كم عدد غزوات خالد بن الوليد؟

خالد بن الوليد

اسمه خالد بن الوليد بن المغيرة بن عبد الله بن عمرو بن مخزوم، يكنّى أبو سليمان، وقيل: أبو الوليد، كان من أشراف قريش، أمه هي لبابة الصغرى بنت الحارث بن حزن الهلالية، كان خالد -رضي الله عنه- بطلاً مشهوراً، وفارساً مأثوراً، صاحب غزوات كثيرة، وفتوحات عظيمة، فقد كان أشهر الفاتحين في الإسلام، لقبه رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- بسيف الله،^[١] أسلم متأخِّراً في السنة الثامنة للهجرة، وكان ذلك بعد صلح الحديبية قبيل فتح مكة، بعد علمه بأنَّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- قد سأل عنه أخاه الوليد عندما دخل مكة ليؤدي عمرة القضاء ولم يره، فشعر بالتقدير، وأصابه سرورٌ عظيم، ورغب في دخول الإسلام،^[٢] فقد كان -رضي الله عنه- مُحبّاً للجهاد حباً عظيماً، وكان دافع حبّه للجهاد هو نصرةُ دين الله، وإرغام الكفر والطغيان، فنسي مشاغل الدنيا وانشغل بالجهاد عن كل ما سواه،^[٣]تُوُفِّيَ في حمص في الثامن عشر من رمضان في العام الحادي والعشرين من الهجرة.^[٤]

كم عدد غزوات خالد بن الوليد؟

شهد خالد -رضي الله عنه- ما يقارب المائة غزوة ومعركة، وأخبر بنفسه عندما حضرته الوفاة قائلاً: "لقد شهدت مائة زحف أو نحوها وما في بدني موضع شبرٍ إلا وفيه ضربة أو طعنة أو رمية، وهـا أنا أموت على فراشي، فلا نامت أعين الجبناء! وما لي من عملٍ أرجى من لا إله إلا الله وأنا متترِّس بها"،^[٥] فقد شهد مع رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- معركة مؤتة، وفتح مكة، وحُنين، كما حارب أهل الردة، وكان قد غزا العراق، وقاتَل الأعداء من كل الأجناس، ولم يكن في جسده قِيدَ شِبرٍ إلا وأصيب في سبيل الله،^[٦] وحارب -رضي الله عنه- في بلاد فارس، وفي بلاد الروم، كما حارب في الشام، وتُوفيَ في حمص ودُفن فيها.^[٤]

بعض مواقف خالد بن الوليد

موقف خالد بن الوليد في معركة مؤتة

بعدما قُتل القادة الثلاثة في المعركة زيد ثم جعفر ثم ابن رواحة، تسلّم الراية خالد بن الوليد، ولم يكن مضى على إسلامه سوى ثلاثة شهور، فقام بتبديل مواقع المقاتلين في الجيش فغيّرالميمنة والميسرة ومقدمة الجيش والخلف، كي يعتقد الرومان بأنَّ المدد قد وصل من المدينة، وفي الصباح وجد الرومان جيشاً جديداً يقف أمامهم، بعد قتال استمر ستة أيام، فدبّ الرعب في قلوبهم، وظهر غبار الجيش الجديد من خلفهم، وارتفعت أصوات التكبير والتهليل، فأيقنوا أنَّ هناك مدداً كبيراً وصل من المدينة، فاغتنم خالد الفرصة بعد ارتباكهم وخوفهم وأمر الجيش بالانسحاب ليلاً بانضباط وهدوء، وكان يتجول بين الصفوف أثناء الانسحاب ليحافظ على النظام ولرفع معنويات الجنود، فانسحب الجيش بدون خسائر والعدو أمامهم في حالة من الارتباك والذهول.^[٧]

موقف خالد بن الوليد في فتح مكة

عندما دخل المسلمون مكة يوم الفتح دخل رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- من أعلى مكة، وكان قد أمر خالداً -رضي الله عنه- بأن يدخل هو ومن معه من أسفلها، ودخل باقي المسلمون كلٌّ من حيث أمرهم رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-، ولم يبدي أي منهم مقاومةً إلّا خالد بن الوليد، حيث لقيه مجموعة من المشركين، وكان معهم عكرمة بن أبي جهل، وصفوان بن أمية، فقاتلهم حتى قتل منهم أربعة وعشرين رجلاً كانوا من قريش، وأربعةً كانوا من هذيل، وعندما رأى النبي -صلّى الله عليه وسلّم- السيوف تبرق من بعيد، أنكر القتال، فأخبره الصحابة بأن خالداً قاتل عندما قُوتل.^[٨]

موقف خالد بن الوليد في غزوة حنين

كان خالد بن الوليد يوم حنين في طليعة الجيش، وعندما فاجأت هوازن المسلمين بالهجوم، ونصبوا لهم الكمائن، أصيب عدد من المسلمين وجرحوا، وكان من بينهم خالد -رضي الله عنه-، لكنَّه سرعان ما نهض وقاتل مع المسلمين، وطارد المنهزمين من هوازن، ثم بعد هزيمتهم أرسله رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- في طليعة إلى الطائف وجعله على رأس ألف مقاتل، فكانت غزوة الطائف التي اعتبرت استكمالاً لغزوة حنين.^[٩]