غزوة مؤتة

غزوة مؤتة من أعظم الغزوات التي خاضها المسلمون زمن النبيّ -عليه الصلاة والسلام-، وقد وقعت في شهر جمادى الأولى من السنة الثامنة للهجرة،[١] وقد سُميّت بغزوة مؤتة نسبةً لموضع وقوعها؛ إذ التقى الفريقان في موضعٍ بالشام يُقال له: مؤتة.[٢]


لماذا وقعت غزوة مؤتة؟

يرجع السبب الرئيسي لوقوع غزوة مؤتة لقتل الحارث بن عمير الأزدي -رضي الله عنه- على يد الروم، وكان النبيّ -عليه الصلاة والسلام- قد بدأ بنشر رسالة الإسلام على أوسع نطاقٍ وإرسال الرُسل إلى الملوك والقبائل يدعوهم لاعتناق الإسلام بعد صُلح الحديبية، وقد بُعث حينها الحارث إلى أمير بُصرى وكانت تحت إمرة الروم، فقُتل على أيديهم رغم أنّ الرُسل والسفراء لا يُقتلون أبداً، إلّا أن شُرحبيل بن عمرو الغسانيّ اعترض طريقه وأوثق رباطه وقتله، ممّا استدعى من المسلمين العزم على القتال والثأر منهم، فتجهّزوا للقتال وخرجوا بثلاثة آلاف مقاتلٍ، ولم يخرج معهم النبيّ -عليه الصلاة والسلام-، وأمّر عليهم زيد بن حارثة فإن قُتل فجعفر بن أبي طالب فإن قُتل فعبدالله بن روّاحة.[٣][٤]


أهمّ أحداث ووقائع غزوة مؤتة

برزت العديد من المواقف والأحداث في غزوة مؤتة التي كانت أول مواجهةٍ وقتالٍ بين المسلمين والنصارى من العرب وغيرهم، يُذكر منها:[٥][٦]

  • انطلق الجيش الإسلامي إلى أن وصل معان ليواجهوا مئتي ألف مقاتلٍ من المشركين، وقد تشاو المسلمون فيما بينهم بعد أن علِموا عدد المشركين بطلب المزيد من المقاتلين من النبيّ -عليه الصلاة والسلام-، إلّا أنّ عبدالله بن روّاحة -رضي الله عنه- حسم الموقف بالمُضي قُدماً في القتال وعدم الركون بسبب قلّة العدد والعُدة مقارنةً بالمشركين، وخطب بالمسلمين قائلاً: (يا قوم والله إن التي تكرهون للتي خرجتم تطلبون، الشهادة، وما نقاتل الناس بعددٍ ولا قوةٍ ولا كثرةٍ، ما نقاتلهم إلّا بهذا الدين الذي أكرمنا الله به، فانطلقوا فإنّما هي إحدى الحسنيين، إمّا ظهورٌ وإمّا شهادةٌ).
  • بدأ المسلمون القتال بقيادة زيد واستشهاده طعناً بالسهام، ثمّ بقيادة جعفر واستشهاده بعد قطع يده اليُمنى ثمّ اليُسرى وقد أثابه الله -سبحانه- جناحَين في الجنّة يطير بهما ولذلك سميّ جعفر الطيّار، ثمّ بقيادة ابن روّاحة واستشهاده، ثمّ اتّفق المسلمون على قيادة خالد بن الوليد -رضي الله عنه- لهم الذي رأى أنّ الأفضل للمسلمين الانسحاب المنظّم من أرض المعركة، ثمّ اتّفق الفريقان على هدنةٍ مؤقتةٍ أعاد خالد خلالها تنظيم الجيش، وهاجم العدو فجر اليوم التالي، وقد قاتل قتالاً شديداً إذ قال: (لَقَدِ انْقَطَعَتْ في يَدِي يَومَ مُؤْتَةَ تِسْعَةُ أسْيَافٍ، فَما بَقِيَ في يَدِي إلَّا صَفِيحَةٌ يَمَانِيَةٌ)،[٧] وبذلك حقّق خالد النصر للمسلمين ولم يُلحق بهم الكثير من الخسائر، وتجدر الإشارة إلى أنّ المسلمين قد قاتلوا وأظهروا حدّاً عجيباً من الشجاعة والبسالة رغم عدم وجود النبيّ -عليه الصلاة والسلام- معهم، ممّا يدلّ على قوّة إيمانهم ويقينهم بنصر الله -سبحانه- لهم.

المراجع

  1. د. أمين بن عبدالله الشقاوي (3/11/2018)، "غزوة مؤتة (1)"، الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 27/7/2021. بتصرّف.
  2. "سبب تسمية غزوة مؤتة"، إسلام ويب، 27/4/2010، اطّلع عليه بتاريخ 27/7/2021. بتصرّف.
  3. رمضان البوطي، فقه السيرة النبوية مع موجز لتاريخ الخلافة الراشدة، صفحة 258. بتصرّف.
  4. محمد علي أحمد (2/11/2010)، "في رحاب غزوة مؤتة"، الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 27/7/2021. بتصرّف.
  5. "معركة مؤتة"، إسلام ويب، 5/11/2009، اطّلع عليه بتاريخ 27/7/2021. بتصرّف.
  6. د. أمين بن عبدالله الشقاوي (3/11/2018)، "غزوة مؤتة (1)"، الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 27/7/2021. بتصرّف.
  7. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن قيس بن أبي حازم، الصفحة أو الرقم:4265، صحيح.