أين دُفن حمزة بن عبد المطلب؟

دُفن حمزة بن عبد المطلب -رضي الله عنه- في موقع غزوة أحد، في بطن جبل أحد، في المدينة المنورة، حيث أمر النبي -صلى الله عليه وسلم- بدفن شهداء أحد في أماكن موتاهم، وألا يغسّلوا، وأن يدفنوا بثيابهم، وأمر -صلى الله عليه وسلم- بدفن الاثنيْن والثلاثة في قبر واحدٍ؛ بسبب كثرة الشهداء، فدُفن حمزة مع ابن أخته عبد الله بن جحش -رضي الله عنهما- في قبر واحد.[١]


وكُفّن -رضي الله عنه- في نمرة؛ وهي رداءٌ قصيرٌ فيه خطوط بيض وسود، فكان إذا وُضعت على رأسه ظهرت رجلاه، وإذا غُطّي بها رجلاه ظهر رأسه، فأمر النبي -صلى الله عليه وسلم- أن يغطّى بها رأسه، ويضعوا على رجليْه الإذخر؛ وهو عشب معروف بطيب الرائحة،[٢]وقد صلى النبي -صلى الله عليه وسلم- على جنازة حمزة، وأشرف على دفن الشهداء، وقال: (أنا شَهيدٌ على هؤلاءِ أنَّهُ ما مِن جريحٍ يُجرَحُ في سبيلِ اللَّهِ إلَّا واللَّهُ يبعثُهُ يومَ القيامةِ يَدمى جُرحُهُ اللَّونُ لونُ دَمٍ والرِّيحُ ريحُ مِسْكٍ).[٣]


كيف استشهد حمزة بن عبد المطلب؟

استشهد حمزة بن عبد المطلب -رضي الله عنه- في غزوة أحد، برمية حِربةٍ، رماه بها وحشي بن حرب -رضي الله عنه، وذلك قبل أن يُسلم، حيث كان وحشي عبداً لجبير بن مطعم، فأمره أن يقتل حمزة انتقاًما لعمّه طعيمة بن عدي الذي قتل في غزوة بدر، ووعد وحشي بإعتاقه إن قتل حمزة،[٤] فلم يكن لوحشي في غزوة أحد إلا غاية واحدة، وهي قتل حمزة، فكان يراقبه خلف الحجارة لانتظار اللحظة المناسبة، فبينما كان حمزة يقاتل بكل قوة حاملاً سيفين، تعثّر أثناء قتاله، فسقط على ظهره، وأزيل الدرع الذي على بطنه، فرماه وحشي بحربته، وكان قد عُرف بمهارته في الرمي، لا يخطئ في رميته، فسقط حمزة -رضي الله عنه- على الأرض شهيداً.[٥]


وكان استشهاده -رضي الله عنه- في منتصف شهر شوال من يوم السبت، في العام الثالث للهجرة، وكان عمره تسعة وخمسين عاماً،[٦] وقبل أربعة وخمسين عاماً، وكان قد قتل من المشركين في المعركة قبل استشهاده واحداً وثلاثين رجلاً.[٧]


حزن النبي على استشهاد حمزة

بكى النبي -صلى الله عليه وسلم- بكاء شديداً، وحزن حزناً عظيماً على استشهاد عمّه حمزة، وقد زاد حزنه واشتدّ غضبه عندما رأى ما حلّ بجسده الطاهر من التمثيل والتشويه، فقد قامت هند بنت عتبة بالتمثيل في جثته، بشقّ بطنه وإخراج كبده،[٨] فقيل أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قد توعّد المشركين بأن يفعل فيهم كما فعلوا بالمسلمين من التشويه والتمثيل، إلا أن الله -تعالى- حرّم هذا على المسلمين، فنزل قوله: (وَإِنْ عاقَبْتُمْ فَعاقِبُوا بِمِثْلِ ما عُوقِبْتُمْ بِهِ وَلَئِنْ صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِلصَّابِرِينَ)،[٩] فامتثل النبي لأمر الله -تعالى- وصبر.[١٠]


المراجع

  1. صفي الرحمن المباركفوري، الرحيق المختوم، صفحة 255. بتصرّف.
  2. ابن الأثير، أسد الغابة في معرفة الصحابة، صفحة 67. بتصرّف.
  3. رواه الألباني، في فقه السيرة، عن عبد الله بن ثعلبة، الصفحة أو الرقم: 270، صحيح.
  4. ابن الأثير، أسد الغابة في معرفة الصحابة، صفحة 67. بتصرّف.
  5. صفي الرحمن المباركفوري، الرحيق المختوم، صفحة 237. بتصرّف.
  6. "حمزة بن عبدالمطلب"، الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 28/6/2022. بتصرّف.
  7. أبي نعيم الأصبهاني، معرفة الصحابة، صفحة 673. بتصرّف.
  8. موسى بن راشد العازمي، اللؤلؤ المكنون في سيرة النبي المأمون، صفحة 655. بتصرّف.
  9. سورة النحل، آية:126
  10. محمد أبو شهبة، السيرة النبوية على ضوء الكتاب والسنة، صفحة 207-208. بتصرّف.