من هي أكبر بنات الرسول؟

رزق الله -سبحانه- نبيّه الكريم بأربع بنات من زوجته خديجة -رضي الله عنها-؛ وقد كانت أكبرهنّ زينب -رضي الله عنها-، ثم كان بعدها رقية ثم أم كلثوم، ثم فاطمة -رضي الله عنهنّ جميعاً-، أمّا ترتيب جميع أبناء النبي -صلى الله عليه وسلم- فكانوا كما ذكر أهل السير والتراجم: القاسم، ثم زينب، ثم رُقَيَّة، ثم عبد الله، ثم أمُّ كُلثوم، ثم فاطمة، ثم إبراهيم، وقيل: أكبرهم زينب، ثم القاسم.[١]


وقد كنّ من أوائل من أسلم؛ حيث ذكر عدد من المؤلفين أنّ النبي -صلى الله عليه وسلم- لمّا بُعث كانت ابنته زينب تبلغ من العمر عشر سنوات، فأسلمت هي وأخواتها مع أمهنّ خديجة -رضي الله عنهنّ-، وصدقنّ بنبوة والدهنّ خير البشر -صلى الله عليه وسلم- وآمنَّ بدينه، وعشْنَ على الإسلام،[٢] وقد توفيت بنات الرسول في حياته، باستثناء فاطمة -رضي الله عنها- فقد توفيت بعده.[٣]


ونعرض فيما يأتي على -نحوٍ مختصر- لمحات تعريفيّة ببنات النبي -صلى الله عليه وسلم-:


زينب بنت الرسول

زينب بنت الرسول -صلى الله عليه وسلم- أكبر بناته، وأول من تزوج منهن، وُلِدت قبل البعثة بمدة، وتوفيت سنة ثمان من الهجرة؛ وقد تزوجت بأبي العاص القاسم بن الربيع، وأنجبت له ولداً أسمته علياً وقد توفي، كما أنجبت له أمامة، التي تزوّجها علي بن أبي طالب بعد وفاة فاطمة -رضي الله عنهم جميعاً-، ثم مات عنها، ولم تلد له، ثم تزوجها المغيرة بن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب، فماتت عنده ولم تلد له.[٤]


وتذكر المصادر التاريخيّة أنّ أبا العاص زوج زينب -رضي الله عنها- وصهر النبي -صلى الله عليه وسلم-، كان ممن شهد بدراً مع المشركين، فوقع في يد المسلمين مع الأسرى الذين تمّ أخذهم للفداء، فأرسلت زينب -رضي الله عنها- لأخيه عمرو بن الربيع ليفتديه من المسلمين، وقد كان من ضمن ما أعطته للفداء قلادة لأمّها خديجة بنت خويلد -رضي الله عنها-، كانت هديتها لزينب حين بنى عليها زوجها.[٥]


ولمّا علم النبي -صلى الله عليه وسلم- بذلك؛ خيّر أصحابه بين فداء أبي العاص وردّ قلادة خديجة -رضي الله عنها- إلى زينب، أو أن يأخذوها مقابل فدائه؛ فقبل الصحابة فداء أبي العاص دون مقابل كرامةً للنبي -صلى الله عليه وسلم-، وكرامةً لما كان من فعل أبي العاص؛ حيث كان مواخياً مصافياً للنبي -صلى الله عليه وسلم-.[٥]


رقية بنت الرسول

رقية بنت الرسول -صلى الله عليه وسلم- تزوّجها عثمان بن عفان -رضي الله عنه- قيل قبل الإسلام، ثم هاجرت معه إلى الحبشة -رضي الله عنها-، ولم يكن لها زوج غيره؛ وقد ولدت له عبد الله الذي كان به يُكنى، ثم توفي صغيراً، وقد كانت رقية بنت الرسول مخطوبة لعتبة بن أبي لهب لكنّه لم يبنِ بها؛ فقد طلقها عندما نزلت سورة المسد التي توعّدت أبا لهب وزوجته.[٦]


وتوفيت رقية يوم أن جاء زيد بن حارثة بشيراً بفتح بدر، وعثمان بن عفان واقف على قبرها يدفنها، فلم يكن ممن شهد بدر بسبب مرض زوجته رقية بنت الرسول -رضي الله عنهم جميعاً-، وقد ضرب له النبي -صلى الله عليه وسلم- بسهم من غنيمتها.[٦]


أم كلثوم بنت الرسول

تزوجت أم كلثوم -رضي الله عنها- أولاً بابن أبي لهب عتيبة، لكنّه كذلك لم يبنِ بها، وفارقها بعد ما كان من شأن أبيه وأمه، وقد هاجرت إلى المدينة المنورة في الهجرة النبوية مع عيال النبي -صلى الله عليه وسلم- وبناته، فلمّا توفيت أختها رقية تزوجها عثمان بن عفان سنة ثلاث للهجرة، ولم يُنجب منها، وتوفيت عنده سنة تسع للهجرة.[٧]


فاطمة بنت الرسول

تزوجت فاطمة بنت النبي -صلى الله عليه وسلم- من ابن عمّ أبيها علي بن أبي طالب -رضي الله عنه-؛ فولدت له حسناً وحسيناً ومحسناً -وقد توفي صغيراً-؛ كما ولدت له رقية وزينب وأم كلثوم؛ فماتت رقية قبل أن تبلغ؛ وقد تزوّج بزينب عبد الله بن جعفر فماتت عنده، وقد أنجبت له علي بن عبد الله بن جعفر، وتزوج أم كلثوم عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-، فأنجبت له زيد بن عمر، ثم خلف عليها عون بن جعفر.[٨]


وقد توفيت فاطمة بعد وفاة النبي -صلى الله عليه وسلم- بستة أشهر؛ وقد بشّرها النبي -صلى الله عليه وسلم- بذلك، وقد كانت تبلغ من العمر سبع وعشرين سنة، وقيل ثمان وعشرون.[٩]

المراجع

  1. ابن الأثير، أبو السعادات، جامع الأصول، صفحة 108، جزء 12. بتصرّف.
  2. إبراهيم بن عبد الله المديهش، فاطمة بنت النبي صلى الله عليه وسلم سيرتها، فضائلها، مسندها رضي الله عنها، صفحة 138-139، جزء 1. بتصرّف.
  3. موسى بن راشد العازمي، اللؤلؤ المكنون في سيرة النبي المأمون، صفحة 132، جزء 1. بتصرّف.
  4. ابن حزم، جوامع السيرة، صفحة 39. بتصرّف.
  5. ^ أ ب ابن عبد البر، الاستيعاب في معرفة الأصحاب، صفحة 1701-1702، جزء 4. بتصرّف.
  6. ^ أ ب الطبري، محب الدين، خلاصة سير سيد البشر، صفحة 140. بتصرّف.
  7. ابن حجر العسقلاني، الإصابة في تمييز الصحابة، صفحة 460، جزء 8. بتصرّف.
  8. الطبري، محب الدين، خلاصة سير سيد البشر، صفحة 139. بتصرّف.
  9. موسى بن راشد العازمي، اللؤلؤ المكنون في سيرة النبي المأمون، صفحة 519-520، جزء 2. بتصرّف.