غزوة خيبر

حدثت غزوة خيبر في شهر محرم من السنة السابعة من الهجرة النبوية، بين المسلمين واليهود، وقد حدثت في منطقة خيبر التي تبعد عن المدينة المنورة مائة وثمانين كيلو متراً، والتي كان اليهود يعيشون فيها ويتحصنون بها بعد جلائهم عن المدينة، فقد كانت خيبر مليئة بالحصون والمزارع التي يصعب اختراقها، وكان سبب هذه الغزوة هو أنَّ اليهود شكلوا خطراً كبيراً على الدعوة الإسلامية، وكانوا سبباً في إثارة المشركين وتحريضهم على قتال المسلمين، وكانوا يحيكون المؤمرات المستمرة ضد المسلمين، فكان لا بدَّ من القضاء على هذا الخطر المحدق، وتلقين اليهود درساً لا ينسونه جزاء خيانتهم ومكرهم، جاء في الحديث: (أنَّ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أتَى خَيْبَرَ لَيْلًا، وكانَ إذا أتَى قَوْمًا بلَيْلٍ لَمْ يُغِرْ بهِمْ حتَّى يُصْبِحَ، فَلَمَّا أصْبَحَ خَرَجَتِ اليَهُودُ بمَساحِيهِمْ ومَكاتِلِهِمْ، فَلَمَّا رَأَوْهُ قالوا: مُحَمَّدٌ واللَّهِ، مُحَمَّدٌ والخَمِيسُ، فقالَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: خَرِبَتْ خَيْبَرُ، إنَّا إذا نَزَلْنا بساحَةِ قَوْمٍ فَساءَ صَباحُ المُنْذَرِينَ).[١][٢]


كم عدد اليهود في غزوة خيبر؟

كان عدد اليهود في غزوة خيبر هو عشرة آلاف مقاتل، وقد كان اليهود يعدون العدة لأي هجوم مفاجئ، فقد كانوا يتحصنون في حصونهم المنيعة، التي كانوا يقيمونها فوق التلال العالية، فقد كانت أرض خيبر مليئة بالمرتفعات، وكان اليهود يحيطون حصونهم بالأسوار المنيعة، ويزرعون حولها الأشجار والنخيل بهدف الاستفادة من ثمارها والتحصّن بها أيضاً عن الأعداء، فكانت هذه طريقتهم في القتال، فهم يخافون من المواجهة، ولا يقاتلون إلا من وراء الجدران والحصون، كما قال الله -تعالى-: {لَا يُقَاتِلُونَكُمْ جَمِيعًا إِلَّا فِي قُرًى مُّحَصَّنَةٍ أَوْ مِن وَرَاءِ جُدُرٍ ۚ بَأْسُهُم بَيْنَهُمْ شَدِيدٌ ۚ تَحْسَبُهُمْ جَمِيعًا وَقُلُوبُهُمْ شَتَّىٰ ۚ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَّا يَعْقِلُونَ}.[٣][٤]


كم عدد حصون اليهود في خيبر؟

كانت أرض خيبر تحتوي على ثمانية حصون كبرى، وهي:[٥]

  • حصن ناعم.
  • حصن الصعب بن معاذ.
  • حصن قلعة الزبير.
  • حصن أبي.
  • حصن النزار.
  • حصن القموص.
  • حصن الوطيح.
  • حصن السلالم.


وكانت هناك حصون أخرى لكنَّها ليست بقوة ومناعة هذه الحصون، وقد فتح المسلمون الحصون الخمسة الأولى بالقتال، والثلاثة الأخيرة بالتفاوض، وأول حصن تمَّ فتحه هو حصن ناعم وقد كان حصناً منيعاً، لم يستطع المسلمون فتحه إلا بعد عشرة أيام من القتال.[٦]


إبقاء النبي لليهود في أرضهم

عندما انتهى القتال وانتصر المسلمون على اليهود، وفُتحت كل الحصون، طلب اليهود من النبي -صلى الله عليه وسلم- ألا يُخرجهم من أرضهم، وأن يبقوا فيها عاملين له، يعملون في مزارعهم مقابل أن يعطوه نصف الإنتاج، فوافق النبي -صلى الله عليه وسلم- على ذلك، لأنَّه لم يكن لديه العدد الكافي من العمال المسلمين الذين يستطيعون العناية بتلك المزارع والأشجار، جاء في الحديث: (أَعْطَى رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ خَيْبَرَ اليَهُودَ: أَنْ يَعْمَلُوهَا ويَزْرَعُوهَا، ولَهُمْ شَطْرُ ما يَخْرُجُ منها).[٧][٦]


المراجع

  1. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أنس بن مالك ، الصفحة أو الرقم:4197، حديث صحيح.
  2. إسلام ويب (11/10/2015)، "من أحداث غزوة خيبر"، إسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 13/6/2021. بتصرّف.
  3. سورة الحشر، آية:14
  4. أحمد غلوش، السيرة النبوية والدعوة في العهد المدني، صفحة 528. بتصرّف.
  5. موسى العازمي، اللؤلؤ المكنون في سيرة النبي المأمون، صفحة 406. بتصرّف.
  6. ^ أ ب العازمي، اللؤلؤ المكنون، صفحة 428. بتصرّف.
  7. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبد الله بن عمر، الصفحة أو الرقم:2285 ، حديث صحيح.