غزوة أُحد
وقعت أحداث غزوة أُحد في شهر شوّال من السنة الثالثة للهجرة عند جبل أُحد إلى الشمال من المدينة المنورة؛ لذلك سُميّت بغزوة أُحد، ومن أبرز الأسباب التي لأجلها وقع القتال ثأر قريش من المسلمين بسبب انهزامها في غزوة بدر والسعي لاستعادة مكانتها وقدرها بين قبائل العرب، بالإضافة إلى تأمين طُرق التجارة إلى الشام والسيطرة عليها.[١]
كم عدد المسلمين في غزوة أحد؟
بلغ عدد المسلمين في غزوة أُحد سبعمئة مقاتل بعد وقد كانوا ألفاً قبل خروج المنافقين وانشقاقهم عن القتال مع المسلمين، وكان النبيّ -عليه الصلاة والسلام- قد قسّمهم إلى ثلاث كتائب؛ الأولى: كتيبة المهاجرين بقيادة مصعب بن عُمير، والثانية: كتيبة الأوس من الأنصار بقيادة أُسيد بن حُضير، وكتيبة الخزرج من الأنصار بقيادة الحباب بن المنذر.[٢][٣]
أهم الدروس والعِبر المستفادة من غزوة أُحد
تتعدّد الدروس والعِبر المُستفادة من غزوة أحد، يُذكر منها:[٤]
- بيان أهمية الشورى؛ فقد التزم النبيّ -عليه الصلاة والسلام- بمشورة أصحابه -رضي الله عنهم- في كلّ أمرٍ يُمكن التشاور فيه.
- اختبار حقيقة الإيمان في النفوس والقلوب، فقد انسحب زعيم المنافقين عبدالله بن أبي سلول مع ثلاثمئة من أتباعه وانشقّوا عن القتال مع النبيّ -عليه الصلاة والسلام- بعد مسيرهم من المدينة المنورة، خوفاً من القتال ورغبةً بالأمن والسلام.
- بيان أهميّة التمتّع بالقدرات العسكرية القتالية؛ فقد ظهرت براعة الرسول -عليه الصلاة والسلام- في تشكيل الجيش وتقسيمه والتخطيط للقتال بدقةٍ وتنظيمٍ.
- أهميّة الالتزام والتقيّد بأوامر القائد وعدم الحيد عنها، فقد أوصى النبيّ -عليه الصلاة والسلام- رُماة السهام الذين جعلهم على جبل أُحد بعدم النزول عنه إلّا أنّهم خالفوا أوامره رغم تأكيده عليهم ممّا كان سبباً في انقلاب أمر الغزوة من النصر إلى الهزيمة حينما رأى خالد بن الوليد وكان قائداً في صفوف المشركين حينها نزول الرُماة عن الجبل استدار إلى الجبل وقتل مَن بقي من الرُماة ورشق المسلمين بالسهام.
- الزهد في الحياة الدنيا وما فيها من ملذّاتٍ وشهواتٍ، يظهر ذلك جلّياً بنزول الرُماة عن جبل أُحد ومخالفتهم لأمر الرسول -عليه الصلاة والسلام- طمعاً منهم في غنائم وأموال قريش، قال -تعالى-: (وَلَقَدْ صَدَقَكُمُ اللَّـهُ وَعْدَهُ إِذْ تَحُسُّونَهُم بِإِذْنِهِ حَتَّىٰ إِذَا فَشِلْتُمْ وَتَنَازَعْتُمْ فِي الْأَمْرِ وَعَصَيْتُم مِّن بَعْدِ مَا أَرَاكُم مَّا تُحِبُّونَ مِنكُم مَّن يُرِيدُ الدُّنْيَا وَمِنكُم مَّن يُرِيدُ الْآخِرَةَ ثُمَّ صَرَفَكُمْ عَنْهُمْ لِيَبْتَلِيَكُمْ وَلَقَدْ عَفَا عَنكُمْ وَاللَّـهُ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ).[٥]
- ضرورة الثبات على دين الإسلام وعدم حصره بحياة النبيّ -عليه الصلاة والسلام-، فإشاعة خبر وفاة النبيّ -عليه الصلاة والسلام- بين صفوف المسلمين كانت تمهيداً لحقيقة أنّ الأنبياء والرسل -عليهم الصلاة والسلام- يموتون وأن رسالتهم مستمرةٌ من بعدهم، ورسالة الإسلام خالدةٌ بعد وفاة النبيّ -عليه السلام-، قال -تعالى-: (وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَىٰ أَعْقَابِكُمْ وَمَن يَنقَلِبْ عَلَىٰ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضُرَّ اللَّـهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللَّـهُ الشَّاكِرِينَ).[٦]
المراجع
- ↑ مجموعة من المؤلفين، التعريف بالإسلام، صفحة 234. بتصرّف.
- ↑ صفي الرحمن المباركفوري، الرحيق المختوم مع زيادات، صفحة 185. بتصرّف.
- ↑ راغب السرجاني (2010/4/17)، "غزوة أحد بداية القتال ونصر المسلمين"، قصة الإسلام، اطّلع عليه بتاريخ 15/7/2021. بتصرّف.
- ↑ رمضان البوطي، فقه السيرة النبوية مع موجز لتاريخ الخلافة الراشدة، صفحة 177-182. بتصرّف.
- ↑ سورة آل عمران، آية:152
- ↑ سورة آل عمران، آية:144