معنى الفرقان

الفرقان في اللغة اسمٌ من الفعل الثلاثي فَرَقَ يفرُق يفرِق فرْقاً وفرقاناً، واسم الفاعل منه: فارقٌ، واسم المفعول: مفروقٌ، والفرقان في اللغة: كلّ أمرٍ يفرّق بين الحقّ والباطل، فيُقال: فَرَقَ بين شيئين؛ أي فصل بينهما وميّز أحدهما عن الآخر، ولذلك سُميّ القرآن فرقاناً؛ لأنّه فرّق بين الحقّ والباطل، قال -تعالى-: (تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا)،[١] كما يُراد بالفرقان أيضاً النور والهداية والتوفيق كما في قوله -تعالى-: (يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا إِن تَتَّقُوا اللَّـهَ يَجعَل لَكُم فُرقانًا).[٢][٣]


ما الغزوة التي سميّت بالفرقان؟

سُميّت غزوة بدر بغزوة الفرقان بالوحي من الله -تعالى-، إذ قال: (وَاعلَموا أَنَّما غَنِمتُم مِن شَيءٍ فَأَنَّ لِلَّـهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسولِ وَلِذِي القُربى وَاليَتامى وَالمَساكينِ وَابنِ السَّبيلِ إِن كُنتُم آمَنتُم بِاللَّـهِ وَما أَنزَلنا عَلى عَبدِنا يَومَ الفُرقانِ يَومَ التَقَى الجَمعانِ وَاللَّـهُ عَلى كُلِّ شَيءٍ قَديرٌ)،[٤] وقد سميّت غزوة بدر بالفرقان لأنّ الله -سبحانه- فرّق بها بين الحقّ والباطل، فأظهر الحق ونصره، وخذل الباطل ونكسه، كما فرّق أيضاً بين فترتين من الزمن؛ الأولى صبر المسلمين على أذى المشركين بسبب إسلامهم وفدائهم للنبيّ -عليه الصلاة والسلام-، والثانية فترة نشر دعوة الإسلام والانطلاق بكلّ قوةٍ في سبيل ذلك، ولذلك فقد نالت غزوة بدرٍ مكانةً عظيمةً، وعظّم النبيّ -عليه الصلاة والسلام- مَن شارك فيها فقال: (لَعَلَّ اللَّهَ اطَّلَعَ إلى أهْلِ بَدْرٍ؟ فقالَ: اعْمَلُوا ما شِئْتُمْ، فقَدْ وجَبَتْ لَكُمُ الجَنَّةُ، أوْ: فقَدْ غَفَرْتُ لَكُمْ).[٥][٦]


كانت غزوة بدر أول قتالٍ ومواجهةٍ بين الحقّ والباطل، وأول فصلٍ بين مرحلة نشر العقيدة وتوحيد الله -سبحانه- والسعي لهداية الناس الودعاء لهم والخوف عليهم من أي أذى والصبر في سبيل ذلك التي استمرّت ما يقارب خمسة عشر عاماً، ومرحلة تأسيس دولة الإسلام وإقامتها وتثبيت أركانها وأساساتها وتأمين الحماية والرعاية لأفرادها ومواطنيها، بالإضافة إلى حماية دعوة الإسلام والعمل على نشرها وإزالة أي عقبةٍ تحول دون ذلك، وسلوك طرقٍ جديدةٍ لنشرها وتبليغها للناس، فوقعت غزوة بدرٍ لتبيّن قوة ومنعة المُسلمين، واستعدادهم لبذل الغالي والنفيس في سبيل إعلاء كلمة الإسلام.[٧]


نبذةٌ عن غزوة الفرقان

وقعت غزوة الفرقان أو غزوة بدر في السابع عشر من شهر رمضان المبارك من السنة الثانية للهجرة، وكان النبيّ -عليه الصلاة والسلام- قد خرج مع ثلاثمئة وبضعة عشر جندياً من المسلمين لاعتراض قافلة قريش القادمة من الشام المحمّلة بالأموال والأرزاق بقيادة أبي سفيان، إلّا أنّ أمر الله بالقتال نفذ وتلاحم الفريقان بعد أن أرسل أبو سفيان خبراً لقريش يطلب منهم العون والنُصرة، فخرجوا بألف مقاتل لملاقاة المسلمين، ورغم كثرة عددهم وعُدّتهم إلّا أنّ النصر كان من نصيب المسلمين رغم قلّة عددهم، قال -تعالى-: (وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّـهُ بِبَدْرٍ وَأَنتُمْ أَذِلَّةٌ فَاتَّقُوا اللَّـهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ).[٨][٩]


المراجع

  1. سورة الفرقان، آية:1
  2. سورة الأنفال، آية:29
  3. "تعريف ومعنى فرقان في معجم المعاني الجامع"، معجم المعاني الجامع، اطّلع عليه بتاريخ 26/7/2021. بتصرّف.
  4. سورة الأنفال، آية:41
  5. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن علي بن أبي طالب، الصفحة أو الرقم:3983، صحيح.
  6. أ. د. مصطفى مسلم (27/6/2015)، "دروس من غزوة بدر الكبرى"، الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 26/7/2021. بتصرّف.
  7. د. أمين الدميري (2/5/2017)، "معنى الفرقان"، الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 26/7/2021. بتصرّف.
  8. سورة آل عمران، آية:123
  9. سيد حسين العفاني، نداء الريان في فقه الصوم وفضل رمضان، صفحة 312. بتصرّف.