كان لصحابةِ رسول الله صلى الله عليه وسلَّم النَّصيب الأكبر في نصرته ومساعدته على نشر الدَّعوة إلى الله سبحانه وتعالى، وتمكين الإسلام في الأرض، فلا نجدُ من ينكر أنَّ للصَّحابة الفضل العظيم علينا اليوم، فقد كانوا بمنزلة رسل لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وإنَّ منهم من أعزَّ الله الإسلام والمسلمين به، كعمُّ النبي صلى الله عليه وسلم حمزة بن عبد المطلب الذي كان له دورٌ كبيرٌ جدًّا في كلِّ ذلك، وكلُّنا نعرف حمزة بن عبد المطلب، وما فعله بالمشركين والكفار في الغزوات والحروب، فكان سيفه يصدح بالحق دائمًا، وكان يقف في وجه أعداء الله ورسوله موقفًا يهابه الجميع، وقد مَدَحَهُ النَّبي صلى الله عليه وسلَّم في كثيرٍ من المواقف، وسنستعرض في هذا المقال شيئًا من مناقب حمزة بن عبد المطلب.



صفات حمزة عم الرَّسول صلى الله عليه وسلم

كان حمزة بن عبد المطَّلب من أشدِّ فتيان قريش شكيمةً، ومن أعزِّهم وأقواهم بنيةً وبأسًا، وكان يحمل عقلًا رزينًا نافذًا، وضميرًا مستقيمًا يسير به على الحقِّ، فلمَّا أسلم وآمن بدعوة محمدٍ صلى الله عليه وسلم اهتزَّت أركان قريش؛ فقد كان يدافع عن المستضعفين من المؤمنين، ويدافع عن الدعوة بكل قوَّته وعزيمته، وبقوَّته أصبح المؤمنون أقوياء لا يهابون قريشًا ولا يخافون أحدًا.[١]


وُلِد حمزة بن عبد المطلب قبل النبي صلى الله عليه وسلم بعامين كما رجَّح العلماء، وقد عاش طفولته وترعرع بجانب النبي صلى الله عليه وسلم، وكان حمزة خير من يعرفُ أخلاقَ محمدٍ صلى الله عليه وسلم وصدقه، ويعرف أمانته ورجاحة عقله، فلا يذكر حمزة رضي الله عنه أنه وجد النبيَّ صلى الله عليه وسلم طامعًا أو غاضبًا أو مغمومًا يومًا.


اسم حمزة ونسبه رضي الله عنه

هو حمزة بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف القرشي الهاشمي أبو عمارة، وهو عم النبي صلى الله عليه وسلم كما أنه أخوه من الرضاعة، وقد كان إسلامه بعد بعثة النبي صلى الله عليه وسلم بعامين، وكان أول من استلم لواءً من النبي، وقد صاحب النَّبي صلى الله عليه وسلم ولازمه ونصره، وقد قُتِل شهيدًا يوم أحد رحمه الله، وسمَّاه النبي صلى الله عليه وسلم سيِّد الشهداء،[٢] فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: "حمزةُ سيِّدُ الشُّهداءِ يومَ القيامةِ".[٣]


استشهاد حمزة بن عبد المطلب رضي الله عنه

قتل حمزة بن عبد المطلب في غزوة أحدٍ، بعد أن قاتل فيها قتالًا مهيبًا، فقد كان سيفه شديدًا على الكفَّار يقتل منهم المئات، وفي خضم المعركة تتبَّعه رجلٌ يقال له (وحشي بن حرب)، فألقى عليه رمحه فأصابه إصابةً بليغةً أدَّت إلى موته -رحمه الله-، ثمَّ بعد انتهاء المعركة جاءت هند بنت عتبة، وبقرت بطنه لتخرج كبده وتأكله، فلم تستطع أن تأكله فأخرجته من فمها؛ وذلك لأنَّ حمزة كان قد قتل يومَ بدرٍ أباها عتبة، ففعلت ذلك انتقامًا له.[٤]


المراجع

  1. راغب السرجاني (24/2/2016)، "حمزة بن عبد المطلب"، قصة الإسلام ، اطّلع عليه بتاريخ 13/9/2021. بتصرّف.
  2. "نبذة مختصرة عن حمزة بن عبد المطلب "، إسلام ويب ، 2/6/2003، اطّلع عليه بتاريخ 13/9/2021. بتصرّف.
  3. رواه الألباني ، في صحيح الجامع ، عن جابر بن عبدالله ، الصفحة أو الرقم:3158، صحيح .
  4. عبدالله بن أحمد الشافعي ، قلادة النحر في وفيات أعيان الدهر (الطبعة 1)، صفحة 51، جزء 1. بتصرّف.