غزوات الرسول

اهتمّ الرسول -عليه الصلاة والسلام- بعد هجرته إلى المدينة المنورة بالمؤاخاة بين المهاجرين والأنصار، وعقد التحالفات والمعاهدات مع سكان المدينة المنورة ومَن حولها من القبائل، ثمّ أَذِن الله -تعالى- للمسلمين بشنّ الغزوات بعد توعّد مشركي قريش للمسلمين والتعرّض لهم والعمل على إرباكهم والسعي للنيل منهم، فقال الله -تعالى-: (أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّـهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ*الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيَارِهِم بِغَيْرِ حَقٍّ إِلَّا أَن يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّـهُ...)،[١] فبدأ النبيّ -عليه الصلاة والسلام- بإرسال السرايا للاستكشاف والاطّلاع، ثمّ بدأت الغزوات بالفعل في السنة الثانية للهجرة بعد تسيير سرية عبدالله بن جحش -رضي الله عنه- إلى منطقة نخلة.[٢]


أول غزوةٍ للرسول

غزوة ودان أو ما تسمّى بغزوة الأبواء هي أول غزوةٍ غزاها النبيّ -عليه الصلاة والسلام-، وقد وقعت في شهر صفر من السنة الثانية للهجرة، وبلغ عدد المسلمين فيها سبعون من المهاجرين خاصةً دون الأنصار بقيادة النبيّ -عليه الصلاة والسلام- بعد أن استخلف على المدينة المنورة سعد بن عبادة -رضي الله عنه-، وقد خرج بنيّة اعتراض قافلةٍ لقريش إلى أن وصل إلى منطقةٍ تسمّى ودان وقد سُميّت الغزوة باسمها، إلّا أنّه لم يقع أي قتالٍ بين الفريقَين، وتحالف النبيّ -عليه الصلاة والسلام- حينها مع عمرو بن مخشي الضمري سيد بني ضمرة، ينصّ التحالف على: (هذا كتاب من محمد رسول الله لنبي ضمرة، فإنهم آمنون على أموالهم وأنفسهم، وإن لهم النصر على من رامهم إلا أن يحاربوا دين الله، ما بل بحر صوفة، وإن النبي إذا دعاهم لنصره أجابوه).[٣]


أهداف وغايات غزوات الرسول

خاض الرسول -عليه الصلاة والسلام- الغزوات تحقيقاً للعديد من الأهداف والغايات التي يُذكر منها:[٤]

  • تنفيذ أمر الله -تعالى- القائل في كتابه: (أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّـهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ*الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيَارِهِم بِغَيْرِ حَقٍّ إِلَّا أَن يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّـهُ وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّـهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّـهِ كَثِيرًا وَلَيَنصُرَنَّ اللَّـهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّـهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ).[٥]
  • العمل على رفع الظلم والذلّ الذي ألحقته قريش بالمسلمين قبل هجرتهم إلى المدينة المنورة وإقامة دولةٍ لهم فيها.
  • الدعوة إلى توحيد الله -تعالى- ونشر دعوة الإسلام.
  • حماية رسالة الإسلام ممّا أُلحق بها من أذى ممّن عاداها وحاربها، والعمل على تبليغها لجميع الناس في مختلف الأقطار.
  • إضعاف قوة قريش الاقتصادية التي سخّرتها في سبيل النيل من المسلمين ومن رسالة الإسلام عن طريق اعتراض قوافلها التجارية التي تعدّ المصدر الأساسي لاقتصادها.
  • عقد التحالفات السياسية والتجارية مع مختلف القبائل العربية في سبيل حماية المسلمين وإظهار قوتهم.
  • تجهيزٍ جيشٍ للمسلمين ورفه إمكانياته للقتال في أي لحظةٍ ووقتٍ، ممّا يُساهم في إضعاف قوة أعدائهم من النيل منهم.

المراجع

  1. سورة الحج، آية:39-40
  2. "الوقت الذي أمر فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم بالقتال"، إسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 15/7/2021. بتصرّف.
  3. راغب السرجاني (2014/12/7)، "غزوات الرسول صلى الله عليه وسلم"، قصة الإسلام، اطّلع عليه بتاريخ 15/7/2021. بتصرّف.
  4. محمد بن صامل السلمي، كتاب صحيح الأثر وجميل العبر من سيرة خير البشر، صفحة 189-190. بتصرّف.
  5. سورة الحج، آية:39-40