جابر بن عبد الله الأنصاري

هو الصحابي الجليل جابر بنُ عبد الله بنِ عَمرو بن حَرَام بنِ ثَعْلَبة بن حَرَامِ بن كَعْبِ بن غَنْمِ بن كَعب بن سَلِمَةَ الأنصاري الخزرجي، يكنى بأبي عبد الله وأبي عبد الرحمن، أبوه هو الصحابي الجليل عبد الله بن عمرو بن حرام، من السابقين في الإسلام ومن أهل بدر، وقد كان جابر صغيراً عندما شهد معه بيعة العقبة الثانية، وكان جابر من أهل بيعة الرضوان أيضاً، وهو الإمام المجتهد والفقيه العالم والحافظ المُتقن، فهو من أشهر رواة الحديث النبوي، فقد روى عدداً كبيراً من أحاديث النبي -صلى الله عليه وسلم- كما روى عن كبار الصحابة -رضي الله عنهم- كأبي بكر وعمر وعلي والزبير وأبي عبيدة ومعاذ بن جبل وغيرهم، وقد روى عنه عدد من كبار التابعين كسعيد بن المسيب والحسن البصري وعطاء بن أبي رباح وغيرهم، وهو مفتي المدينة المنورة بلا منازع بعد عبد الله بن عمر، وقد عاش ما يقارب التسعين عاماً.[١]


كم عدد غزوات جابر بن عبد الله الأنصاري؟

لم يتوانى جابر بن عبد الله الأنصاري -رضي الله عنه- عن الجهاد مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ولم يتخلف عن أي غزوة معه، إلا في بدر وأحد، وذلك بسبب منع والده له من الخروج إلى الجهاد، ليبقى مع أخواته الصغيرات ويرعاهنَّ، لأنَّ والده كان من أوائل المجاهدين مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ومن أوائل الشهداء في الإسلام، وقد ثبت في الحديث الصحيح الذي رواه جابر بن عبد الله نفسه، أنَّ عدد الغزوات التي شارك فيها هو تسع عشرة غزوة، جاء في الحديث: (غَزَوْتُ مع رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ تِسْعَ عَشْرَةَ غَزْوَةً. قالَ جَابِرٌ: لَمْ أَشْهَدْ بَدْرًا، وَلَا أُحُدًا مَنَعَنِي أَبِي، فَلَمَّا قُتِلَ عبدُ اللهِ يَومَ أُحُدٍ، لَمْ أَتَخَلَّفْ عن رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ في غَزْوَةٍ قَطُّ).[٢][٣]


التزام جابر بالجهاد في كل الظروف

كان جابر بن عبد الله لا يترك غزوة من غزوات رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلا حضرها، حتى في أيام زواجه الأولى، فقد خرج جابر للجهاد وهو ما يزال عريساً، فقد روى جابر في الحديث الصحيح أنَّه كان راجعاً مع النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى المدينة من إحدى الغزوات، وكان الجمل الذي يركب عليه جابر بطيئاً في سيره، فرآه النبي -صلى الله عليه وسلم- فتأخر حتى يسير بجانبه، فلما صار بجانبه سأله عن جمله، فأخبره جابر بأنَّه ضعيف ومريض، فدعا له النبي -صلى الله عليه وسلم- فصار الجمل قوياً وسريعاً، ثمَّ أخبر جابر النبي -صلى الله عليه وسلم- بأنَّه عريس، واستأذنه في أن يسمح له بأن يسبقه إلى المدينة ليذهب إلى عروسه، فأذن له النبي -صلى الله عليه وسلم- بذلك.[٤]


المراجع

  1. شمس الدين الذهبي، سير أعلام النبلاء، صفحة 189. بتصرّف.
  2. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن جابر بن عبد الله، الصفحة أو الرقم:1813، حديث صحيح.
  3. قصة الإسلام (1/5/2006)، "جابر بن عبد الله"، قصة الإسلام، اطّلع عليه بتاريخ 17/6/2021. بتصرّف.
  4. شروح الأحاديث، "الموسوعة الحديثية"، الدرر السنية، اطّلع عليه بتاريخ 17/6/2021. بتصرّف.