غزوة حنين

حدثت غزوة حُنين في شهر شوال من العام الثامن للهجرة النبوية، بعد فتح مكة،[١] وكانت أثراً من آثار الفتح، فبعد أن خضعت قريش واستسلمت للنبي -صلى الله عليه وسلم- ودخل الناس في الإسلام، رفضت بعض القبائل الخضوع والاستسلام، وأصابها الغيظ من انتصار المسلمين، وقررت مباغتة النبي -صلى الله عليه وسلم- بالحرب، وعلى رأس هذه القبائل هوازن وثقيف، وقد سميت غزوة حنين بهذا الاسم نسبة إلى مكان المعركة في وادي حنين بين مكة والمدينة، وقد حدث في بداية هذه الغزوة انهزام للمسلمين بسبب إعجابهم بكثرة عددهم وتركهم التوكل على الله، قال -تعالى-: {لَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ فِي مَوَاطِنَ كَثِيرَةٍ ۙ وَيَوْمَ حُنَيْنٍ ۙ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنكُمْ شَيْئًا وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُم مُّدْبِرِينَ}،[٢] وكان النصر النهائي فيها للمسلمين، بعد ثباتهم وبطولتهم، وقد كانت هذه الغزوة آخر حروب النبي -صلى الله عليه وسلم- مع المشركين في الجزيرة العربية، فلم تقم لهم بعد ذلك قائمة.[٣]


كم عدد المقاتلين في غزوة حنين؟

كان عدد المقاتلين بالمجموع هو اثنان وثلاثون مقاتلًا؛ اثنا عشر منهم من المسلمين وعشرون منهم من المشركين، وفي الآتي تفصيل لذلك:


جيش المسلمين

كان عدد المقاتلين في جيش المسلمين في غزوة حنين هو اثنا عشر ألف مقاتل، فكان عشرة آلاف منهم من المهاجرين والأنصار، وألفان من مسلمي مكة بعد الفتح، وقد كلَّف النبي -صلى الله عليه وسلم- كلاً من علي بن أبي طالب وسعد بن أبي وقاص وعمر بن الخطاب بحمل رايات المهاجرين، وكلّف الحباب بن المنذر وسعد بن عبادة وأسيد بن حضير بحمل رايات الأنصار، وكانت رايات المهاجرين ملونة باللونين الأبيض والأسود، ورايات الأنصار بالأحمر والأخضر، وكان الفرسان من بني سُليم، وكان قائدهم هو خالد بن الوليد، وكان النبي -صلى الله عليه وسلم- يرتدي درعين والمغفر والبيضة، ويركب على بغلته البيضاء، وقام بتعبئة الصفوف وتشجيع المسلمين على القتال وتبشيرهم بالنصر إذا أخلصوا وصبروا وتوكلوا على الله، وقد اغترَّ المسلمون بعددهم الكبير في ذلك اليوم، فكان سبباً في انهزامهم وفرارهم في بداية القتال عندما فاجأهم المشركون بالهجوم.[٤]


جيش المشركين

كان عدد المقاتلين في جيش المشركين هو عشرون ألف مقاتل، وذلك بسبب حشد المشركين لعدد من القبائل العربية التي تحالفت مع بعضها البعض لتوجيه ضربة استباقية للمسلمين، خوفاً من أن يصيبهم مثل ما أصاب قريش حسب ظنهم، فقد كانت القبائل المشاركة في هذه المعركة هي هوازن وثقيف ونصر وسعد بن بكر وبني هلال وبني جشم، وكان قائد جيش المشركين هو مالك بن عوف النصري، وقد عسّكر المشركون قبل المعركة في وادي أوطاس على مقربة من وادي حنين، وقد أمر مالك بخروج النساء والأطفال والبهائم مع الجيش من أجل تحريض المشركين على القتال بشراسة، والاستماتة في الدفاع عن نسائهم وأطفالهم إذا رأوهم يقفون من ورائهم، وقد جعل مالك الفرسان يصطفون في المقدمة ومن خلفهم المقاتلون ومن خلفهم النساء والأطفال ثمَّ الأنعام والبهائم.[٥]


المراجع

  1. راغب السرجاني (4/7/2012)، "غزوة حنين .. تداعياتها ونتائجها"، قصة الإسلام، اطّلع عليه بتاريخ 17/6/2021. بتصرّف.
  2. سورة التوبة، آية:25
  3. د. هند شريفي (22/3/2014)، "غزوة حنين ووقوف هوازن وثقيف في وجه المسلمين"، الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 15/6/2021. بتصرّف.
  4. أحمد غلوش، السيرة النبوية والدعوة في العهد المدني، صفحة 597. بتصرّف.
  5. موسى العازمي، اللؤلؤ المكنون في سيرة النبي المأمون، صفحة 108. بتصرّف.