الحارث بن عبد المطلب

هو الحَارث بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف، عمّ النبي -صلى الله عليه وسلم-، وأكبر أبناء عبد المطلب، وبه يُكنى،[١] وقد توفي في حياة أبيه وأمه صفية بنت جندب،[٢] وقد وهم بعض المحدثين في ترجمة الحارث لتشابه اسمه مع أسماء من تسمّى من أحفاده.[٣]


حيث ذكره ابن أبي حاتم فيمن اسم أبيه على حرف العين؛ وقال إنّه صحب النبي -صلى الله عليه وسلم-، واستعمله على بعض الأعمال، كما ولاه أبو بكر وعمر وعثمان -رضي الله عنهم- مكة المكرمة ثم انتقل إلى البصرة؛ وقد علّق ابن حجر -رحمه الله- على هذه الترجمة، فقال إنّ ابن أبي حاتم وهم وهماً شنيعاً.[٣]


لأنّ هذه الترجمة إنّما هي لحفيده الحارث بن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب؛ لأنّ الحارث بن عبد المطلب مات في الجاهليّة، ولم تكن له صحبة؛[٣] كما أنّه شهد مع أبيه حفر زمزم، وقد كان له عقب من الأولاد وبنت واحدة؛ أسلموا مع النبي -صلى الله عليه وسلم-، وكانوا من صحابته.[١]


أبناء الحارث بن عبد المطلب

أبو سفيان بن الحارث

صحابيّ جليل أسلم عام الفتح، اسمه المغيرة، وأمه غزية بنت قيس بن ظريف بن عبد العزى، وهو ابن عمّ النبي -صلى الله عليه وسلم-،[٤] وأخوه في الرضاعة؛ فقد أرضعتهما حليمة السعدية -رضي الله عنها-،[٥] وكان يُشبه النبي -صلى الله عليه وسلم- في شكله.[٤]


نوفل بن الحارث

كان أسنّ ولد الحارث بن عبد المطلب -أيّ أكثر من شاخ وكبر بالسن-، وله ولد يُسمى الحارث وبه يُكنى، صحب النبي -صلى الله عليه وسلم- وروى عنه الحديث، ورُوي عنه، كما كان له من الأبناء عبد الله بن نوفل الذي كان أول قاضٍ بالمدينة.[٦]


وسعيد بن نوفل، وقد كان فقهياً، وعبد الرحمن، وربيعة، والمغيرة بن نوفل؛ وقيل هو الذي أوصى به علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- زوجته أمامة بنت أبي العاصي بن ربيع، أن تجعل أمرها إليه إذا توفيّ؛ فتزوجته وماتت عنده.[٦]


عبد الله بن الحارث

كان يُسمّى عبد شمس، فلمّا أسلم سمّاه النبي -صلى الله عليه وسلم- عبد الله، خرج من مكة المكرمة قبل الفتح مهاجراً إلى النبي -صلى الله عليه وسلم-، وشهد معه بعض مغازيه، وقد مات في حياة النبي -صلى الله عليه وسلم-، ودفنه -عليه السلام- بقميصه، ولم يكن له عقب من الأبناء.[٧]


ربيعة بن الحارث

كان ربيعة بن الحارث أسنّ من عمّه العباس -رضي الله عنهما-، وتوفي في خلافة عمر -رضي الله عنه- بعد أخويه نوفل وأبي سفيان ابني الحارث بن عبد المطلب؛ وقد كان يسكن المدينة المنورة، رُوي أنّه والعباس بعثا إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- أن يستخلف أبناءهما فيما يستعمل عليه الناس؛ فرفض النبي -صلى الله عليه وسلم- ذلك، حفاظاً على أهل البيت من أمور الدنيا ومناصبها.[٨]


أمية بن الحارث

ذكره بعض أهل السير والتراجم في ولد الحارث بن عبد المطلب، وقالوا أن لا رواية له ولا عقب من الأبناء،[٩] ولقد شحّت المصادر في ترجمة أمية بن الحارث، حتى إنّ بعضها لم يذكره في أبناء الحارث، وذكروا مكانه قثم بن الحارث الذي توفي صغيراً.[١٠]


أروى بنت الحارث

صحابية قرشية اشتهرت بالفصاحة؛ عاشت إلى زمن معاوية بن أبي سفيان -رضي الله عنه-، وكان مقامها بالمدينة المنورة؛ فدخلت عليه بعد خبر خصومته مع علي بن أبي طالب -رضي الله عنه-، وخاصمته بذلك، وفاخرته بنسب بنو هاشم على بني أمية؛ فقام أحد الجالسين يردّ عليها فأسكتته.[١١]


ثم قام آخر، فردت عليه حتى ألجمته؛ فلمّا انتهت وخرجت من عنده، قال معاوية لمن في مجلسه: "والله لو كلمها من في مجلسي جميعا لأجابت كل واحد بغير ما تجيب به الآخر! وإن نساء بني هاشم لأفصح من رجال غيرهم!"، ولقد بعث إليها يُكرمها -رضي الله عنه-، وقد توفيت في عهده بالمدينة المنورة.[١١]

المراجع

  1. ^ أ ب محمد البري، الجوهرة في نسب النبي وأصحابه العشرة، صفحة 45، جزء 2. بتصرّف.
  2. عبد القادر المجلسي، نزهة الأفكار في شرح قرة الأبصار، صفحة 147، جزء 2. بتصرّف.
  3. ^ أ ب ت ابن حجر العسقلاني، الإصابة في تمييز الصحابة، صفحة 166-167، جزء 2. بتصرّف.
  4. ^ أ ب الطبري، محب الدين، ذخائر العقبى في مناقب ذوي القربى، صفحة 241-242. بتصرّف.
  5. ابن الأثير، أبو السعادات، جامع الأصول، صفحة 859، جزء 12. بتصرّف.
  6. ^ أ ب الزبيري، مصعب بن عبد الله، نسب قريش، صفحة 86. بتصرّف.
  7. البغوي، أبو القاسم، معجم الصحابة، صفحة 21، جزء 4. بتصرّف.
  8. البغوي، أبو القاسم، معجم الصحابة، صفحة 392-393، جزء 2. بتصرّف.
  9. الدارقطني، الإخوة والأخوات، صفحة 43-47. بتصرّف.
  10. رفاعة الطهطاوى، نهاية الإيجاز في سيرة ساكن الحجاز، صفحة 475، جزء 1. بتصرّف.
  11. ^ أ ب خير الدين الزركلي، الأعلام، صفحة 290، جزء 1. بتصرّف.