير في حياة المسلمين، وكانت حدثاً فاصلاً في تاريخهم، جاء في الحديث: (سَمِعْتُ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يقولُ: حِينَ أجْلَى الأحْزَابُ عنْه: الآنَ نَغْزُوهُمْ ولَا يَغْزُونَنَا، نَحْنُ نَسِيرُ إليهِم)،[٥] فانتقل المسلمون من حالة الدفاع إلى حالة الهجوم، وأصبحت لهم قوة مُهابة، وفي قصة هذه الغزوة الكثير من الدروس والعبر، منها:[٦]

  • أهمية الشورى بين المسلمين وخصوصاً في الأزمات: ويتجلّى ذلك في مشاورة النبي -صلى الله عليه وسلم- لأصحابه في شأن القتال، مع أنَّه مؤيد بالوحي، لكنَّه أراد أن يبين لهم أهمية الشورى.
  • أهمية القدوة العملية للقائد: من خلال مبادرته -صلى الله عليه وسلم- بالعمل وحفر الخندق بيديه بكل تواضع، وعدم الاكتفاء بإعطاء الأوامر من بعيد.
  • بيان أنَّ ملة الكفر واحدة حتى لو تفرقت واختلفت: فهاهم الأحزاب تجمعوا على عداء المسلمين رغم اختلافهم وتفرّقهم.
  • أهمية الدعاء: حيث إنَّه كان سبباً آخر من أسباب النصر، فهو سلاح المؤمن، فقد دعا النبي -صلى الله عليه وسلم- ربه كثيراً وتضرّع إليه في هذه الغزوة وفي غيرها حتى استُجيب دعاؤه وجاء النصر من عند الله -تعالى-.
  • أهمية التفاؤل والأمل وعدم التشاؤم والانهزام، وأهمية الصبر والتوكل على الله وانتظار الفرج بعد القيام بواجب العمل والأخذ بالأسباب.


المراجع

  1. سورة الأحزاب، آية:22
  2. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبدالله بن أبي أوفى، الصفحة أو الرقم:6392، حديث صحيح.
  3. د. محمد منير الجنباز (26/1/2017)، "قصة غزوة الخندق"، الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 31/5/2021. بتصرّف.
  4. محمد ابو شهبة، السيرة النبوية على ضوء القرآن والسنة، صفحة 276. بتصرّف.
  5. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن سليمان بن صرد، الصفحة أو الرقم:4110، حديث صحيح.
  6. إسلام ويب (24/2/2010)، "دروس وعبر من غزوة الأحزاب (الخندق)"، إسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 31/5/2021. بتصرّف.