العباس بن عبد المطلب عمّ رسول الله -عليه الصلاة والسلام-، وشخصيَّةٌ من كبار شخصيّات قريش ووجهائها، وقد تحدّثت كتب السّير والتاريخ عن شخصيّته وصفاته ومواقف بارزةٍ من حياته، وفيما يأتي تعريفٌ بشخصيَّته وحديثٌ عن صفاته.


شخصيّة العبّاس بن عبد المطّلب

مناقبه وصفاته الخُلقيّة

شهدت الأخبار والروايات للعباس بن عبد المطّلب -رضي الله عنه- بصفاتٍ وخصالٍ عظيمةٍ تميّز وعُرف بها بين قومه في الجاهليّة وبعد إسلامه، ومن أبرز الصفات والملامح في شخصيَّته ما يأتي:[١]

  • الجود والكرم: حيث اشتهر العباس بن عبد المطّلب -رضي الله عنه- بجوده وإكرامه للناس، ورُوي عن النبيّ -عليه الصلاة والسلام- أنّه قال فيه: (هذا العبَّاسُ عمُّ نَبِيِّكم، أجوَدُ قُرَيشٍ كفًّا وأحْناهُ عليها).[٢]
  • صلة الرحم: كان العباس -رضي الله عنه- واصلًا لرحمه؛ فلم يكن يبخل عليهم بالعون والسند سواءً بماله أو جهده أو جاهه، وورد عن النبيّ -عليه الصلاة والسلام- في روايةٍ أخرى وصفه للعباس بذلك في قوله: (هذا عمُّ نبيِّكم أجوَدُ قريشٍ كفًّا وأوصلُها للرَّحِمِ).[٣]
  • الفطنة والذكاء: تمتّع العباس -رضي الله عنه- بفطنةٍ وذكاءٍ عظيمين، ظهرا في استثماره لهما في حماية النبيّ -عليه الصلاة والسلام- وردّ أذى قريش عنه في بداية دعوته في مكّة المكرّمة.
  • عفّة اللسان: ويظهر ويتمثّل ذلك في العباس -رضي الله عنه- بما روي عنه من أنّه كان يعمر المسجد الحرام؛ فكان يمنع كلّ أحدٍ من السبّ والشتم وسيء القول داخل البيت الحرام؛ تبجيلًا لبيت الله، وحفظًا للألسن من قول السوء.[٤]
  • الوقار والتواضع: كان العباس -رضي الله عنه- وقورًا مهابًا بين قومه، إلّا أنّه مع ذلك كان متواضعًا وينزل الآخرين منازلهم وقدرهم، وفي ذلك رُوي أنّه سُئل عمن أكبر هو أو رسول الله -عليه الصلاة والسلام- فقال: "هُوَ أَكْبَرُ مِنِّي وَأَنَا وُلِدْتُ قَبْلَهُ".[٥][٦]


صفاته الخَلقية والجسديّة

ذكرت بعض الروايات والأخبار أنّ العباس بن عبد المطلب -رضي الله عنه- كان أبيضًا، جميل الشكل والهيئة، معتدل القامة، وصاحب صوتٍ جهوريٍّ؛[٦] أي أنّ صوته مرتفعٌ عالٍ.[٧]


لمحةٌ من حياة العباس بن عبد المطلب

اسمه ونسبه

هو العباس بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرَّة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خُزَيْمة بن مدركة بن إِلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان، عمّ النبيّ -عليه الصلاة والسلام-، وأمّه هي نُتَيلَة بنت جناب بن كليب بن مالك، وكان العباس يُكنّى بأبي الفضل.[٨]


أبناؤه

تزوّج العباس -رضي الله عنه- من لبابة بنت الحارث، وله منها أبناءٌ أكبرهم الفضل، ومن أبنائه الصحابي الجليل حبر الأمّة: عبد الله بن عباس، وعبيد الله، وعبد الرحمن، ومعبد، وأمّ حبيبة بنت العباس.[٨]


مكانته في الجاهلية

كان للعباس -رضي الله عنه- مكانةٌ ومنزلةٌ عظيمةٌ بين قومه في الجاهليّة؛ فكان من رؤساء قريش ووجهائها، وإليه ترجع سقاية حجاج البيت، وعمارة المسجد الحرام؛ أي المحافظة عليه؛ فلا يدع أحدًا يشتم أو ينطق بقولٍ قبيحٍ في البيت الحرام.[٤]


إسلامه وهجرته

تذكر بعض الروايات أنّ العباس -رضي الله عنه- كان في مكّة مسلمًا سرًّا يُخفي إسلامه، ولم يهاجر مع من هاجر، وأنّه في السنة الثامنة من الهجرة قدم مع آخرين إلى النبيّ -عليه الصلاة والسلام-؛ ليُعلن إسلامه، فالتقى بالنبيّ -عليه الصلاة والسلام- وهو في طريقه لفتح مكّة المكرّمة.[٩]


وفاته

قيل إنّ العباس -رضي الله عنه- توفّي في المدينة المنوّرة ودُفن في البقيع سنة اثنتين وثلاثين للهجرة، وقيل سنة ثلاثٍ وثلاثين للهجرة، وكان عمره -رضي الله عنه- ثمان وثمانون سنةً، قيل تسعٌ وثمانون، حيث عاش في الإسلام قرابة اثنتين وثلاثين سنةً من عمره.[١٠]

المراجع

  1. خالد محمد خالد، رجال حول الرسول، صفحة 303-311. بتصرّف.
  2. رواه الحاكم النيسابوري، في المستدرك على الصحيحين، عن سعد بن أبي وقاص، الصفحة أو الرقم:5515، صحيح الإسناد.
  3. رواه البوصيري، في إتحاف الخيرة المهرة، عن سعد بن أبي وقاص، الصفحة أو الرقم:224، إسناده حسن.
  4. ^ أ ب صلاح نجيب الدق (4/6/2018)، "العباس ين عبد المطلب"، الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 1/8/2022. بتصرّف.
  5. رواه الحاكم النيسابوري، في المستدرك على الصحيحين، عن مغيرة بن أبو رزين، الصفحة أو الرقم:5493، رواته ثقات احتج بمثله الشيخان أو أحدهما.
  6. ^ أ ب الذهبي، سير أعلام النبلاء، صفحة 78-81. بتصرّف.
  7. "معنى جهوري"، معحم المعاني، اطّلع عليه بتاريخ 1/8/2022. بتصرّف.
  8. ^ أ ب ابن سعد، الطبقات الكبرى، صفحة 3-7. بتصرّف.
  9. ابن كثير، البداية والنهاية، صفحة 287. بتصرّف.
  10. ابن عبد البر، الاستيعاب في معرفة الأصحاب، صفحة 817. بتصرّف.