أهمية شهر رمضان في الإسلام

يتميّز شهر رمضان المبارك بالعديد من الخصائص والميزات؛ منها: شهر نزول القرآن، فقد قال -تعالى-: (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ)،[١] كما أنّه شهر تكفير الذنوب والسيئات، قال -عليه الصلاة والسلام-: (الصَّلَوَاتُ الخَمْسُ، وَالْجُمْعَةُ إلى الجُمْعَةِ، وَرَمَضَانُ إلى رَمَضَانَ، مُكَفِّرَاتٌ ما بيْنَهُنَّ إِذَا اجْتَنَبَ الكَبَائِرَ)،[٢] ويتميّز أيضاً شهر رمضان المبارك بأنّه شهر القال والغزوات، فقد خاض المسلمون فيه زمن النبيّ -عليه الصلاة والسلام- عدّة غزواتٍ ذكرها في المقال.[٣]


ما الغزوات التي حدثت في رمضان؟

وقعت بعض الغزوات في شهر رمضان زمن النبيّ -عليه الصلاة والسلام-، وهنّ: غزوة بدر، وفتح مكّة، والعودة من غزوة تبوك، وفيما يأتي تفصيل وذكر بعض الأخبار والأحوال:[٣]


غزوة بدر

وقعت غزوة بدر في السابع عشر من شهر رمضان من السنة الثانية للهجرة، وكانت أول غزوةٍ بين المسلمين والمشركين، وسُميّت بغزوة الفرقان؛ لأنّها فرّقت وفصلت بين الحقّ والباطل، وقد وقعت بعد أن خرج النبيّ -عليه الصلاة والسلام- لاعتراض قافلةٍ لقريش إلّا أنّ الفريقان تلاقا ووقع القتال بينهما، وأراد الله تحقيق النصر والعزّة للمسلمين، وقد اتّبع النبيّ -عليه الصلاة والسلام- أسلوب إضعاف القوة الاقتصادية والسياسية لقريش باعتراض قوافلها التجارية إلى الشام التي تعدّ بمثابة شريان الحياة لها، وكان يستعين بإرسال بعض الرجال لتحسّس أخبار القوافل ومعرفة وقت مسيرها وموضعها، وقد ضرب المسلمون أروع الأمثلة في القتال والجهاد في غزوة بدر، وانتهت بنصرهم الساحق على المشركين بقتل سبعين منهم وأَسْر سبعين آخرين.[٤]


فتح مكّة

خرج النبيّ -عليه الصلاة والسلام- لفتح مكّة في العاشر من شهر رمضان من السنة الثامنة للهجرة، وتمّ فتحها بعد مضي تسع عشرة ليلة من رمضان،[٣] فقد خرج النبيّ -عليه الصلاة والسلام- لفتحها مع عشرة آلافٍ من الصحابة -رضي الله عنهم-، وقد أقاموا في مكة المكرمة تسعة عشر يوماً ينشر تعاليم الإسلام وأوامر ويبيّنها، وكان قد دخلها متواضعاً متذلّلاً لله -سبحانه-، مطأطأً رأسه، ثمّ دخل إلى المسجد الحرام، ثمّ توجّه إلى الحجر الأسود فاستلمه وقبّله، ثمّ طاف بالكعبة المشرّفة وهدم الأصنام من حولها وهو يردّد قول الله -تعالى-: (وَقُل جاءَ الحَقُّ وَزَهَقَ الباطِلُ إِنَّ الباطِلَ كانَ زَهوقًا)،[٥] وقوله: (قُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَمَا يُبْدِئُ الْبَاطِلُ وَمَا يُعِيدُ)،[٦] ثمّ دخل الكعبة وصلّى فيها، ثمّ خرج وخطب بقريش وختم الخطبة بقوله: (اذهبوا فأنتم الطلقاء).[٧]


العودة من غزوة تبوك

بدأت وقائع غزوة تبوك في شهر رجب من السنة التاسعة للهجرة واستغرقت خمسين يوماً،[٣] إذ عارد النبيّ -عليه الصلاة والسلام- إلى المدينة في السادس والعشرين من شهر رمضان،[٨] وكان -عليه السلام- قد تعرّض لمحاولة قتلٍ على يد المنافقين من المسلمين، وكان معه حينها حذيفة بن اليمان وعمار بن ياسر ودافعا عنه.[٩]


المراجع

  1. سورة البقرة، آية:185
  2. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:233، صحيح.
  3. ^ أ ب ت ث محمد صالح المنجد (19/8/2009)، "غزوات وأحداث في رمضان"، إسلام سؤال وجواب، اطّلع عليه بتاريخ 26/7/2021. بتصرّف.
  4. د. راغب السرجاني (2011/1/12)، "غزوة بدر... يوم الفرقان"، قصة الإسلام، اطّلع عليه بتاريخ 26/7/2021. بتصرّف.
  5. سورة الإسراء، آية:81
  6. سورة سبأ، آية:49
  7. د. مراد باخريصة (13/8/2012)، "قصة فتح مكة"، الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 26/7/2021. بتصرّف.
  8. د. راغب السرجاني (2010/4/17)، "وقفات مع غزوة تبوك"، قصة الإسلام، اطّلع عليه بتاريخ 26/7/2021. بتصرّف.
  9. د. راغب السرجاني (2010/4/17)، "وقفات مع غزوة تبوك"، قصة الإسلام، اطّلع عليه بتاريخ 26/7/2021. بتصرّف.