غزوة بدر

وقعت غزوة بدر في السنة الثانية من هجرة المسلمين إلى المدينة المنورة بعد أَذِن الله -تعالى- للمسلمين بالقتال بقوله: (أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّـهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ*الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيَارِهِم بِغَيْرِ حَقٍّ إِلَّا أَن يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّـهُ)،[١] وكان الإذن بالقتال حمايةً للدولة الإسلامية في المدينة وحماية مَن فيها من المسلمين.[٢]


لماذا وقعت غزوة بدر؟

يكمُن سبب وقوع غزوة بدرٍ بوصول خبر قدوم قافلةٍ محمّلةٍ لقريش من الشام بقيادة أبي سفيان للنبيّ -عليه الصلاة والسلام-، فأراد أن يعترض طريقها ويُفجع قريش بخسارتها لأموالها وتجارتها ويشفي صدور المسلمين وينتقم لهم من قريش بسبب ما ألحقت بهم من أذى وهو في مكة بسبب إسلامهم واتّباعم دين محمدٍ -عليه الصلاة والسلام-، فخرج -صلّى الله عليه وسلّم- لاعتراض طريق القافلة مع ثلاثمئة وثلاثة عشر رجلاً، ووصل خبر خروجهم لأبي سفيان الذي أرسل بدوره إلى قريش يطلب منهم العون والنُصرة، ففزعوا له مع زعمائهم ووجهائهم.[٣][٤]


أهمّ أحداث غزوة بدر

برزت العديد من الأحداث المهمة في غزوة بدرٍ يُذكر منها:[٥]

  • سار النبيّ -عليه الصلاة والسلام- مع جيش المسلمين باتجاه منطقة بدر وكان قد بعث بسيس بن عمر الجهنيّ وعدي بن أبي الزغباء إليها قبل وصوله يلتمسان الأخبار والأحوال.
  • تحرّكت قبيلة قريش من مكّة باتجاه بدرٍ لمحاربة محمدٍ ومَن معه، وقد عَلِموا بنجاة قافلتهم مع أبي سفيان وهمّوا بالرجوع إلى مكّة إلّا أنّ أبا جهل أصرّ على القتال وملاقاة جيش المسلمين، وقال لقومه يحرّضهم على القتال: (والله لا نرجع حتى نَرِدَ بدراً، فنقيم بها ثلاثاً فننحر الجزور، ونُطعم الطعام، ونسقي الخمر، وتعزف لنا القيان، وتسمع بنا العرب وبمسيرنا وجمعنا، فلا يزالون يهابوننا أبداً).
  • استشار النبيّ -عليه الصلاة والسلام- الصحابة -رضي الله عنهم- بملاقاة المشركين بعد عِلمه بإصرارهم على القتال، وأشاروا عليه بقتالهم ومواجهتهم.
  • بدأ القتال بين الفريقين بالمبارزة بين كلٍّ من عُبيدة بن الحارث وعُتبة بن ربيعة، وبين حمزة بن عبدالمطلب وشيبة بن ربيعة، وبين علي بن أبي طالب والوليد بن عتبة، فقُتل كلٌّ من عُتبة وشيبة والوليد وجميعهم من المشركين.
  • غَضِب المشركون بقتل ثلاثةٍ من فرسانهم، فكرّوا على المسلمين جميعهم وحَمِي الوطيس بين الفريقين، وكان النبيّ -عليه الصلاة والسلام- حينها يُناجي ربّه ويسأله النصر للمسلمين.
  • انتهى القتال بين الفريقين بنصر الله للمسلمين، وإلحاق الخسائر الفادحة بالمشركين ممّا استدعاهم للفرار والهروب من أرض المعركة، وقد قُتل منهم سبعون، وأُخذ سبعون آخرون أسرى لدى المسلمين، واستُشهد من المسلمين أربعة عشر رجلاً، فقد كتب الله النصر للمسلمين رغم قلّة عددهم وعُدتهم مقارنةً مع الطرف الآخر، قال -عزّ وجلّ-: (وَاذكُروا إِذ أَنتُم قَليلٌ مُستَضعَفونَ فِي الأَرضِ تَخافونَ أَن يَتَخَطَّفَكُمُ النّاسُ فَآواكُم وَأَيَّدَكُم بِنَصرِهِ وَرَزَقَكُم مِنَ الطَّيِّباتِ لَعَلَّكُم تَشكُرونَ).[٦]


المراجع

  1. سورة الحج، آية:39-40
  2. د. محمد أكجيم، "غزوة بدر الكبرى"، الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 26/7/2021. بتصرّف.
  3. محمد أحمد باشميل، موسوعة الغزوات الكبرى، صفحة 118-119. بتصرّف.
  4. محمد الطيب النجار، القول المبين في سيرة سيد المرسلين، صفحة 223. بتصرّف.
  5. صفي الرحمن المباركفوري، الرحيق المختوم، صفحة 184-210. بتصرّف.
  6. سورة الأنفال، آية:26