الغيداق بن عبد المطلب

يعدّ الغيداق من أكابر ولد عبد المطلب، ومن أبرز رجالات قريش، وهو أحد أبناء عبد المطلب من زوجته ممنعة بنت عمرو بن مالك بن مؤمل؛ من بني خزاعة؛ تزوّجها عبد المطلب أيام محالفتهم مع قريش، وأخو الغيداق لأمه هو عوف بن عبد عوف أبو عبد الرحمن بن عوف الزُّهريّ، ويُقصد بالغيداق العام كثير المطر، أو المطر كثير الماء، كما يُطلق على الغلام إذا لم يبلغ الحُلم، كما يُقال لصغير الضبّ غيداق.[١]


وقيل اسمه نوفل، أو مصعب؛[٢] وإنّ الغيداق لقب تسمّى به لكثرة خيره وماله، كما قيل إنّ اسمه -كما ورد في بعض المؤلفات- جَحْل؛[٣]ولكنّ بعض المؤرخين اعترضوا على ذلك، وقالوا بأنّه لا يصحّ. وتذكر المصنفات أنّ الغيداق توفي بعد وفاة أبيه بخمس سنوات؛ ولم يترك بعده أولاداً أو ذريّة،[١] مما يعني أنّه مات على غير الإسلام، إذ لم يدركه، ولم يدرك بعثة النبي -صلى الله عليه وسلم-.


حلف الغيداق مع بني شيبان

ورد في بعض كتب التاريخ أنّ بنو عبد المطلب لمّا مات أبوهم منعوا الغيداق من الميراث؛ إذ كان الغيداق أخاهم لأبيهم فقط، وليس له أخٌ من بني عبد المطلب من أبيه وأمه معاً؛ فذهب إلى أخيه من أمه عوف بن عوف، وكلّمه في إخوته، وطلب منه أن يتحدّث إليهم في منعهم ميراثه من أبيه؛ ولكنّ عوف اعتذر منه بأنّه لا يقوى على بني عبد المطلب، وأنّ قبيلته لا تعينه عليهم.[٤]


مما ألجأ الغيداق إلى الاستعانة ببني شيبان السلميين، وكان كبيرهم شيبان بن دبية بن حرمس السلميّ؛ نازلاً في أحد مواضع مكة المكرمة، يُقال له المفجر، وفيه بئر كرادم، فقد كان شيبان متزوّجاً من أم حكيم بنت الزبير بن عبد المطلب؛ وهي أم معبد وعبيد وعباد بني شيبان، فتوسط عوف لأخيه الغيداق مع شيبان -الذي كان رفيقاً وصاحباً له-، وعقدا حلفاً بينهما، مما جعل إخوته يعطوه ميراثه، ويثبت له الحلف مع بني شيبان.[٤]


أولاد عبد المطلب

كان لعبد المطلب عدداً كبيراً من الأبناء الذكور؛ وهم: الحارث، وقثم، والزبير، وحمزة، والعباس، وأبو طالب، وأبو لهب، والمغيرة -وقيل عبد الكعبة أو جَحْل-، والغيداق، وضرار، المقوّم؛ لم يسلم منهم إلا حمزة أسد الله وأسد رسوله، والعباس -رضي الله عنهما-.[٥]


وذكر المؤرخون أنّه لم يكن في العرب بنو أب مثل بني عبد المطلب؛ فقد كانوا أشرف وأجسم القوم من قريش، وقد نظم في مدحهم قرة بن جَحْل -المغيرة كما أشرنا- أبياتاً فريدة، فقال:[٦]



أعدد ضراراً إن عددت فتى ندى والليث حمزة وأعدد العبّاسا وأعدد زبيراً والمقوّم بعده والصتم حجلاً والفتى والراسا وأبا عتيبة فأعددنه ثامناً والقرم عبد مناف والحسّاسا والقرم غيداقاً تعدّ جحاً جحاً سادوا على رغم العدو الناسا والحارث الفيّاض ولّى ماجداً أيام نازعه الهمام الكاسا ما في الأنام عمومة كعمومتي خيراً ولا كأناسنا أنّاسا


المراجع

  1. ^ أ ب البلاذري، أنساب الأشراف، صفحة 310، جزء 4. بتصرّف.
  2. رفاعة الطهطاوى، نهاية الإيجاز في سيرة ساكن الحجاز، صفحة 477-478، جزء 1. بتصرّف.
  3. ابن كثير، البداية والنهاية ط السعادة، صفحة 210، جزء 2. بتصرّف.
  4. ^ أ ب محمد بن حبيب، المنمق في أخبار قريش، صفحة 239-240. بتصرّف.
  5. رفاعة الطهطاوى، هاية الإيجاز في سيرة ساكن الحجاز، صفحة 475-478، جزء 1. بتصرّف.
  6. الجلال السيوطي، المحاضرات والمحاورات، صفحة 56. بتصرّف.