كم عدد المسلمين في غزوة حنين؟

بعد الانهيار السريع الذي أصاب مشركي قريش، والنصر الذي حققه الإسلام بينهم، أصاب كفار قريش معادة للمسلمين، وأصبح بعضهم يتكبر على الإسلام، فأخذوا يرتبون لغزو المسلمين، فعلِم بذلك رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-، فخرج وهو يقود جيشًا من المسلمين بلغ عدده اثنا عشر ألف رجل، وكان قد ترك الصحابي عتاب بن أسيد بن أبي العيص ليتولى أمر مكة، وأبقى معه معاذ بن جبل -رضي الله عنه- ليُعلِّم الناس أمور دينهم من فقه وسنن، ويدارسهم القرآن الكريم وما شرع في الإسلام من أحكام،[١] فيقول أنس -رضي الله عنه- في ذلك: "لما كان يوم حنين أقبلت هوازان وغطفان بذراريهم ونعمهم، ومع النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- يومئذٍ عشرةُ آلافٍ، ومعه الطلقاء الذين أطلقهم النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- بعد فتح مكة وخلى سبيلهم- وهم ألفان".[٢]


أحداث غزوة حنين

علِم الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- باجتماع القبائل واستعدادهم لغزو المسلمين تحت راية مالك بن عوف، وذلك في اليوم السابع من شهر شوال، من السنة الثامنة من الهجرة، فبدأ -عليه الصلاة والسلام- يُجهز جيش المسلمين للتصدّي لهم، فعقد الألوية والرايات قبل الفجر، ووزّعها على الناس، واتجهوا بعدها إلى وادي حنين موقع المعركة، وما كان يعلم أحد من المسلمين ماذا ينتظرهم، فما وصلوا الوادي حتى بدأت النبال تمطر عليهم من كل صوب، وبدأ المشركون بحشد جيوشهم والهجوم على المسلمين، فتراجع المسلمون منهزمين، فلم يبقَ مع النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- إلّا القليل من المهاجرين والأنصار، حتى أخذ رسول الله حصيات، فرمى وجوه الكفار بهنّ، ثمّ قال: (انهزموا وربّ محمد)، يروي العباس -رضي الله عنه- ذلك فيقول: (فذهبت أنظر فإذا القتال على هيئته فِيما أرى، قال: فوالله، ما هو إلّا أن رماهم حصيَاته، فما زلت أرى حدَّهم كلِيلًا، وأمرهم مدبراُ، حتَّى هَزَمَهُمُ اللَّه).[٣][٤]


نتيجة غزوة حنين

انتصر المسلمون انتصاراً كبيراً في غزوة حنين، وغنموا الغنائم الكثيرة، ولزمت تقسيم هذه الغنائم حكمة رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-، حيث اختصّ مسلمو فتح مكة بالغنائم أكثر من غيرهم، فلم يأخذ بعين الاعتبار في ذلك التساوي بين المقاتلين من المسلمين، وهذا دليل على أنَّ إمام المسلمين يتصرف بالغنائم على ما تقتضيه المصلحة العامة للأمة، ففي فعل رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- الدروس والعبر الكثيرة، فمن هذه الغزوة يُستنبط أنَّ السبب الأول لمشروعية الجهاد هو دعوة الناس إلى الإسلام وهدايتهم وإرشادهم، ولم تكن دوافع الغزوات اقتصادية مثلًا، أو لتحصيل مكاسب سياسية، فكان ذلك جليّاً بتعامل النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- مع مالك بن عوف حينما أخبره -عليه الصلاة والسلام- أنّه إن أتى مسلمًا ردَّ عليه أهله وماله، وأعطاه مائة من الإبل، حتى جاء مسرعاً إلى رسول الله، فردّ عليه أهله وماله، وأعطاه مائة من الأبل، وأسلم فحسن إسلامه.[٥]


المراجع

  1. أحمد أحمد غلوش، كتاب السيرة النبوية والدعوة في العهد المدني، صفحة 596. بتصرّف.
  2. صالح بن طه عبد الواحد، كتاب سبل السلام من صحيح سيرة خير الأنام عليه الصلاة والسلام، صفحة 512-513.
  3. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن العباس بن عبدالمطلب، الصفحة أو الرقم:1775، حديث صحيح.
  4. "غزوة حنين .. تداعياتها ونتائجها"، قصة الإسلام، 4/7/2012، اطّلع عليه بتاريخ 15/6/2021. بتصرّف.
  5. "غزوة حنين تداعياتها ونتائجها"، إسلام ويب، 31/3/2004، اطّلع عليه بتاريخ 15/6/2021. بتصرّف.