اصطفى الله عز وجل العرب وكرمهم عن سائر الأقوام بأن بعث خاتم الرسل بلسان عربي مبين، وأنزل معه الكتاب عربيًّا معجزًا في قومه ليكون عامةً للناس، وقد اصطفى الله من العرب كِنانة ابن إسماعيل ذبيح الله ابن إبراهيم عليه السلام، واصطفى من كِنانة قريشًا، ومن قريش بني هاشم فاختار محمدًا بن عبد الله بن عبد المطلب ليصطفيه من بني هاشم لحمل الرسالة، وقد وُلد الرسول صلى الله عليه وسلم يتيم الأب، وما مضت على طفولته بضع سنين حتى توفيت أمه أيضًا، فرعاه جده عبد المطلب، وعاش في كنفه وبين قومه في بطن مكة، وقد كان لعبد المطلب من الأبناء أحد عشر ابنًا منهم والد الرسول صلى الله عليه وسلم عبد الله، وعشرٌ من الأعمام، ومنهم من قال بأنهم أكثر من ذلك؛ فمنهم من أدرك البعثة فآمن أو كفر، ومنهم من لم يدرك البعثة، وسنستعرض في مقالنا هذا صفات أبناء عبد المطلب أي أعمام الرسول صلى الله عليه وسلم.


صفات أعمام الرسول الذين ماتوا قبل البعثة

وهم من ماتوا قبل بعثته صلى الله عليه وسلم، ويكون حسابهم على ما ماتوا عليه من قبل بعثة الرسول صلى الله عليه وسلم، وفيما يأتي تعريف بهم:[١]


1. الحارث

وهو أكبر أبناء عبد المطلب، وله من أبنائه وأحفاده من صحبوا الرسول صلى الله عليه وسلم وآمنوا به.[٢][٣]


2. الزبير

ويكنى بأبي الطاهر، وهو شقيق والد الرسول صلى الله عليه وسلم من الأب والأم، وكان شاعرًا، وهو أول من نادى بحلف الفضول.[٤]


3. عبد الكعبة

واختلف العلماء في كونه ابنًا لعبد المطلب، فمنهم من قال إنه المقوم، ومنهم من قال إنه حجل والغيداق، وبعض العلماء عدّ جميع هذه الأسماء لأبناء عبد المطلب فقالوا إن له ثلاثة عشر من الذكور.[٥]


4. الغيداق

وسمي بذلك لشدة خيره وكرمه، ومنهم من اختلف في كونه عبد الكعبة، كما قالوا إن اسمه نوفل ومصعب.[٥][١]


5. حجل

منهم من نفى أن حجلًا ابن عبد المطلب، وقالوا إنه ابن الزبير بن عبد المطلب.[٥]


صفات أعمام الرسول الذين لم يؤمنوا

وهما اثنان من أبناء عبد المطلب شهدوا البعثة ورفضوا الإيمان والتوحيد:[٦]


1. أبو طالب

وهو من ساند الرسول صلى الله عليه وسلم وتكفل برعايته من صغره بعد وفاة جده عبد المطلب، ومنع عنه أذى قريش، وهو والد ربيب رسول الله علي بن أبي طالب، وقد توفي قبل هجرته صلى الله عليه وسلم بثلاثة أعوام، وسُمي العام الذي مات فيه بعام الحزن.


2. أبو لهب

وهو من عادى ابن أخيه في دعوته، وآذاه وحاربه هو وامرأته، ونزلت فيه سورة المسد، وقد توفي بعد غزوة بدر بعدة أيام إثر مرض أصابه.


صفات أعمام الرسول الذين آمنوا

وهما اثنان أيضًا من أعمامه صلى الله عليه وسلم:


1. حمزة بن عبد المطلب

لقب بأسد الله ورسوله؛ فهو من آزر الرسول صلى الله عليه وسلم ونصره في دعوته، وقد أسلم مبكرًا في السنة الثانية من البعثة، وهاجر مع الرسول صلى الله عليه وسلم، وقد لقب بسيد الشهداء حين استشهد في غزوة أحد.[٧]


2. العباس بن عبد المطلب

وهو أصغر أعمام الرسول صلى الله عليه وسلم، إذ ولد قبل عام الفيل بنحو ثلاثة أعوام، وقد كان صاحب وقار وهيبة وثبات، وعُرف بطول قامته وحسن صوته، وتوفي عام اثنين وثلاثين للهجرة ودفن في البقيع.[٨]


المراجع

  1. ^ أ ب "أعمام النبي وعماته صلى الله عليه وسلم"، الألوكة الشرعية . بتصرّف.
  2. صالح المغامسي، كتاب الأيام النضرة في السيرة العطرة، صفحة 3. بتصرّف.
  3. "عشيرة رسول الله الأقربين"، صيد الفوائد. بتصرّف.
  4. البلاذري، كتاب أنساب الأشراف للبلاذري، صفحة 11. بتصرّف.
  5. ^ أ ب ت ابن هُبَيْرَة، كتاب الإفصاح عن معاني الصحاح، صفحة 94. بتصرّف.
  6. عبد الله البسام، كتاب توضيح الأحكام من بلوغ المرام، صفحة 20. بتصرّف.
  7. "نبذة مختصرة عن حمزة بن عبد المطلب"، إسلام ويب. بتصرّف.
  8. "نبذة مختصرة عن العباس بن عبد المطلب"، إسلام ويب. بتصرّف.