اهتم الرسول -صلى الله عليه وسلم- بالخيل، وبين أن فيها الكثير من الخير، كيف لا وقد اعتُمِد الخيل للجهاد في سبيل الله سبحانه وتعالى، ولذلك بين الرسول صلى الله عليه وسلم أفضال الخيل ومراتبها، وقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم في ذلك: "الخَيْلُ مَعْقُودٌ في نَواصِيها الخَيْرُ"،[١] وفي مقالنا هذا سنتعرف على الخيل الذي وصفه الرسول صلى الله عليه وسلم، وترتيب الخيول من حيث الأفضلية.


الفرس الذي وصفه الرسول

أشرنا إلى أن الرسول -عليه السلام- اهتم بالخيل لأهميته في الجهاد، وقد وصف النبي صلى الله عليه وسلم لنا أفضل الخيول، إذ قال صلى الله عليه وسلم: "خيرُ الخيلِ الأدهَمُ الأقرَحُ الأرثَمُ، ثمَّ الأقرَحُ المُحجَّلُ طَلقُ اليمينِ، فإن لم يَكُن أدهَمُ فكُمَيْتٌ علَى هذِهِ الشِّيَةِ"،[٢] وفي هذا الحديث النبوي الشريف ذكر لأفضل خيول الجهاد بالترتيب مع عرض صفاتها، ويمكننا شرح ذلك حسب قول النبي صلى الله عليه وسلم على النحو الآتي:[٣][٤]

  • الخيل الأدهم الأقرح الأرثم: أي الخيل أسود اللون، مع بياض في وجهه، وبياض في شفته العليا؛ إذ إن الأدهم تعني الأسود، والأقرح تعني الخيل الذي يوجد في وجهه بياض، والأرثم تعني الخيل الذي عنده بياض في شفته العليا وقيل في شفته العليا مع أنفه.
  • الخيل الأقرح المحجل طلق اليمين: وهو الخيل الذي في وجهه بياض، وفي قوائمه بياض، عدا عن قوائمه في الجهة اليمنى إذ لا بياض فيها؛ إذ إن الأقرح تعني الخيل مع بياض في وجهه، والمحجل تعني الخيل الذي يوجد بياض في قوائمه، وطلق اليمين تعني أن قوائمه في الجهة اليمنى خالية من البياض.
  • الخيل الكُميت: وهو الخيل الذي يتراوح لونه بين السواد والحمرة، وقد بين صلى الله عليه وسلم أنه في حال لم يكن الخيل أدهم أي أسود، فيكون لونه بين السواد والحمرة.


الخيل في القرآن الكريم

لقد ذكر الخيل في مواضع كثيرة في القرآن الكريم، ومن هذه المواضع ما يلي:

  • "زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالْأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الْمَآَبِ"،[٥] وقد ذكر الخيل في هذه الآية ضمن المتاع والزينة التي يحبها الإنسان.
  • "وَالْخَيْلَ وَالْبِغَالَ وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوهَا وَزِينَةً وَيَخْلُقُ مَا لَا تَعْلَمُونَ"،[٦] وهذه الآية تبين أحد استخدامات الخيل الأساسية وهي الركوب.


منزلة الخيل ومكانتها

تأخذ الخيل منزلة عظيمة واهتمامًا كبيرًا في نفوس من يقتنيها، خصوصًا الخيول العربية الأصيلة، فهذه الخيول العربية الأصيلة تمتاز عن غيرها من الخيول بالشجاعة والشهامة، كما أنها تتصف بالوفاء لمن يمتلكها، لدرجة أنها لا تفارق صاحبها إذا وقع عنها، ومن الضروري الإشارة إلى مشاركة الخيول في القتال مع أصحابها خلال المعارك والحروب، وهذا ما يجعلها أكثر قربًا من نفوس أصحابها.[٧]


المراجع

  1. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم:3645، صحيح.
  2. رواه الألباني، في صحيح الترمذي، عن أبو قتادة، الصفحة أو الرقم:1696، صحيح.
  3. " الموسوعة الحديثية"، الدرر السنية. بتصرّف.
  4. "وصف خيل النبي صلى الله عليه وسلم"، الألوكة الشرعية. بتصرّف.
  5. سورة ال عمران، آية:14
  6. سورة النحل، آية:8
  7. " الخيل في الإسلام"، الألوكة. بتصرّف.