عبد الله بن عمر

هو عبد الله بن عمر بن الخطاب القرشي العدوي، يُكنّى بأبي عبد الرحمن، أمه هي زينب بنت مظعون بن حبيب الجمحية، وأخته هي أم المؤمنين حفصة، وُلد -رضي الله عنه- بعد البعثة بسنتين، أسلم مع أبيه، وكان عمره أربع سنوات، وعندما مات رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- كان عمره إحدى وعشرون سنة، روى عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- ما يقارب الألفين وست مائة وثلاثين حديثًا، عُرف بكثرة اتباعه لآثار النبي -صلّى الله عليه وسلّم- فكان ينزل منازله، ويُصلي في أي مكان كان قد صلّى فيه، ويسقي الشجر الذي جلس عنده، وكان عابداً، زاهداً، ورِعاً، منفقاً في سبيل الله، توفي وعمره ست وثمانون عاماً، في سنة أربع وسبعين للهجرة، قالت عنه أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها-: "ما رأيت أحدًا ألزم للأمر الأول من ابن عمر"،[١] كان -رضي الله عنه- يتوقى لدِينه ويحذر بشدّة في الفتوى، ولم يقبل بالخلافة رغم محبة أهل الشام له، وميلهم إليه، فكان يترك المنازعة في الخلافة، ولم يشارك أو يقاتل في الفتن.[٢]


كم عدد غزوات عبد الله بن عمر؟

رغم صغر سنّ عبد الله بن عمر -رضي الله عنه- إلا أنَّه قد شهد عديداً من المشاهد، فشهد جميع الغزوات مع رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- باستثناء غزوة بدر، وغزوة أحد، فقد استصغر رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- سِنّه حينها، يروي عن ذلك عبد الله بن عمر بنفسه يقول: "عُرِضْتُ عَلَى النَّبِىِّ -صلّى الله عليه وسلّم- يَوْمِ بَدْرٍ وَأَنَا ابْنُ ثَلاَثَ عَشْرَةَ سَنَةً فَلَمْ يُجِزْنِى فِى الْمُقَاتِلَةِ وَعُرِضْتُ عَلَيْهِ يَوْمَ أُحُدٍ وَأَنَا ابْنُ أَرْبَعَ عَشْرَةَ سَنَةً فَلَمْ يُجِزْنِى فِى الْمُقَاتِلَةِ"، فشهد بعد ذلك غزوة الخندق، وكان قد شهد بيعة الرضوان، كما شهد غزوة مؤتة واليرموك، وكذلك يوم القادسية، ويوم جلولاء، ووقائع الفرس التي وقعت ما بين القادسية وجلولاء، كما شهد بعد ذلك فتح مصر، ووصل إلى البصرة، والمدائن، وغزا أيضاً إفريقية، وغير ذلك من المشاهد والغزوات.[٣]


عبد الله بن عمر في غزوة الخندق

كانت أُولى بدايات عبد الله بن عمر مع الجهاد في غزوة الخندق، وكان عمره حينها خمس عشرة سنة، فأجازه رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- في المقاتلة، بعد أن كان منعه في بدر وأُحد.[٣]


عبد الله بن عمر في غزوة مؤتة

شهد عبد الله غزوة مؤتة، وروى وصيّة النبي -صلّى الله عليه وسلّم- للجيش قائلاً: (أَمَّرَ رَسولُ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في غَزْوَةِ مُؤْتَةَ زَيْدَ بنَ حَارِثَةَ، فَقَالَ رَسولُ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: إنْ قُتِلَ زَيْدٌ فَجَعْفَرٌ، وإنْ قُتِلَ جَعْفَرٌ فَعَبْدُ اللَّهِ بنُ رَوَاحَةَ، قَالَ عبدُ اللَّهِ: كُنْتُ فيهم في تِلكَ الغَزْوَةِ، فَالْتَمَسْنَا جَعْفَرَ بنَ أبِي طَالِبٍ، فَوَجَدْنَاهُ في القَتْلَى، ووَجَدْنَا ما في جَسَدِهِ بضْعًا وتِسْعِينَ، مِن طَعْنَةٍ ورَمْيَةٍ).[٤][٥]


المراجع

  1. الشيخ صلاح نجيب الدق (3/12/2018)، "عبدالله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنه"، شبكة الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 8/6/2021. بتصرّف.
  2. مناع القطان، تاريخ التشريع الإسلامي، صفحة 252. بتصرّف.
  3. ^ أ ب د. راغب السرجاني (1/5/2006)، "عبد الله بن عمر"، قصة الاسلام ، اطّلع عليه بتاريخ 8/6/2021. بتصرّف.
  4. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبد الله بن عمر، الصفحة أو الرقم:4261 ، حديث صحيح.
  5. د. هند بنت مصطفى شريفي (21/12/2013)، "معركة مؤتة وأثرها على المسلمين (1)"، شبكة الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 8/6/2021. بتصرّف.